بعد استشهاد عثمان بن عفان اجتمع الصحابة للذهاب لعلي بن أبي طالب يريدونه للبيعة، وكانت البيعة في يوم الجمعة في 8 من ذي الحجة من سنة 35هـ.[١]


عاصمة خلافة علي بن أبي طالب

عندما استلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخلافة قام بالآتي:[٢][٣]

  • قام بنقل الخلافة من المدينة المنورة إلى الكوفة في العراق بسبب كثرة أنصاره فيها، وأيضاً ليكون قريباً من الخوارج الذي قام بقتالهم في معركة النهروان.
  • نَظم الشرطة حيث أطلق على رئيسها صاحب الشرطة.
  • سار على خطة رسول الله حاملاً الراية الإسلامية لبناء مجتمع موحد؛ وذلك لتحقيق العدالة والمساواة بين الناس.


خلافة علي بن أبي طالب في الكوفة

أسباب اختيار الكوفة عاصمة للخلافة

خرج علي بن أبي طالب من المدينة إلى الشام، ثم عدل برأيه إلى العراق لما سمع بخروج طلحة وعائشة والزبير رضي الله عنهم إلى العراق، ثم ذهب إلى الكوفة ليكون قريباً من الشام؛ إذ دعاه الارتباك والحالة العامة التي حدثت بعد مقتل عثمان إلى مغادرة المدينة المنورة، وانتقال علي إلى الكوفة ترك أثراً تاريخياً وعمرانيا مميزاً فيها؛ فأحيطت بخندق لحمايتها، وتركز فيها أنصار علي بن أبي طالب، وصارت منذ ذلك الوقت إحدى مدارس العلم المشهورة في العالم الإسلامي.[٤][٥]


دخول علي إلى الكوفة وسياسته فيها

دخل علي بن أبي طالب الكوفة في اليوم الثاني عشر من رجب من السنة {36هـ، 651م}،[٦] وقامت فيها مدرسة في علوم اللغة بعد أن أمر علي أبا الأسود الدؤلي بوضع قواعد النحو، فأصبحت هذه المدرسة في منافسة منهجية مع مدرسة البصرة اللتين تزعمتا فقه نحو وعلوم اللغة وأصولها، وكانت سياسة علي بن أبي طالب "رضي الله عنه" تمثل الامتداد الشرعي الأمين لسنة الرسول "صلى الله عليه وسلم" حيث كانت سياسته متطابقة بشكل كامل مع مواقف الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.[٧][٥]


أقاليم الدولة في عهد الخليفة علي بن أبي طالب

مكة المكرمة

قام علي بن أبي طالب بإصدار قرار بتعيين أبا قتادة الأنصاري وكانت فترة ولايته قصيرة جداً، وكما ذكر في معظم المصادر أن علي بن أبي طالب "رضي الله عنه" كان هو والياً والطائف وأعمالها في نفس الوقت، ولم يشهد عهده الحج بسبب انشغاله في الفتن التي انتشرت في أنحاء الدول الإسلامية فكان يرسل من يقود الحجيج كعبد الله بن العباس في سنة {36هـ}.[٨]


المدينة المنورة

كانت المدينة المنورة عاصمة الدول الإسلامية في عهد الرسول "صلى الله عليه وسلم" وخلفائه الثلاثة من بعده وكان الخليفة يتولى شؤونها إلا في حال السفر؛ إذ يقوم بوضع شخص يتولى شؤونها، ولكن اختلف الوضع في المدينة المنورة تماماً بعد تولي علي "رضي الله عنه" الخلافة بسبب الارتباك الذي رافقه بعد مقتل عثمان بن عفان "رضي الله عنه" وخروج طلحة والزبير وعائشة باتجاه العراق قبل موقعة الجمل، ثم استلام الولاية المدينة المنورة سهل بن حنيف الأنصاري ما يقارب سنة وتم عزله وتسليم الخلافة لأبي أيوب الأنصاري.[٨]


ولاية البحرين وعُمان

كانت البحرين تابعة لإمارة البصرة حين توفي عثمان بن عفان، وقام علي بن أبي طالب "رضي الله عليه" بتعيين مجموعة من الأمراء على البحرين ومن أهمهم عمر بن أبي سليمة الذي خرج من المدينة المنورة مع علي بن أبي طالب "رضي الله عنه" أثناء سفره للعراق ثم استدعاه علي بن أبي طالب "رضي الله عنه" للسفر مرة أخرى معه للعراق، أما عبيد بن العباس فكان ولي اليمن، وقام علي بن أبي طالب بتوجيه بعض العمال إلى عُمان لإخماد الثورات التي قامت ضد عُمان.[٨]


