نمت الإمبراطورية العثمانية التي أنشأتها القبائل التركية في الأناضول في آسيا الصغرى لتصبح واحدة من أقوى الدول في العالم خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر، حيث امتدت فترة الحكم العثماني لأكثر من 600 عام وانتهت في عام 1922 عندما تم استبدالها بالجمهورية التركية والعديد من الدول التي خلفتها في جنوب شرق أوروبا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى إنشاء مزيج جديد من المنظمات والتقاليد الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تطوّرت إلى كيان حيوي ومزدهر.[١][٢]


الخلافة العثمانية

إليك المراحل التي مرت بها الدولة العثمانية منذ إنشائها:[٣]

  • تم تأسيس الإمبراطورية العثمانية في حوالي عام 1299 من قبل عثمان الأول الذي كان زعيماً للقبائل التركية في الأناضول، حيث أقام الأتراك العثمانيون حكومة رسمية وقاموا بتوسيع أراضيهم تحت قيادة عثمان الأول وأورهان ومراد الأول وبايزيد الأول.
  • في عام 1453، قاد محمد الثاني الفاتح العثمانيين لفتح مدينة القسطنطينية القديمة التي كانت آنذاك عاصمة للإمبراطورية البيزنطية، حيث وضع هذا الفتح نهاية لحكم الإمبراطورية البيزنطية الذي استمر 1000 عام، وحينها أعاد السلطان محمد تسمية المدينة إلى إسطنبول وجعلها العاصمة الجديدة للإمبراطورية العثمانية، إذ أصبحت إسطنبول مركزاً دولياً مهيمناً للتجارة والثقافة.
  • بحلول عام 1517، وضع السلطان سليم الأول سوريا والجزيرة العربية وفلسطين ومصر تحت السيطرة العثمانية، ثم بلغت الإمبراطورية العثمانية ذروتها بين 1520 و1566 في عهد سليمان القانوني، حيث تميزت هذه الفترة بالقوة العظمى والاستقرار والثروة.
  • أنشأ سليمان القانوني نظاماً قانونياً موحداً ورحب بمختلف أشكال الفنون والآداب، حيث اعتبر العديد من المسلمين السلطان سليمان زعيماً دينياً وحاكماً سياسياً، كما أنه قام بتوسيع الإمبراطورية لتشمل مناطق من أوروبا الشرقية.
  • أصبحت الإمبراطورية العثمانية واحدة من أقوى وأطول السلالات في تاريخ العالم، حيث حكمت مناطق واسعة من الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وشمال أفريقيا لسنوات طويلة، وكان يُمنح القائد الأعلى المعروف باسم السلطان سلطات دينية وسياسية مطلقة على شعبه.
  • كانت الإمبراطورية العثمانية تشكل تهديداً وخطراً على الأوروبيين، إلا أنه بالنسبة للعديد من المؤرخين فكانت الإمبراطورية مصدراً لاستقرار وأمن إقليمي عظيمين، فضلاً عن إنجازاتها المهمة في الفنون والعلوم والدين والثقافة.


ازدهار الدولة العثمانية

إليك ما يلي:[٤][٥]

  • في عهد سليمان القانوني الذي مثلت حياته في القرن السادس عشر ذروة قوة العثمانيين ونفوذهم، ازدهرت الفنون ووصلت التكنولوجيا والهندسة المعمارية إلى آفاق جديدة، كما تمتعت الإمبراطورية عموماً بالسلام والتسامح الديني والاستقرار السياسي والاقتصادي.
  • قام سليمان القانوني أيضاً بإصلاح الحكومة ووضع القوانين وتعزيز الشريعة الإسلامية وتنظيم الموازنة العامة وتشييد القصور والمساجد والمدارس والمكتبات والمستشفيات والطرق والجسور وغيرها.
  • قام السلطان بايزيد الثاني بالسيطرة على طرق التجارة في شرق البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى إزالة البرتغاليين من البحر الأحمر والخليج الفارسي.
  • هزم السلطان سليم الأول الصفويين مما يمثل بداية الأربعة قرون من السيطرة العثمانية على الأراضي العربية.


