المماليك؛ هم جنود من العبيد، شكلوا جيشًا خاصًا بهم في العصر العباسي، وتمكنوا لاحقًا من فرض سيطرتهم السياسية على العديد من الدول الإسلامية، وامتد نفوذهم في كل من مصر وسوريا في الفترة بين الأعوام 1250-1517، وتركوا خلفهم بصمةً خاصة بهم في بناء المساجد، العمارة والفنون، وغيرها.[١]


آثار المماليك

نذكر منها:[٢]


المساجد والخانقاوات

من أهمها:

  • مسجد وخانقاه فرج بن برقوق: أقام هذه المجموعة المعمارية في مصر السلطان الملك الناصر أبو السعادات فرج بن برقوق بين الأعوام 1398-1411م، وتضم مسجدًا لإقامة الشعائر الدينية، وخانقاه للممارسات الصوفية، إضافة إلى مدرسة خاصة لتلقي العلوم الدينية وتحفيظ القرآن الكريم، ويوجد في هذه المجموعة أيضًا مدافن للسلطان الظاهر برقوق وعائلتهِ، وسبيلا ماء للشرب.
  • مسجد وخانقاه الأشرف برسباي: أسس هذه المجموعة في مصر السلطان الأشرف بارسباي عام 1432م، وتتكون من خانقاه لإقامة الصوفية، وفناء كبير يضم عددًا من القبور، وبقايا قبة، وقبة كاملة بناها السلطان لشقيقهِ الأمير يشبك وبعض العلماء، إضافة إلى مصلى يقع في الجهة الشمالية من هذه المجموعة المعمارية، ويضم محرابًا حجريًا غير مزخرف.


المدارس

من أهمها:

  • مدرسة السلطان الأشرف قايتباي: تُعد من أجمل الأبنية في مصر الإسلامية، وقد أسسها السلطان الأشرف قايتباي في الأعوام 1472-1474م، وتتسم بتنوع وروعة التصميم والتنسيق، وتتكون من مدرسة، ومسجد، ومئذنة، وسبيل وكتاب، وضريح، ويقع المدخل الرئيسي للمدرسة بالجانب الشمالي الشرقي، وتقع على يمينهِ المئذنة، بينما يقع الكتاب والسبيل على اليسار، وقد بنى السلطان في الجهة الجنوبية من المدرسة قبة ليدفن فيها.
  • مدرسة الناصر محمد بن قلاوون: بدأ بناء المدرسة في عهد الملك العادل زين الدين كتبغا، الذي حكم لفترة وجيزة بعد الفترة الأولى من عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وتمّ الانتهاء من أعمال البناء في الفترة الثانية من حكمهِ (1299-1303)، وصنعت بوابة المدرسة من الرخام على الطراز القوطي، وهي في الأصل تعود لكنيسة في عكا، وتمّ إحضارها للقاهرة بأمر من السلطان الأشرف خليل الذي احتل عكا عام 1291م، والتي كانت آخر معاقل الصليبيين في فلسطين.[٣]


التكايا والقباب

من أهمها:

  • قبة جاني بك الأشرفي: أقامها الأمير جاني بك الأشرفي الذي كان أحد مماليك السلطان الأشرف بارسباي، وهي مطلة على الدرب السلطاني، وتتخذ القبة شكلاً مربعاً ومبنية من الحجر المنحوت، وتعلوه قبة كبيرة مرتفعة تملؤها الزخارف الهندسية من الخارج، أما داخل القبة، ففيه محراب حجري بسيط.
  • قبة قرقماس: سميت هذه القبة على اسم مؤسسها الأمير قرقماس، الذي كان أحد مماليك السلطان الأشرف قايتباي، يتخذ بناء القبة شكلاً مربعًا، وبُنيت من الحجر المنحوت، وتعلو البناء قبة ملساء غير مزخرفة، كانت القبة ملاصقة للواجهة الشمالية الغربية لجامع الحاكم بأمر الله، وتم نقلها إلى مكانها الحالي في أواخر سنة 1980م.
  • تكية أحمد أبو سيف: يعود تاريخ هذه التكية إلى القرن الخامس عشر الميلادي، وكل ما بقي منها الباب الرئيس وجزء من الواجهة الرئيسية بالجهة الشمالية الغربية، ويدل أسلوب البناء ونوعية الأحجار المستخدمة إلى أنها تعود إلى عصر المماليك الجراكسة.


