العملات البيزنطية القديمة

تسك العملات في بيزنطا القديمة في عاصمتها القسطنطينية، أو في المدن الرئيسية مثل إيطاليا (رافينا)، صقلية (سيراكيوز)، الأناضول (أنطاكية)، وشمال إفريقيا (قرطاج والإسكندرية)، حيث استخدمت العملات في العصر البيزنطي لعدة أغراض؛ منها دفع الضرائب والسلع والخدمات، واستمرت العملات المعدنية أيضًا في كونها أفضل طريقة للحاكم لنشر صورته وتذكير شعبه بملكهم أو الإمبراطور الذي يحكمهم.


وبالنسبة للعملات البيزنطية، فكانت قيمة العملات المعدنية في بيزنطة تعتمد على وزنها ونقاء المعدن المستخدم في إنتاجها، وكانت أبرز عملة بيزنطية تسمى سوليدوس أو نوميسما، قدمها قسطنطين الأول في القرن الرابع الميلادي، وستسود كمعيار للعملة البيزنطية لمدة 700 عام، ليحل محلها في نهاية المطاف عملة هيبربيرون (hyperpyron) في القرن الثاني عشر الميلادي.[١][٢]


نوميسما (Nomisma)

كانت العملة الرئيسية للإمبراطورية البيزنطية لمدة 700 عام هي نوميسما (Nomisma) وكانت من الذهب الخالص، سُميت أيضًا بـ سوليدوس (Solidus) باللاتينية، تم تقديمها في الشرق عام 312 م من قبل الإمبراطور قسطنطين الأول (حكم 306-337 م)، تساوي 72 نوميسما رطلًا واحدًا من الذهب، أي تزن كل قطعة منها 4.4 جرامًا من الذهب الخالص ويبلغ قطرها بين 21 و22 ملم، حملت النسخ الأولى صورة قسطنطين على الوجه الأمامي ومعايير الجيش الروماني على الجانب الخلفي.[١][٢]


تيتارتيرون (tetarteron)

في القرنين السادس والسابع الميلادي، تم سك عملة ذهبية أقل نقاءً (22 قيراطًا مقابل 24)، بسبب ضعف قيمة نوميسما، ولكنها لم تدم طويلًا، ثم سك نيكيفوروس الثاني فوكاس (حكم 963-969 م) عملة ذهبية جديدة تسمى تيتارتيرون (tetarteron) في منتصف القرن العاشر الميلادي لمحاولة توفير المزيد من الذهب وإنتاج المزيد من العملات المعدنية، حيث كانت مصنوعة من ذهب 22 قيراطًا بدلاً من نوميسما التي كانت من الذهب الخالص، وكانت أيضًا بوزن أقل منها يقدر بـ 1/12 من نوميسما.[١]


هيبربيرون (hyperpyron)

في القرن العاشر الميلادي، بدأ التجار الدوليون في تفضيل الدينار الذهبي العربي، بسبب وجود ستة إصدارات مختلفة ومتداولة من نوميسما، حيث أصبحت قيمتها منخفضة، وفي النصف الأول من القرن الحادي عشر الميلادي، أضاف قسطنطين الثامن (حكم 1025-1028 م) ومايكل الرابع (حكم 1034-1041 م) إلى نوميسما 5% من الفضة، وكانت هذه بداية انحدار العملة التي انخفضت قيمتها كثيرًا، وارتفعت الأسعار بسرعة كبيرة لدرجة استدعى التحرك العاجل من الحاكم لسن عدة إصلاحات.[١]


وبسبب ما سبق، قام الإمبراطور ألكسيوس الأول كومنينوس (حكم 1081-1118 م) بسك عملة معدنية جديدة عام 1092 م، تسمى هيبربيرون (hyperpyron)، والتي أصبحت العملة الجديدة، وكانت مصنوعة من الإلكتروم (سبيكة من الذهب والفضة) ولا تساوي سوى ثلث نوميسما.[١][٢]


واستغرقت قيمة الهيبربيرون (hyperpyron) بضعة عقود للارتفاع، ومثل نوميسما، عانت أحيانًا من انخفاض القيمة، لا سيما في عهد مايكل الثامن (حكم 1259-1282 م)، لكنها استمرت كعملة رسمية حتى سقوط الإمبراطورية في القرن الخامس عشر الميلادي.[١][٢]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "Byzantine Coinage", worldhistory, Retrieved 18/8/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "The Changing Iconography of Byzantine Gold Coinage", numismatics, Retrieved 18/8/2022. Edited.