ولاية اليمن

لما استشهد عثمان وبويع علي بن أبي طالب للخلافة ولي على اليمن عبيد الله ابن عباس وقد خرجت ولاية عثمان من اليمن قبل وصول عبيد الله بن العباس إليها، وكان لوفاة عثمان بن عفان أثراً كبيراً في نفوس المسلمين، ورفض بعض اليمنيين أن يبايعوا ورغبوا بقتل قتلة عثمان بن عفان "رضي الله عنه" فقاموا بمراسلة معاوية بعد التحكيم فأرسل بسر بن أبي أرطأة للسيطرة على اليمن واستطاع بمساعدتهم له ولكن لفترة قصيرة جداً، ثم علي بن أبي طالب استطاع استرجاعها من جيش معاوية.[٨]


ولاية الجزيرة

كانت الجزيرة إحدى الولايات التابعة للشام أيام عثمان بن عفان "رضي الله عنه" ولكن بعد وفاته أصبحت بيد معاوية والعراق بيد علي "رضي الله عنه" وهذا جعل الجزيرة محل تنازع بين الطرفين علي ومعاوية بسبب موقعها الجغرافي باتصالها من جهة بالعراق ومن جهة أخرى الشام، لذلك وقعت الكثير من المعارك على أرضها، وقام معاوية في أواخر السنة {39هـ} بالسيطرة على جزء من الجزيرة، كما كانت أيضاً ملجأ لبعض المعتزلين للحرب بين علي ومعاوية.[٨]


ولاية مصر

استشهد عثمان بن عفان في مصر وكان حذيفة مغتصباً للولاية لأن عثمان لم يوله عليها، فأقره علي بن أبي طالب على مصر بعد وفاة عثمان لفترة قصيرة جداً فقام معاوية بإرسال جيش لنواحي مصر فظفر بمحمد بن أبي حذيفة فقبض عليه ثم سجن ثم قتل ولكن هناك مصارد تروي أن علي بن أبي طالب "رضي الله عنه" لم يعين محمد بن أبي حذيفة خليفة بل تركه على حاله حتى إذا قتل، وبعد ذلك قام علي بن أبي طالب بتعيين سعد الأنصاري على ولاية مصر وكانت ولاية مصر تتعرض للمعارك في فترة خلافة سعد الأنصاري وكثرت الأحداث والتغيرات في فترة خلافته.[٨]


ولاية الكوفة

استشهد عثمان بن عفان ووليه أبو موسى الأشعري بعد مبايعة علي له بالخلافة وقد أخذ له البيعة من أهلها وكان علي "رضي الله عنه" يبحث عن أبي موسى للصلح وأثناء بحثه عنه وجد رجلاً في طريقه للكوفة وسأله إذا أراد الصلح مع أبي موسى فقال: إذا أردت الصلح فهو صاحب لذلك أما إذا أدت الحرب فهو ليس صاحباً لذلك، وتبين بعد ذلك أن أبا موسى يريد الصلح دون حرب، فقد بعث محمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر وحسن بن علي وغيرهم لاستنفار أهل الكوفة قبل موقعة الجمل فاستشار أهل الكوفة أبا موسى بالخروج "إما في سبيل الآخرة أن تقيموا وإما في سبيل الدنيا اخرجوا" وبعد محاولات كثيرة خرج معه ما يقارب 9 آلاف رجل وتوالت الأحداث حيث انتهت بطرد أبي موسى.[٨]

المراجع

  1. عبد الستار الشيخ، علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين والمفتى عليه في العالمين، صفحة 374. بتصرّف.
  2. أ / هيــــلة ناصـــر اجلاســــــــر، الصف الخامس الابتدائي، صفحة 29. بتصرّف.
  3. عمار ناظم إبراهيم العبدلي ، دراسة وصفية تحليلية لنماذج مختارة، صفحة 14_373. بتصرّف.
  4. "لماذا انتقل مركز الخلافة الإسلامية في عهد علي ـ رضي الله عنه ـ من المدينة المنورة إلى الكوفة؟."، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 7/9/2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "الكوفة .. العاصمة الثانية للمسلمين ومدرسة العلم الأولى"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 7/9/2021. بتصرّف.
  6. مجاهد منعثر منشد الخفاجي، خلافة الامام علي بن أبي طالب، صفحة 58. بتصرّف.
  7. مجاهد منعثر منشد الخفاجي، خلافه الامام علي بن أبي طالب في الكوفه، صفحة 58 65. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح خ علي محمد الصلابي، أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، صفحة 429-460. بتصرّف.