أبرز مميزات عصر التابعين

يُطلق عصر التابعين على من تلا عصر النبوة، والتابعون لم يلتقوا قط بالرسول صلى الله عليه وسلم بل صحبوا أصحابه، وكل من التقى بصحابي ومات مسلمًا فهو تابعي ومن بينهم عروة بن الزبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى ابن عباس، وغيرهم من التابعين، وبعض التابعين أفضل بن بعض، كما قال النووي رحمه الله: "الصَّحِيحُ أَنَّ قَرْنَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصَّحَابَةُ، وَالثَّانِي: التَّابِعُونَ، وَالثَّالِثُ: تَابِعُوهُمْ"، وبذل التابعون جهدًا كبيرًا في تجميع السنة الشريفة والحفاظ عليها.^[١][٢]

مميزات عصر التابعين في الجانب الاجتماعي

طبيعية الحياة الاجتماعية تُلخص فيما يلي:^[٣]

• توسعت الأوقاف في عصر التابعين وأتباعهم؛ فمن الناحية الاجتماعية زاد الوقف وتطور إلى أن صار مشهورًا ومذكورًا في مصنفات السلف، ومنها بناء الفنادق للمسافرين وأصحاب الحاجة، بالإضافة إلى حفر الآبار لسقاية المواشي والزروع والمسافرين أيضًا.
• إقامة مؤسسات اجتماعية لإصلاح الطرقات والجسور، ومن ذلك المؤسسات الخيرية لتكافل اليتامى وإقامتهم والنفقة عليهم، وإضافة لذلك إقامة دار المسنين والمقعدين وغيرها، كما كان الوليد عند أهل الشام من الأفضلين؛ فقد بنى الجوامع والمساجد إضافة إلى كونه أول من اتخذ دار الضيافة للقادمين ووضع المنابر في الأمصار.

مميزات عصر التابعين في الجانب الثقافي

من مظاهر الثقافة في عصر التابعين، ما يلي:^[٤]

• إقامة مدارس لحفظ مناهج التفسير ونقله من جيل لآخر ومن أشهر هذه المدارس، مدرسة مكة والتي أرسى قواعدها عبد الله بن عباس، ومدرسة المدينة والتي أسسها الصحابي أبي بن كعب.
• تم تدوين التفسير وتصنيفه، كما اتسع التفسير بالرأي مثل تفسير قتادة والحسن البصري، وقد تطور تفسير القرآن الكريم وتدوينه بطريقة ملحوظة آنذاك.
• كان للتابعين دور كبير في التدوين؛ فقد تلقوا الرواية عن الصحابة رضي الله عنهم، وقد نقلها الصحابة من الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أشهر ما كُتب في ذلك الوقت الصحيفة الصحيحة لهمام بن مُنَبِّه الصنعاني والتي نقلها عن أبي هريرة رضي الله عنه، كما شاعت الكتابة بين جميع الطبقات في ذلك العصر.^[٥]

مميزات عصر التابعين في الجانب الاقتصادي

نذكر بعضًا منها:^[٦]

• كان هناك اتجاهان في عصر التابعين وتحديدًا العصر الأموي؛ فالاتجاه الأول كان مُسرفًا في الإنفاق على بلاده مثل معاوية بن أبي سفيان، أما الاتجاه الثاني فقد اعتمد الوسطية وأوقف الهِبات مثل عبد الله بن الزبير، وقد كانت قيمة المال عند كبار التابعين تتمثل فيما تحصده من مكاسب للآخرة.
• كان إيراد الدولة الأموية في عصر التابعين متنوعًا؛ فقد تمثل بالخراج، والزكاة، والجزية، وعشور التجارة، بالإضافة إلى جوائز الرسل، وثمن الصحف، كما كان للزراعة أهمية كبيرة في الاقتصاد.
• شهدت التجارة تطورًا ملحوظًا وقد ظهرت أنظمة جديدة لتسهيل التبادل التجاري كالحوالة، والوكالة التجارية، وقد كانت دمشق مقرًا للصناعة فيما ذلك، صناعة الخزف والحرير كما ازدهرت صناعة المعادن والحديد والورق.

مميزات عصر التابعين في الجانب السياسي

طبيعة الحياة السياسية والعسكرية في عصر التابعين شملت ما يلي:

• تم تسمية عام 41 بعام الجماعة لأن أقطار البلاد الإسلامية اجتمعت لمعاوية، ولكن وبالرغم من هذا الاجتماع إلا أن الخصومة للحكم الأموي كانت مستمرة من قِبل الخوارج وغيرهم، وفي فترة حُكم بني أمية فقد تم الخروج على السلطان، ولذلك عانى الولاة من عقبات كثيرة في فترة حكمهم.^[٧]
• ظهرت خلافات سياسية ومذهبية في عصر التابعين أدت إلى ظهور أحاديث وروايات ضعيفة الأصل أنكرها كثير من المختصين في الأحاديث وبسبب ذلك؛ فقد قام العلماء بوضع علم يحفظ روايات الأحاديث من الضياع والتحريف والتعديل أو الكذب.^[٥]

مميزات عصر التابعين في الجانب الأخلاقي

نذكر بعضًا منها:^[٨]

• ظهرت في أقوال التابعين الدعوة إلى الإصلاح الاجتماعي والأخلاقي والتذكير في حقوق العباد، ومن بين هذا الترغيب والحث على الإصلاح الاجتماعي، كما حاولوا إصلاح بعض الصفات المذمومة كالكذب والرياء وعقوق الوالدين والسرقة والغيبة والنميمة.
• حاول كبار التابعين إظهار أهمية الصحبة وأن تكون لله، وكيف يُختار الأصدقاء، وضرورة الصدق مع الصاحب، كما أشاروا إلى أهمية بر الوالدين وصلة القربى في بناء مجمع بناء.

مميزات أخرى لعصر التابعين

أشهر ما امتاز به عصر التابعين هو التفسير، ومن مميزات التفسير في عصر التابعين ما يلي:^[٩]

• توسع التابعون في التفسير وأبعاده وإيجاد معاني القرآن الكريم من نواحٍ مختلفة، فقد كان أوسع من تفسير الصحابة الذي اقتصر على تفسير المعاني وذكر سبب النزول فقط.
• كان التفسير في عصر التابعين شاملًا لجوانب الأدب واللغة، كما أن التابعين كانوا يقفون عند كل آية يتساءلون عن معانيها ومقاصدها وقد تحقق التدوين في التفسير منذ عهد التابعين.