سلاطين الدولة العثمانية

إليك قائمة بأسماء أهم السلاطين الذين حكموا الدولة العثمانية:[٦]

  • عثمان الأول: على الرغم من أن اسم الإمبراطورية العثمانية كان منسوباً لعثمان الأول إلا أن والده أرطغرل هو الذي بدأ بتشكيل الإمبراطورية، إذ حكم السلطان عثمان من 1300 إلى 1326 ميلادياً حارب خلالها لتوسيع مملكته ضد البيزنطين متخذاً دفاعات مهمة مما أدى إلى اعتباره مؤسس الإمبراطورية العثمانية.
  • مراد الأول: أشرف مراد الأول الذي حكم الإمبراطورية العثمانية من 1359 إلى 1389 ميلادياً على توسع هائل في الأراضي العثمانية، حيث أخضع البيزنطيين وحقق الانصارات في صربيا وبلغاريا مما أجبرهم على الاستسلام، كما قام بتوسيع آلية الدولة العثمانية.
  • محمد الأول: تمكّن السلطان محمد الأول خلال فترة حكمه التي امتدت من 1413 إلى 1421 ميلادياً من توحيد الأراضي العثمانية وتلقي المساعدة من الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني من أجل تحقيق أهدافه، لذلك تحولت والشيا إلى دولة تابعة.
  • سليمان القانوني: امتد حكم سليمان القانوني من الفترة ما بين 1521 إلى 1566 والتي اعتبر خلالها أعظم القادة العثمانيين، إذ لم يوسع سليمان إمبراطوريته بشكل كبير فحسب، بل شجع على إقامة حقبة ثقافية ، كما أنه قام بالعديد من الغزوات خلال توليه الحكم حتى مات أثناء حصار في المجر.
  • مصطفى الثالث: كانت فترة حكم مصطفى الثالث من 1757 إلى 1774 ميلادياً والتي كانت تتدهور خلالها الإمبراطورية العثمانية، حيث نجح في إصلاح الجيش وتمكن في البداية من الحفاظ على معاهدة بلغراد بالإضافة إلى تجنب المنافسة الأوروبية، ومع ذلك واجهت محاولاته الإصلاحية العديد من الصعوبات ولم يتمكن من وقف التنافس الروسي العثماني مما أدى إلى الدخول في الحرب.
  • محمود الثاني: تحت حكم السلطان محمود الثاني الذي استمر من 1808 إلى 1839، كانت السلطة العثمانية في البلقان تنهار في مواجهة روسيا مما دفع السلطان إلى إقامة بعض الإصلاحات بنفسه مثل استقدام خبراء ألمان لإعادة بناء الجيش وتنصيب مسؤولين حكوميين جدد، ومع أنه حقق الكثير إلا أن كان لديه العديد من الخسائر العسكرية.


فتوحات الدولة العثمانية

إليك ما يلي:[٧]

  • بدأت الفتوحات العثمانية منذ حكم السلطان عثمان وابنه أورهان بين 1288 و1362 ميلادياً وذلك بتوسيع أراضيهم إلى الشمال الغربي إلى أراضي الإمبراطورية البيزنطية وشرقاً إلى بقية الأناضول.
  • بحلول عام 1481، ضمت أراضي الإمبراطورية العثمانية معظم جزيرة البلقان وكل الأناضول، أما خلال فترة التوسع الكبرى الثانية من 1481 إلى 1683، غزا العثمانيون أراضي في سوريا ومصر وبلاد ما بين النهرين والمجر.
  • في عام 1683، حاول الأتراك مواصلة توسعهم الأوروبي بمهاجمة فيينا في يوليو، إلا أن الهجوم باء بالفشل مما أدى إلى بدء الانهيار البطيء للإمبراطورية.