آثار أخرى للمماليك

نذكر منها:

  • المسجد المنصوري الكبير: سمي على اسم السلطان المنصور قلاوون الذي سيطر على طرابلس، بعد مواجهة مع الصليبيين عام 1289.[٤]
  • الجامع العمري الكبير: يعتبر أكبر وأقدم المساجد في قطاع غزة في فلسطين، وتمّت إعادة بنائه في مرحلتين؛ الأولى من قبل العثمانيين، والثانية في العام 1925 من قبل المجلس الإسلامي الأعلى بعد تدميرهِ بسبب القصف البريطاني في الحرب العالمية الأولى، وما زال المسجد إلى اليوم تقام فيه الصلاة.[٥]
  • قلعة قايتباي: بنى السلطان قايتباي هذه القلعة خلال القرن الرابع عشر للدفاع عن مدينة الإسكندرية من تقدم القوات العثمانية، لكن العثمانيين نجحوا في السيطرة على مصر في العام 1512، وظلت القلعة موقعًا استراتيجيًا تمتد من مكانها حتى ميناء الإسكندرية.[٦]


الفنون والعمارة عند المماليك

اهتم السلاطين المماليك برعاية الفنون والعمارة، وأقاموا في عهدهم مشاريع معمارية تخلد حكمهم وتربطهم بعلماء الدين في عصرهم، كما حرصوا على وضع مقابرهم في ضريح ملحق بمجمعاتهم التعليمية والدينية لإثبات إرثهم، وظهرت السلطة المملوكية أثناء انهيار الأيوبيين، وينقسم تاريخ المماليك إلى فترتين بناءً على سلالات المماليك المختلفة، وهما المماليك البحرية (الأتراك من جنوب روسيا)، والمماليك البرجية (شركس القوقاز)،[٧] وتتميز كل فترة بمعالمها المعمارية الخاصة التي نذكر أهم سماتها:[٨]


الفنون والعمارة عند المماليك البحرية

من أبرز سماتها:

  • حددت فترة المماليك البحرية الخطوط العريضة للفن والعمارة لكامل تاريخ المماليك، وعملوا على تطوير التقنيات والأساليب التي وضعها الأيوبيون، ودمج التأثيرات المختلفة التي يعود مصدرها لأجزاء مختلفة من العالم الإسلامي.
  • مارس المماليك البحرية فنون الزخرفة؛ خاصة الزجاج المطلي بالمينا والذهب، والأعمال المعدنية المرصعة بالجواهر، والأعمال الخشبية، والمنسوجات، وقد تأثرت صناعة الزجاج في مدينة البندقية بصناعة الزجاج المملوكي.
  • شهد عصر السلطان قلاوون على وجه التحديد رعاية لأبنية المؤسسات العامة والدينية، مثل المدارس والأضرحة والمآذن والمستشفيات.


الفنون والعمارة عند المماليك البرجية

من أبرز سماتها ما يأتي:

  • استخدم المماليك البرجية نفس الأساليب الفنية التي استخدمها أسلافهم البحريون، وتم استئناف رعاية الفنون والعمارة بعد مواجهة التهديدات الخارجية والداخلية في أوائل القرن الخامس عشر (المجاعة، الطاعون، هجمات تيمورلنك).
  • حظي السجاد والمنسوجات المملوكية بقيمة مرتفعة في التجارة الدولية، واستمر الاهتمام بالمؤسسات الدينية والعامة وعمارتها.
  • ازدهرت الفنون في عهد السلطان قايتباي في النصف الثاني من القرن الخامس عشر، وعمل على ترميم المواقع في مكة والمدينة، وبُنيت في عهده المباني التجارية والدينية والجسور في المدن الكبرى.


معلومات عن المماليك

من أهم المعلومات التي نذكرها:[٩]

  • كلمة المماليك مشتقة من كلمة مملوك، التي تعني العبد، لم يكن أصل المماليك من المصريين، وإنما كانوا من الجنود العبيد، خاصة من القفجاق الأتراك.
  • لا يستطيع المملوك نقل ممتلكاتهِ أو لقبهِ إلى ولده، ولم يكن باستطاعة أولادهم الانضمام إلى جيوش المماليك، وكانت الجيوش تتجدد باستمرار من الخارج.
  • كان المماليك الذين تمّ انتزاعهم في صغرهم من عائلاتهم، ولا تربطهم أي علاقة بوطنهم الأصلي، يعتمدون على أسيادهم؛ الأمر الذي ميزهم وسمح لهم بالصمود في وجه الصراعات القبلية والشخصية.

المراجع

  1. "Mamluk", britannica, Retrieved 22/7/2021. Edited.
  2. آمال محمد صفوت الألفي، القاهرة الإسلامية آثار صحراء المماليك، صفحة 5-8. بتصرّف.
  3. "Madrasa wa-Qubbat al-Nasir Muhammad ibn Qalawun", archnet, Retrieved 22/7/2021. Edited.
  4. "Mansouri Great Mosque, Tripoli ", lebanonuntravelled, Retrieved 22/7/2021. Edited.
  5. "Great Mosque of Gaza - Palestine", beautifulmosque, Retrieved 22/7/2021. Edited.
  6. "Qaitbay Citadel in Alexandria | Fort Qaitbay Egypt", memphistours, Retrieved 22/7/2021. Edited.
  7. Shatha Malhis, "Narratives in Mamluk architecture: Spatial and perceptual analyses of the madrassas and their mausoleums", sciencedirect, Retrieved 22/7/2021. Edited.
  8. Suzan Yalman, "The Art of the Mamluk Period (1250–1517)", metmuseum, Retrieved 22/7/2021. Edited.
  9. James Waterson, "Who Were the Mamluks?", historytoday, Retrieved 22/7/2021. Edited.