من هو مارتن لوثر؟

مارتن لوثر (Martin Luther)، هو كاهن وراهب ولاهوت ألماني، يعتبر من أهم الشخصيات الدينية في التاريخ الغربي، ولد في مدينة أيسليبن بألمانيا عام 1483م، لأبوين من الطبقة الفقيرة، كانا يحلمان أن يصبح محاميًا، لكنه أصبح راهبًا أوغسطينيًا، وكاهنًا متدينًا، معاديًا لسياسيات الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في فيتنبرغ بألمانيا، وخاصة بيع صكوك الغفران، الأمر الذي حرضه على التشكيك في سلطة الكنيسة.[١][٢]


مارتن لوثر والإصلاح البروستانتي

في عام 1517م، صاغ مارتن لوثر وثيقة (95 أطروحة (95 Theses)) تهاجم ممارسات الكنيسة الكاثوليكية المتمثلة في بيع "صكوك الغفران" لغفران الذنوب والخطايا، حيث أكدت الوثيقة على معتقدين رئيسيين وهما أن الكتاب المقدس هو السلطة الدينية المركزية، وأن البشر يمكن أن يُغفر لهم فقط من خلال إيمانهم وليس بأعمالهم أو بأموالهم.[١][٢][٣]


وعلى الرغم من أن أفكار لوثر لم تكن جديدة، وتم تقديمها من قبل بعض المفكرين قبله، إلا أن لوثر قام بتدوينها، لتشعل وقتها فتيل الإصلاح الديني، وتظهر على يده الأفكار البروتستانتية، التي غيرت مسار التاريخ الديني والثقافي في الغرب، مع أن لوثر في البداية لم يكن ينوي، تحدي الكنيسة أو البابا، إذ كانت أفكاره مجرد دعوة لمناقشة سياسات وممارسات الكنيسة التي وجدها ظالمة.[٢][٣]


كُتبت وثيقة لوثر الأصلية باللاتينية، حيث كانت مخصصة للجمهور الكنسي، ثم تُرجمت إلى الألمانية من قبل أصدقائه ومؤيديه، وبفضل ظهور المطبعة في عام 1440، نُشرت هذه الأطروحات في جميع أنحاء ألمانيا وفي دول أخرى، مما أدى إلى زيادة التحريض للإصلاح البروتستانتي.[٢][٣]


السنوات الأخيرة لمارتن لوثر

كان مارتن لوثر قد رحل من فيتنبرغ، ثم رجع إليها عام 1521م، وتزوج من كاثرين بورا في عام 1525م، وهي راهبة سابقة، وأنجبوا خمسة أطفال، وهذا ما كان ممنوعًا في التعاليم الكاثوليكية، إذ يُمنع رجال الدين من الزواج في الكنسية الكاثوليكية، ولكن لوثر عارض فكرة عزوبية رجال الدين، وأثناء ذلك نمت حركة الإصلاح التي بدأتها كتاباته، فلم يعد الأمر يقتصر على الإصلاح الديني فحسب، بل أصبح قضية سياسية، آمن بها آخرون دعمًا للإصلاح، وفي الوقت نفسه، كانت الثورة المعروفة بثورة الفلاحين قد وصلت ألمانيا، مما سرّع في عمليات الإصلاح البروتستانتي.[٢][٣]


وعلى الرغم من أن كتابات لوثر قد أشعلت شرارة عمليات الإصلاح، إلا أنه لم يشارك فيها كثيرًا خلال سنواته الأخيرة، ففي نهاية حياته، أصبحت آراء لوثر حادةً وعنيفة، حيث أعلن أن البابا عدو المسيح، ودعا إلى طرد اليهود من الإمبراطورية.[٢][٣]


وفاة مارتن لوثر

كان لوثر شخصية جدلية، فقد كان بطلاً بنظر الطوائف البروتستانتية وشيطانًا بنظر الطوائف الكاثوليكة، الذي قسّم وحدة الكنيسة، واستمر لوثر بكونه من أهم الشخصيات الدينية الجدلية في الغرب حتى بعد وفاته في مسقط رأسه في إيسليبن، في 18 فبراير 1546م بسكتة دماغية عن عمر يناهز 62 عامًا، حيث دُفن أمام منبر كنيسة القلعة في فيتنبرغ، وهي نفس الكنيسة التي كان قد نشر أطروحاته الـ 95 فيها.[٢][٣]


المراجع

  1. ^ أ ب "Martin Luther", britannica. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Martin Luther and the 95 Theses", history. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Martin Luther", worldhistory. Edited.