المظاهر الحضارية للدولة العثمانية في عصر الازدهار

إليك ما يلي:[٣]

  • عُرف العثمانيون بإنجازاتهم في العديد من المجالات الفنية والعلمية والطبية، كما تم الاعتراف بمدينة إسطنبول والمدن الرئيسية الأخرى في جميع أنحاء الإمبراطورية كمراكز فنية.
  • تضمنت بعض أشهر أشكال الفن الخط والرسم والشعر والمنسوجات والسجاد والسيراميك والموسيقى، بالإضافة إلى الفن المعماري المتقن للمباني العامة.
  • كانت تعتبر العلوم مجالات مهمة للدراسة في الإمبراطورية العثمانية، حيث مارس العثمانيون الرياضيات المتقدمة والفلسفة وعلم الفلك والفيزياء والجغرافيا والكيمياء.
  • أحرز بعض العلماء العثمانيين العديد من التطورات في المجال الطبي، وذلك من خلال اختراع بعض الأدوات الجراحية التي لا تزال تستخدم اليوم، مثل الملاقط والقسطرة والمشارط والكماشة.


عوامل ضعف الدولة العثمانية

إليك ما يلي:[٨][٩]

  • عدم دعم الزعماء الدينيين لأهداف الإمبراطورية العثمانية، بالإضافة إلى تخلف الإمبراطورية كثيراً عن منافسيها الأوروبيين في مجال محو الأمية.
  • ضعف اقتصاد الدولة العثمانية وعدم القدرة على منافسة اقتصادات الدول الأخرى، مما أدى أيضاً إلى تراجع القوات المسلحة العثمانية وخسارة المعارك والأراضي باستمرار.
  • بينما اجتاحت الثورة الصناعية أوروبا في القرنين 18 و19، ظل الاقتصاد العثماني معتمداً على الزراعة مما أدى إلى ضعف النمو الاقتصادي للإمبراطورية وذهاب الفائض الزراعي الذي أنتجته الحكومة إلى سداد قروض الدولة.


أسباب سقوط الدولة العثمانية

إليك ما يلي:[٣]

  • في القرن السابع عشر، بدأت الإمبراطورية العثمانية تفقد هيمنتها الاقتصادية والعسكرية لصالح أوروبا التي تعززت بسرعة مع عصر النهضة والثورة الصناعية، مما أدى إلى ضعف قيادة الإمبراطورية العثمانية والاضطرار إلى التنافس التجاري.
  • في عام 1683، تمت هزيمة العثمانيين في معركة فيينا مما أدى إلى زيادة الخسائر على الإمبراطورية، وعلى مدى المئة عام التالية بدأت الإمبراطورية تفقد مناطق رئيسية من أراضيها.
  • خلال حروب البلقان التي وقعت في عامي 1912 و1913، فقدت الإمبراطورية العثمانية جميع أراضيها تقريباً في أوروبا.
  • سقطت الإمبراطورية العثمانية رسمياً في عام 1922 عندما تم إلغاء لقب السلطان العثماني، وتم إعلان تركيا جمهورية في 29 أكتوبر 1923 عندما أسس ضابط الجيش مصطفى كمال أتاتورك جمهورية تركيا المستقلة.

المراجع

  1. "Ottoman Empire", britannica, Retrieved 10/8/2021. Edited.
  2. "The peak of Ottoman power", britannica, Retrieved 10/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Ottoman Empire", history, Retrieved 10/8/2021. Edited.
  4. "Why the Ottoman Empire rose and fell", national geographic, Retrieved 10/8/2021. Edited.
  5. Center for Middle Eastern Studies, PowerPoint - Day 2.pdf Ottoman Empire Unit, Page 5. Edited.
  6. "The Sultans of the Ottoman Empire: 1300 to 1924", thoughtco, Retrieved 10/8/2021. Edited.
  7. "The Ottoman Empire", ehistory, Retrieved 10/8/2021. Edited.
  8. reasons behind this were,constantly losing battles and territories. "Reasons for the Decline of the Ottoman Empire", ukessays, Retrieved 10/8/2021. Edited.
  9. "Six Reasons Why the Ottoman Empire Fell", history, Retrieved 10/8/2021. Edited.