ولد عبد الرحمن الداخل سنة 113 هـ، ونشأ في كنف جده الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك، ولكن بعد سقوط الخلافة الأموية سنة 132 هـ، على أيدي العباسين، واضطهادهم الخلفاء الأمويون وعائلاتهم، خرج عبد الرحمن الداخل هربًا من الشام، وقد كان عمره 19 عامًا، وبقي 6 سنين هاربًا حتى وصل الأندلس وقد كان عمره 25 عامًا سنة 138 هـ، فأسس الدولة الأموية في الأندلس، وحكمها لمدة 34 عامًا.

صفات عبد الرحمن الداخل

كان عبد الرحمن الداخل قويًا حازمًا، راجح العقل، شديد الذكاء يعتبره البعض منقذ دولة الإسلام في الأندلس، حيث ساعد في استعادة قوتها بعدما كانت في حالة من الفساد والضعف، فلقبه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بـ "بصقر قريش"، مع أنه كان من المعادين له، طامعًا في ضم الأندلس للحكم العباسي.[١]


وكان عبد الرحمن الداخل مجاهدًا عظيمًا، ومقاتلًا قويًا، حيث وقف ضد جميع الثورات التي ثارت على حكمه في الأندلس بالحِلم آنًا والقوةً آنًا آخر، ليعيد تأسيس واحدة من أقوى الدول في الإسلام، وهي الدولة الأموية في الأندلس، ويصفه ابن حيّان الأندلسي بقوله: "كان عبد الرحمن الداخل راجح العقل، راسخ الحلم، واسع العلم، ثاقب الفهم، كثير الحزم، نافذ العزم، بريئاً من العجز، سريع النهضة، متصل الحركة، لا يخلد إلى راحة، ولا يسكن إلى دعة، بعيد الغور، شديد الحدة، قليل الطمأنينة، بليغاً مفوهاً، شاعراً محسناً، سمحاً سخياً، طلق اللسان، وكان قد أعطي هيبة من وليه وعدوه، وكان يحضر الجنائز ويصلي عليها، ويصلي بالناس إذا كان حاضراً الجمعة والأعياد، ويخطب على المنبر، ويعود المرضى".[٢][٣]


إنجازات عبد الرحمن الداخل

يعد عبد الرحمن الداخل وهو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك بن مروان بن الحَكم بن أبي العاص، أول من أسس الدولة الأموية في الأندلس، بعد سقوط الدولة الأموية في دمشق بأيدي العباسيين وهروبه منهم إلى الأندلس، حيث ساهم في بنائها عسكريًا واهتم بعمرانها، وعلومها، ومن أشهر إنجازاته:[٢]

  • بناء الجيش، حيث اشتهر جيشه بالقوة والبسالة، وساهم في تطويره ببناء دور للأسلحة، ومصانع لصنع المنجنيق.
  • بناء الأسطول البحري.
  • أولى التخطيط المالي عناية كبيرة، حيث كان يقسم الميزانية إلى 3 أقسام، قسم للجيش، وقسم لتطوير الدولة من عمارة ومؤن وغيرها، والقسم الآخر كان يدخره.
  • اهتم بالعلوم والدين والعمارة والقضاء.
  • بناء العديد من القلاع والحصون والقناطر.
  • بناء الرصافة، وهي من الحدائق المشهورة في الإسلام.
  • بناء دار لسك النقود.
  • بناء الموانئ مثل ميناء طرطوشة، وميناء ألمرية، وميناء إشبيليّة، وغيرها.
  • حماية حدوده من الأعداء، فقد عُرف عنه شدته وقوته ضد أعدائه.


وفاة عبد الرحمن الداخل

توفي عبد الرحمن الداخل سنة 172 هـ، عن عمر يناهز الـ 58 سنة، ودفن في قرطبة، بعد أن حكم الأندلس 34 سنة، حيث حكم عبد الرحمن الداخل الأندلس منذ 138 هـ.[٤]


المراجع

  1. صالح المغامسي، كتاب القطوف الدانية، صفحة 6. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "عبد الرحمن الداخل (صقر قريش)"، قصة إسلام، اطّلع عليه بتاريخ 29/9/2022. بتصرّف.
  3. "الأندلس من الفتح إلى السقوط - (30) صفات عبد الرحمن الداخل ورجاحة عقله"، طريق الإسلام. بتصرّف.
  4. سيمون الحايك، عبدالرحمن الداخل صقر قريش، صفحة 202.