تُعرف الحضارة الإسلامية بأنها مجموعة من القواعد الراسخة والمبادئ العظيمة، والقيم الأصيلة التي قدمها الإسلام للعالم والتي عادت بالنفع على الإنسان وساعدت في رفع سوية البشرية، وذلك لأنها تستمد فضلها من أُسس التشريع الإلهي، وقد أثرت الحضارة الإسلامية في جميع نواحي الحياة كالجانب العلمي الصناعي والمستوى الاقتصادي والمالي، والمستوى الاجتماعي، وقد استمر ازدهار الحضارة الإسلامية على المستوى العالمي لأكثر من عشرة قرون.[١][٢]


أنواع الحضارة الإسلامية

تُقسم الحضارة الإسلامية إلى ثلاثة أنواع هي:[٣][٤]

حضارة التاريخ

  • تعرف حضارة التاريخ بحضارة الدول.
  • يُقصد بهذه الحضارة حضارة الدول الإسلامية وما قدمته من إنجازات من أجل رفعة الإسلام.
  • تشمل هذه المجالات الزراعة، والصناعة، والتعليم، وعلاقة الدولة مع غيرها من الدول الأخرى.


الحضارة الإسلامية الأصيلة

  • تعرف بحضارة الخلق والإبداع.
  • عُرفت هذه الحضارة لأول مرة من خلال الإسلام.
  • تُعنى هذه الحضارة بما جاء به الإسلام لخدمة البشرية.ُ
  • يشمل ذلك التعاليم الإسلامية في مجالات متعددة كالعقيدة، والسياسة، والاقتصاد، والقضاء، والتربية.


الحضارة المقتبسة

  • تُعرف أيضًا حضارة البعث والإحياء.
  • قام المسلمون فيها بإعادة إحياء الحضارات، والعلوم القديمة، وتطويرها، وصبغها بالجانب الأخلاقي للإسلام.
  • قامت هذه الحضارة عن طريق تجربة الأمور وتحسينها وتطويرها.


خصائص الحضارة الإسلامية

تتميز الحضارة الإسلامية بعدد من الخصائص نذكر منها:[٥]

  • العقيدة: قامت الحضارة الإسلامية على توحيد الله تعالى لا شريك له، فهو وحده الذي يعز ويذل ويعطي ويمنح، وكل شيء في الكون تحت قدرته، وقد خلت الحضارة الإسلامية من جميع مظاهر الوثنية وفلسفتها في كافة مناحي الحياة، حيث قام الإسلام بإخراج الناس من عبادة الأصنام إلى عبادة الله وحده، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
  • الشمولية والعالمية: ما يميز الإسلام بأنه شامل، حيث أن عطاءه يشمل جميع نواحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية، ويلبي المتطلبات الإنسانية الروحية والعقلية والبدنية، بالإضافة لكون الحضارة الإسلامية مرنة توافق طبيعة كل عصر، فهي ترعى أي فكرة أو هدف من شأنه النهوض بالمسلمين وتيسير أمورهم، بشرط أن لا تتعارض تلك الفكرة مع قواعد الإسلام وثوابته التي قام عليها.
  • الحث على العلم: اهتم الإسلام بالعلم؛ فقد كانت أول آية نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (العلق:1)، وهناك العديد من الآيات القرآنية، والأحاديث الشريفة حول أهمية طلب العلم، وأهمية العلماء، وقد ازدهر العلم في الإسلام شرقًا، وغربًا وانتشرت الصناعات المتنوعة، وقامت أوروبا بالاستفادة من الحضارة الإسلامية في شتى العلوم كالفلك، والجبر، والهندسة، والحساب، والكيمياء، والطب، والزراعة، والتي أسسها رجال الحضارة وجهابذة العلم كابن الهيثم، وابن البيطار، وابن سينا وغيرهم.


