عماد الدين زنكي: نشأته

ولد عماد الدين زنكي في عام 477 هـ، لأسرة تركمانية، واسمه الكامل عماد الدين زنكي بن آق سنقر بن عبد الله آل ترغان، فكان والده؛ آق سنقر مملوكًا للسلطان السلجوقي "ملكشاه" السلجوقي، حيث كان السلاجقة آنذاك في أوج قوتهم، يحكمون مساحة جغرافية كبيرة، تحت راية العباسيين، وقد استعان ملكشاه لحكم هذه المساحة الكبيرة من الدولة بعدد من الرجال، كان من ضمنهم آق سنقر، والد عماد الدين، حيث ولاه السلطان على ولاية حلب، ولكن بعد وفاة السلطان، أُسر آق سنقر، وقُتل في معركة قامت على إثر معارضة أخ السلطان ملكشاه؛ تاج الدين تتش، على تعيين ابن السلطان بركياروق سلطانًا من بعده.[١][٢][٣]


وبعد وفاة والده، نشأ عماد الدين بين القادة السلجوقيين أصدقاء والده، وتحت رعاية السلطان السلجوقي بركياروق، حيث تعلم الفروسية والقيادة والحياة العسكرية، ثم أُلحق بعدها بإمارة الموصل حيث أكمل نشأته تحت رعاية عدد من الأمراء السلاجقة التابعيين للسلطان، وبعد أن بلغ أشده أظهر عماد الدين مهارات عسكرية وشجاعة كبيرة عند مشاركته في عدد من المعارك والحروب في مواجهة المد الصليبي في الدول الإسلامية، وتوالت عليه الأحداث حتى استلم حكم إمارة الموصل.[١][٢][٣]


عماد الدين زنكي: الحرب ضد الصليبيين

في الفترة الواقعة بين عامي 489 هـ إلى 498 هـ، شهد العالم الإسلامي عدة اضطرابات، كان من أبرزها الزحف الصليبي الذي امتد ليشمل إمارات عديدة مثل الرها، وأنطاكية، وطرابلس، وبيت المقدس، بالإضافة إلى الخلافات والمنازعات التي كانت قائمة على الخلافة بين العباسيين والفاطميين من جهة، وبين العباسيين والدويلات الصغيرة التي حاولت التمرد والاستقلال عنها بسبب ضعفها وتهاونها في الحكم من جهة أخرى، وبسبب ذلك سعى عماد إلى تقوية شوكة المسلمين وتوحيد صفوفها للتصدي للمد الصليبي واسترجاع الإمارات المسروقة.[١][٢][٣]


وعلى إثر ذلك حاول عماد الدين توطيد إمارته الجديدة سياسيًا واقتصاديًا، بتعزيز جيشه وإمكانياته، وتوحيد الدويلات الصغيرة حوله، فبدأ بمدينة حلب، واستولى عليها ثم استولى على عدد من المواقع الصليبية مثل بعرين، وبعد ذلك سار عماد الدين لإمارة الرها مارًا بدمشق حيث حاول أيضًا السيطرة عليها، ولكنه لم يُفلح بذلك بسبب استعانة أمير دمشق بالصليبيين لحمايته، وبدلًا عن ذلك سيطر على الحصون والمواقع الصليبية التابعة لإمارة الرها سعيًا منه لقطع الاتصال بين أمير الرها وحلفائه.[١][٢][٣]


وفي خطته لفتح إمارة الرها، وهي من أهم الإمارات الصليبية آنذاك، استدرج عماد الدين أميرها لخارج المدينة في خدعة بارعة خُيّل فيها للأمير بأن عماد الدين انشغل عن الرها بحصار مدينة أخرى، وبذلك اطمأن أمير الرها، وخرج من المدينة ليستجم، واستغل عماد الدين الفرصة للاستيلاء على الرها، فحاصرها 28 يومًا، ثم انهارت واستسلمت، وبعد الاستيلاء عليها، أمر عماد الدين جيشه بإيقاف أعمال القتل والنهب والمحافظة على المدينة من أي أعمال تخريب.[١][٢][٣]


عماد الدين زنكي: وفاته

اغتيل عماد الدين زنكي بعد عامين فقط من فتحه الرها، على يد كبير حرسه المسمى بيرنقش، والذي تستر لوقت طويل في محبته، ثم قتله غدرًا وهو نائم، وقد تم اغتياله في أثناء حصاره قلعة جعبر، وكانت أسباب اغتياله أسبابًا سياسية، حيث بلغ عماد الدين في ذلك الوقت أوج قوته، وساهم في توحيد صفوف المسلمين، الأمر الذي سبب القلق لأعدائه.[١][٢][٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "عماد الدين زنكي .. من هو ؟ "، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 28/3/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "عماد الدين زنكي"، قصة إسلام، اطّلع عليه بتاريخ 28/3/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "أمير الشام عماد الدين زنكي"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 28/3/2023. بتصرّف.