تاريخ الكتابة المسمارية وأدواتها

الكتابة المسمارية هي نظام للكتابة طوره السومريون القدماء في بلاد الرافدين عام 3000 قبل الميلاد تقريبًا، حيث كانت تستخدم في البداية في تدوين سجلات الحبوب والأغنام والماشية التي تدخل أو تغادر متاجرهم ومزارعهم، فبعد تطور السومريين في الزراعة وتربية الماشية، في المدن الرئيسية مثل مدينة أوروك، التي تمتعت آنذاك باقتصاد قوي، لم يعد بوسعهم الاعتماد على قدرة القوى البشرية في حفظ السجلات، لذلك طوروا نظام الكتابة المسمارية، حيث وجد علماء الآثار لوحات سومرية قديمة تستخدم الكتابة المسمارية، لتصف أعمال الإداريين في المدن الكبيرة، مثل توزيع الحصص وتسجيل حركة وتخزين البضائع.[١][٢][٣]


سمي نظام الكتابة المسمارية بهذا الاسم، من الكلمة اللاتينية cuneus التي تعني إسفين بسبب استخدام قلم يأتي على شكل إسفين للكتابة على الألواح الطينية، حيث تم استخدامه لكتابة حوالي 15 لغة مختلفة، مثل السومرية والأكادية والبابلية والآشورية والعيلامية والحثية والأورارتية والفارسية القديمة، وقد بقيت الكتابة المسمارية مستخدمة حتى ظهور نظام الكتابة الأبجدية عام 100 قبل الميلاد تقريبًا.[٣]


تطور الكتابة المسمارية

بدأ السومريون باستخدام نظام الكتابة المسمارية في تصوير ما أرادوا تدوينه، وهذا يعني أن الموضوعات التي تناولوها كانت مرئية؛ مثل صورة للملك أو صورة معركة أو صورة فيضان، وهكذا، وذلك لأن الكتابة في البداية أصلًا كانت تستهدف فئة التدوين التجاري، فصوروا نوع وكمية البضائع المشحونة وسعرها واسم البائع ومكانه، ثم تم استبدال هذه الصور التصويرية بالتسجيلات الصوتية (phonograms)، وهي رموز تستخدم للتعبير عن أصوات معينة، في مدينة أوروك بحلول عام 3200 قبل الميلاد.[٣]


ثم تطورت الكتابة المسمارية شيئًا فشيئًا حتى تم استخدامها في الأدب والدين وتدوين كافة التجارب البشرية تقريبًا، وسعى السومريون للحافظ على حرفة الكتابة، فأسسوا في عصر فجر السلالات مدارس لتعليم الشعب أسس الكتابة وطرق تطورها.[٣]


ألواح الكتابة المسمارية

تم العثور على عدة ألواح تم كتابتها باستخدام نظام الكتابة المسمارية، تصف مجموعة متنوعة من الأحداث، مثل:[٢][٣]

  • خريطة العالم، حيث يحتوي هذا اللوح على نقش مسماري وخريطة فريدة لعالم بلاد الرافدين، تظهر فيه بابل في الوسط، وذُكر فيه مدن مثل آشور وعيلام وأماكن أخرى.
  • تدوين الأعمال الأدبية مثل أتراحاسيس، ونزل إنانا، وأسطورة إتانا، وإنوما إليش، وملحمة جلجامش ولوح الطوفان، وهي أشهر قطعة أدبية في بلاد الرافدين، كُتبت باللغة الأكادية، تحكي قصة الحاكم الأسطوري لأوروك جلجامش.
  • مكتبات ضخمة مثل مكتبة الملك الآشوري آشور بانيبال.
  • كتابة القصص والأساطير والرسائل الشخصية.
  • تسجيل مجموعة متنوعة من المعلومات مثل أنشطة المعبد والأعمال والتجارة.


فك رموز الكتابة المسمارية

بدأ العلماء بأخذ فكرة فك رموز الكتابة المسمارية على محمل الجد في القرن الثامن عشر، حيث كانوا يبحثون في مدن الشرق الأدنى عن توثيق للأماكن والأحداث التي ذُكرت في الكتاب المقدس، فاكشفوا مدينة نينوى، وأخذوا منها آلاف الألواح الطينية المكتوبة بالكتابة المسمارية، وبدأوا بفك رموزها شيئًا فشيئًا حتى توصلوا إلى بعض الترجمات الصحيحة التي تصف الحياة اليومية والتجارية والحكومية وبعض الأعمال الأدبية العظيمة، وما زال فك رموز الكتابة المسمارية مستمرًا حتى الآن.[٢]


المراجع

  1. "cuneiform", britannica, Retrieved 15/12/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Cuneiform", khanacademy, Retrieved 15/12/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "cuneiform", worldhistory, Retrieved 15/12/2022. Edited.