يُعبر مصطلح عصر النهضة (Renaissance) عن الفترة التي شهدت نقلة نوعية في الحضارة الأوروبية في أعقاب العصور الوسطى، وقد استمر من القرن الرابع عشر الميلادي وحتى القرن السابع عشر الميلادي، اتسم عصر النهضة بتزايد الاهتمام بالقيم والمبادئ التي تعود للعصور القديمة الكلاسيكية، كما شهد اكتشافات جديدة، كان منها اكتشاف قاراتٍ جديدة، ونظرياتٌ في علم الفلك، وسقوط الإقطاعية، وازدهار التجارة، وظهور ابتكارات استفادت منها البشرية، مثل: الورق، والطباعة، والبوصلة، والبارود.[١][٢]


ملامح التربية في عصر النهضة

نذكر منها:[٣]

  • هدف التعليم في عصر النهضة بشكلٍ أساسي إلى تحسين أوضاع المجتمع، وتطوير الاقتصاد، وإعادة إحياء المعتقدات الدينية.
  • تأثرت الحياة الاجتماعية للناس خلال عصر النهضة بالتقدمات التي طالت الحركة التعليمية، وازدادت أعداد الملتحقين بالمدارس.
  • تمّ بناء مدارس خاصة للبنات، وتعلمن فيها الخياطة، والقراءة، والكتابة، والرقص، وضمت بعض مدارس البنات معلمين متخصصين بتدريس الغناء، والعزف على الآلات الموسيقية.
  • تعلمت نساء الطبقات العليا في المجتمع في عصر النهضة اللغات، والفلسفة، والرياضيات، لكن ما تعلمنه عمل على إعدادهن للحياة الاجتماعية في المنزل فقط؛ حيث لم تحظ النساء بالسلطة السياسية، وحق الملكية والقدرة على المساهمة في المجتمع.
  • أحد جوانب التربية في عصر النهضة، كان تعليم الناس القدرة على فهم كتابات الآخرين والحكم عليها، واستطاع رجال البلاط (بطانة الحاكم)، والأرستقراطيون، والنبلاء اكتساب الاحترام، والشهرة من خلال تلقيهم للتعليم الجيد.
  • شمل التعليم الجيد الذي تلقاه الرجال من الطبقات المجتمعية العليا عدة مهارات، منها كتابة الشعر، والمواضيع الأخرى، والكتابة بخطٍ جيد، والفروسية، واللعب، والرقص، والغناء، والأناقة في ارتداء الملابس.
  • ساعدت هذه المهارات الأمراء أيضًا على اكتساب الدعم والأفضلية، ولكن نظام التربية السائد آنذاك لم يعلم الشباب كيفية التعامل مع مواقف الحياة اليومية؛ بسبب إمضائهم للكثير من الوقت في تعلم النحو، والبلاغة، والمنطق.
  • اقتصرت التربية التي تميزت بواقعيتها، وكانت تنير عقول الرجال وتُعدهم للحياة على الجامعات فقط؛ ولهذا، لم يفهم الطلاب المعنى الحقيقي للمعرفة ولم يعوا الاستخدام الحقيقي لها بالشكل الكامل، وكانوا قادرين فقط على الكتابة باللاتينية التي لم يرغب أحد بقراءتها، وكانوا عند ذهابهم للجامعات يهدرون أموال وأوقات أصدقائهم، وكان ينتهي بهم المطاف بالعودة إلى ديارهم ساذجين، وغير متعلمين تمامًا كالحال التي رحلوا بها.


سمات التربية في عصر النهضة

نذكر منها:[٤][٥]

  • بسبب الثورة التعليمية التي شهدها عصر النهضة، تمّ اعتماد منهج كلاسيكي للمدارس اللاتينية، واستبعد معلمو هذه المدارس مناهج العصور الوسطى، باستثناء عدد قليل من الأعمال على مستوى المدارس الابتدائية، مثل أعمال الشاعر فيرجيل، والكاتب شيشرون، والكاتب المسرحي ترنتيوس، ويوليوس قيصر.
  • استثنى التقدم التعليمي في عصر النهضة النساء في العديد من جوانبهِ، مما أدى بهن لتفويت العديد من الفرص؛ فقط لأن تعليمهن لم يكن مرغوبًا به من قبل الرجال، حيث حرمت النساء من التعليم رغم تغيرهِ الجذري بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر، ولم تستطع النساء اللواتي تلقينه بحكم انتمائهن لعائلاتٍ ثرية، وذات نفوذ من الاستفادة منه في حياتهن دائمًا.
  • شملت المواد التي تمّ تدريسها في عصر النهضة اللغات، والآداب، وركز التعليم الأساسي على الدروس النحوية ذات المحتوى الأخلاقي، والسياسي، والتاريخي.
  • كانت العلوم الإنسانية من ضمن الموضوعات الأخرى التي تمت دراستها في عصر النهضة، ومن الأمثلة عليها: الشعر، والفلسفة الأخلاقية، والبلاغة، والقواعد، والكتّاب القدامى.[٦]


العوامل المؤثرة على الفكر التربوي في عصر النهضة

نذكر منها:[٧]

  • أثرت الحركة الإنسانية (Humanism) على التعليم خلال عصر النهضة، وآمن أنصار الإنسانية أن باستطاعة البشر أن يتغيروا عن طريق التعليم.
  • أسس الإنسانيون مدارس لتعليم أفكارهم، وألفوا كتبًا عن التعليم، وسعوا إلى خلق مواطنين متمكنين من التحديث والكتابة ببلاغةٍ ووضوح، وقادرين على الانخراط في مجتمعاتهم، وإقناع الآخرين بالأخلاق الفاضلة والأفعال الحكيمة.
  • تعتبر المدرسة التي أسسها الإنساني والمعلم الإيطالي فيتورينو دا فيلتري (Vittorino da Feltre) في مدينة مانتوفا في العام 1423م من أهم المدارس، والتي كانت قد تخصصت بتعليم أطفال حاكم المدينة تعاليم الإنسانية، وبشكلٍ عام، دمجت مدارس الحركة الإنسانية بين النصوص المسيحية والنصوص الكلاسيكية؛ لخلق نموذج تعليمي شاملٍ لجميع أنحاء أوروبا.
  • انتشر المنهاج التعليمي الخاص بالحركة الإنسانية في جميع أوروبا خلال القرن السادس عشر، وأصبح أساس التعليم الذي تلقته النخب وأفراد الطبقات العليا في المجتمع، إلى جانب كوادر العمل السياسي ورجال الدين في الكنائس المعترف بها، وممتهني القانون والطب.
  • آمن الفكر الإنساني أنه من المهم أن يختتم الفرد حياته بعقلٍ وجسدٍ مثاليين؛ الأمر الذي يمكن تحقيقهُ بالتعليم، وحرصت الإنسانية على تنشئة الفرد كإنسانٍ كامل، تجمع شخصيتهُ بين التميز الفكري والجسدي، وأن يكون قادرًا على التعامل مع معظم المواقف الحياتية.

المراجع

  1. "Renaissance", history, 4/4/2018, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  2. "Renaissance", britannica, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  3. "Renaisance Education: Values and Purposes", 123helpme, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  4. "Education in Europe", science.jrank, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  5. "Education and Women: Why Not?", cedarcrest, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  6. Kenneth Bartlett (15/12/2016), "Education in the Renaissance", thegreatcoursesdaily, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  7. "Humanist Thought", courses.lumenlearning, Retrieved 28/5/2021. Edited.