نور الدين زنكي: مولده ونشأته

نور الدين، كاملاً نور الدين أبو القاسم محمود بن عماد الدين زنكي، يُدعى أيضًا نور الدين، ولد في فبراير 1118 م / شوال سنة 511 هـ، في حلب، ونشأ في كفالة والده أمير حلب والموصل وغيرهما؛ عماد الدين، تعلم القرآن والفروسية والرمي، لم تذكر المصادر التاريخية نشأة نور الدين وشبابه، ولكنها جميعاً تؤكد أنه تربى في طفولته تحت رعاية لده، حيث كان والده؛ عماد الدين في فترة حكمه 521 هـ -541 هـ، رجل جامع لجميع أنواع المعارف الإنسانية في المجالات الإدارية وسياسية والعسكرية بالإضافة إلى العلوم الشرعية الدينية، وقد جمعت الحياة التي عاش فيها نور الدين بين الأسلوب النظري والتطبيقي.[١][٢]


نور الدين زنكي: فترة حكمه وحياته السياسية

حكم نور الدين زنكي حلب بعد وفاة والده عماد الدين زنكي، ووسع إمارته بشكل تدريجي لتضم بلاد الشام، واستلم عن أبيه مشروع قتال ومحاربة الصليبيين، فبدأ حكمه بالقيام ببعض الهجمات على إمارة أنطاكية الصليبية، حيث استولى على عدة قلاع في شمال الشام، ثم قضى على محاولة الصليبيين لاستعادة الرها التي فتحها عماد الدين زنكي.[١][٣]


وسعى نور الدين لتوحيد القوى الإسلامية في شمال العراق والشام بكسب صداقتها لمواجهة الصليبيين، حيث عقد معاهدة مع حاكم دمشق "معين الدين أنر" في 541 هـ / 1147 م، وتزوج ابنته، فلما تعرض لهجوم الصليبيين استنجد بنور الدين، فلبى النداء وصدى للصليبيين واستوليا نور الدين وأنر على بصرى وصرخند قبل أن يقعا في يد الصليبيين، ثم غادر دمشق، حتى يبعث في قلب أنر الأمان من الاستيلاء على دمشق، وأنه لا يفكر إلا في القضاء على الصليبيين؛ فتوجه إلى حصون إمارة أنطاكية، واستولى على أرتاح وكفر لاثا وبصرفوت.[٣][٤]


وتصدى نور الدين وأخوه سيف الدين زنكي على الحملة الصليبية الثانية على الشام بزعامة لويس السابع وكونراد الثالث، واستغل نور الدين هذه الهزيمة للصليبيين، للهجوم على أنطاكية بعد أن ازداد نفوذه في الشام، فهاجم في سنة 544 هـ / 1149 م الإقليم المحيط بقلعة حارم الواقعة على الضفة الشرقية لنهر العاصي، ثم حاصر قلعة إنب، فتصدى لهم حاكم أنطاكية "ريموند دي بواتيه" لنجدتها، والتقى الفريقان في 21 من صفر 544 هـ / آخر يونيو 1149 م، ونجح المسلمون في تحقيق النصر، وكان من قتلى المعركة حاكم إنطاكية وغيره من القادة.[٣][٤]


نور الدين زنكي: وفاته

توفي نور الدين محمود زنكي عند سيره إلى مصر، فاجأته الحمى، واشتد به المرض حتى توفي في 11 من شوال 569هـ / 15 من مايو 1174م، وهو في التاسعة والخمسين من عمره، ودفن في البيت الذي كان فيه في قلعة دمشق، ثم نقل جثمانه إلى المدرسة النورية الواقعة في سوق الخواصين بدمشق.[٥]



المراجع

  1. ^ أ ب علي محمد الصلابي، القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره، صفحة 17. بتصرّف.
  2. "Nur al Din", britannica, 13/8/2022, Retrieved 13/8/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "نور الدين محمود زنكي"، قصة إسلام، اطّلع عليه بتاريخ 13/8/2022. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "نور الدين محمود زنكي (في ذكرى مولده: 17 من شوال 511هـ)"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 13/8/2022. بتصرّف.
  5. تيسير بن موسى، نظرة عربية على غزوات الإفرنج، صفحة 153 173. بتصرّف.