أسس الحضارة الإسلامية

هناك عدد من الأسس التي قامت عليها الحضارة الإسلامية نذكر منها:[٦][٧]

  • أسس إسلامية أصيلة: وهي تمثل الأسس التي قامت الحضارة الإسلامية، حيث بينت الخطوط الرئيسية للمسلمين وتعاملهم مع غيرهم، وموقفهم من الحضارات السابقة والمعاصرة لهم، وتلك الأسس تتمثل في:
  • القرآن الكريم.
  • الحديث الشريف.
  • الالتزام بمبدأ الحق: وهو من أهم الأسس التي قامت عليها الحضارة الإسلامية، فهو أساس الدعوة الإسلامية، وقد وردت كلمة الحق في القرآن الكريم 200 مرة، ونستنتج من ذلك:
  • الإسلام دين حق وذلك لأن أصوله الاعتقادية تطابق الواقع، وشرائعه وتعاليمه تحقق سعادة الناس في حياتهم وآخرتهم.
  • القرآن الكريم وآياته ومضمونها نزلت على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالحق.
  • أمر الله تعالى نبيه أن يدعو الناس إلى الإسلام بتبيين الحق والبحث عنه ومناقشته.
  • يتواصى المسلمون فيما بينهم بالحق فهي صفة من صفات المؤمنين.
  • النفور من الباطل: الباطل هو ضد الحق وقد نفرت منه الحضارة الإسلامية ونبذته وقد تبين ذلك على عدة أصعدة:
  • أرسل الله تعالى الرسل حاملين راية الحق ويقابلهم الكافرون بالباطل والمجادلة.
  • يضع المنحرفون عن الحق الأمور في غير مواقعها، ويؤمنون بالباطل الذي لا خير فيه، وذلك يجعلهم يعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يدفع عنهم الضر.
  • كتاب الله تعالى لا يأتيه الباطل فهو تنزيل الحكيم الحميد.
  • يقسم القرآن الناس للمؤمنين الذين يتبعون الحق والكافرين الذين يتبعون الباطل.
  • إحقاق الحق وإبطال الباطل: تحمل الرسالة الإسلامية رسالة إظهار الحق ودحض الباطل؛ إذ لا وجود للحق دون أنصار ما دام أنصار الباطل تحركهم غرائزهم ومطامعهم، فالله يريد أن يبطل الباطل ويحق الحق بما أنزل من شرائع؛ إذ من شأن الحق المدعوم ببراهين أن يزهق الباطل ويدمغه.
  • النظام الاجتماعي: هو نظام إلهي وضعه الله للبشرية لينظموا أمور حياتهم ويعيشوا حياة طيبة، ولا يدخل في هذا النظام الأهواء البشرية وقصر النظر.[٨]

المراجع

  1. جواد عفراوي، الحضارة الإسلامية، صفحة 1. بتصرّف.
  2. "الحضارة الإسلامية ظلت الحضارة الأولى عالميًا لأكثر من عشرة قرون"، الألوكة، 8/12/2012، اطّلع عليه بتاريخ 17/5/2021. بتصرّف.
  3. علي بن نايف الشحود، الحضارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل، صفحة 839. بتصرّف.
  4. فيروز شني، 1ERE ANNEE Civilisation Arabo Islamique Dr CHENNI.docx "خصائص الحضارة العربية الإسلامية"، جامعة الإخوة منتوري، اطّلع عليه بتاريخ 3/6/2021. بتصرّف.
  5. الشيخ حافظ جمالي مجو، الضرورات والسبل لإحياء الحضارة الإسلامية الحديثة في النظام العالمي المعاصر، صفحة 19-24. بتصرّف.
  6. عبد الرحمن حسن جنبكة الميداني، الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم، صفحة 42-45. بتصرّف.
  7. محمود جمعة (24/10/2011)، "اسس الحضارة الاسلامية "، محبي الحضارة، اطّلع عليه بتاريخ 19/5/2021. بتصرّف.