ما هي أبرز حضارات البحرين؟

أبرز حضارات البحرين

مر على أرض جزيرة البحرين حضارات قديمة، كانت من أهم الحضارات وأقواها في المنطقة، ومن أبرزها ما يأتي:

حضارة دلمون

نشأت حضارة دلمون قبل عام 2000 قبل الميلاد، في جزيرة البحرين، وازدهرت ازدهارًا كبيرًا بفضل موقعها الاستراتيجي الذي كان يربط بين تُجار حضارات بلاد الرافدين ووادي السند، حيث ذُكرت دلمون في عدد كبير من النصوص الاقتصادية السومرية كمركز تجاري ونقطة عبور للبضائع في أواخر الألفية الرابعة قبل الميلاد، واشتهرت دلمون أيضًا بالتجارة، حيث صدّرت النحاس والخرزات الحجرية والأحجار الكريمة واللؤلؤ والتمور والخضروات، إلى سومر وبابل مقابل المنتجات الزراعية.^[١][٢]

تركت حضارة دلمون عدة شواهد وآثار ما زالت باقية حتى الآن في دولة البحرين الحديثة، كشاهد على ازدهارها وقوتها، من بينها معبد باربار القديم، وهو معبد ديني بُني من الحجر الجيري، بالإضافة إلى عدد كبير من المدافن أو المقابر القديمة المنتشرة حول الجزير والتي ساعدت علماء الآثار في اكتشاف الحضارة وتقاليد الدفن وتفاصيل أخرى تخص الكيفية التي عاش بها سكان دلمون.^[١]

بالإضافة إلى المعبد والمدافن، تركت حضارة دلمون قلعة البحرين الكبيرة التي لا تزال موجودة حتى الآن على تل كبير منخفض يغطي حوالي 18 هكتارًا على الساحل الشمالي للجزيرة، وهي أكبر موقع أثري فيها، وتم تصنيفها كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 2005، وكانت قلعة البحرين عبارة عن مدينة يرجع تاريخها إلى حوالي 2800 قبل الميلاد، وقد عثر علماء الآثار فيها على عدد من القطع الأثرية الأخرى التي يرجع تاريخها إلى فترة دلمون مثل الأوزان الصخرية من نوع وادي السند، وأختام الطوابع المستديرة المميزة، والنحاس، ووجد علماء الآثار قطعًا مشابهة للتي وجدوها في القلعة في المواقع الأثرية على الساحل الشمالي لشبه الجزيرة العربية، وعلى الجزر البحرية الأخرى في الخليج الفارسي.^[١]

حضارة تايلوس

جاءت حضارة تايلوس بعد دلمون بكثير، حيث كانت تسمى جزيرة البحرين ككل بتايلوس وهو اسم يوناني أطلقه الإغريق عليها، وازدهرت تايلوس بالتحديد في القرن الرابع قبل الميلاد، عندما اكتشفها أو غزاها الجنرال نيارخوس، وهو جنرال في في جيش الإسكندر الأكبر الذي شارك في الرحلات الاستكشافية لغزو بلاد فارس آنذاك، بهدف السيطرة على بحر العرب والخليج العربي، لأهميتهما الاستراتيجية.^[٣][٤][٥]

استعادت تايلوس مكانتها كمركز تجاري وموقع استراتيجي، وأصبحت خليفة لدلمون في الفترة الواقعة بعد غزو الإسكندر الأكبر لها، وبالرغم من ندرة السجلات أو النصوص الأثرية التي يمكنها مساعدة علماء الآثار في اكتشاف المزيد عن تايلوس كما في دلمون، إلّا أن المقابر أو المدافن التي تركها سكان الجزيرة في هذه الفترة كانت شاهدة على فترة من الازدهار الثقافي والتجاري للجزيرة، حيث وجد علماء الآثار في المقابر مجموعة من الأدوات الزجاجية والأواني الخزفية والمنحوتات الحجرية والتماثيل والذهب والمجوهرات التي اعتقد سكان تايلوس أنها أدوات ستساعد الموتى على العبور للحياة الآخرة.^[٣][٤]