نبوخذ نصر: نبذة عنه

نبوخذ نصر الثاني أو نبوخذ نصر، هو أعظم وأشهر ملك بابلي في الحضارة البابلية، حكم بابل خلال فترة الإمبراطورية البابلية الجديدة، حيث ورث العرش عن أبيه الملك نبوبولاصر الذي تمرد على الآشوريين وانتصر عليهم، وقضى على مملكتهم بمساعدة الميديين، وحرر بابل من الحكم الآشوري، عام 625 قبل الميلاد، ثم واصل توسعه في المنطقة حتى ترك لابنه نبوخذ قاعدة قوية ليبني عليها مدينة بابل العظيمة.[١]


نبوخذ نصر: توحيد وترميم بابل

تُوِجَ نبوخذ نصر ملكًا على بابل في أواخر عام 605 قبل الميلاد، وقد استغل اتساع الإمبراطورية البابلية التي ورثها عن أبيه الملك نبوبولاصر وقوة مواردها، لبناء وتوحيد بابل، فعمد أولًا إلى هزم، وسحق أي ثورات أو صراعات آشورية متبقية في البلاد، وفي عام 597 قبل الميلاد، وصل إلى مملكة يهوذا في كنعان، وفرض حصارًا على عاصمتها؛ القدس، وسبى النخبة من سكانها إلى بابل، في حدث تاريخي، أطلق عليه المؤرخون اسم السبي البابلي، وواصل نبوخذ نصر توسعه، فحاصر مدينة صور الكنعانية في حصار دام فترة طويلة، كانت نتيجته سقوط المدينة في يد نبوخذ عام 585 قبل الميلاد، مُعززًا بذلك إمبراطوريته العظيمة.[٢][٣]


بعد انتهاء نبوخذ نصر من حصاراته، بدأ بالاهتمام بمشارع البناء الضخمة، حيث جدد بناء 13 مدينة بالكامل، واهتم بإكمال بناء الزقورة العظيمة المعروفة باسم إيتيمينانكي (Etemenanki)، وهو معبد كان يوجد به أعظم إله للبابليين؛ مردوخ، الذي دمره الملك الآشوري سنحاريب عند اجتياحه لبابل، وبحلول عام 600 قبل الميلاد كانت بابل واحدة من أعظم مدن العالم القديم.[٢][٣]




اعتُبرت مدينة بابل في العصور القديمة مركز العالم، حيث وُجد حديثًا لوح من الطين في أنقاض مدينة سيبار (شمال بابل) والموجود حاليًا في المتحف البريطاني يعود تاريخه لذلك العصر، يعرض العالم القديم، وهو يدور حول بابل.




نبوخذ نصر: السبي البابلي

لم يخلد التاريخ اسم نبوخذ نصر الثاني فقط لبناءة بابل، ولكن لذكره في مواقف وقصص متعددة في الكتاب المقدس، أهمها نهب مدينة القدس، وسبي اليهود (النبلاء والأقوياء منهم) إلى مدينة بابل لمدة 70 عامًا في حوادث تسمى السبي البابلي (عام 597 و587 و582 قبل الميلاد)، وذلك بسبب تمردهم على بابل وعدم تقديمهم الطاعة والولاء لنبوخذ نصر.[٢][٣]




كان التدمير والسبي من الممارسات المعتادة في الحروب في بلاد الرافدين في العصر القديم، فمثلًا عندما تمرد الكلدانيون على الآشوريين عام 690 قبل الميلاد، حاصر الملك الآشوري سنحاريب بابل، وهزم المتمردون، ودمّر المدينة عن بكرة أبيها، وقتل معظم أهلها، وفرض أشد العقوبات على من تبقى منهم، وسبى النبلاء والأقوياء منهم إلى مدن السبي.




نبوخذ نصر: وفاته وانهيار بابل

توفي نبوخذ نصر الثاني عام 561 قبل الميلاد، وانهارت بعد وفاته بـ 20 عامًا مملكة بابل، حيث حكمها بعده ملوك ضعفاء، لم يستطيعوا المحافظة على الممكلة، كان آخرهم ملك صغير العمر قُتل على يد نابونيدوس، وهو آخر حاكم كلداني، ولكن نابونيدوس لم يكن مهتمًا بالسياسة لذلك وقع فريسة بيد ملك الفرس كورش العظيم؛ مُستغلًا قنوات بابل لاختراق المدينة والاستيلاء عليها في عام 539 قبل الميلاد، وبذلك بدأ حكم الفرس الطويل لبابل.[٢][٣]



المراجع

  1. "Nebuchadnezzar II", britannica, Retrieved 19/1/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Nebuchadrezzar: the builder king of Babylon", nationalgeographic, Retrieved 19/1/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Nebuchadnezzar II", worldhistory, Retrieved 19/1/2023. Edited.