حكَمَ المماليك البحرية (دولة المماليك الأولى) 29 سُلطانًا لمدة 144 سنة تقريبًا، ولم تكُن مدة حكم السلطان الواحد تتجاوز الخمس سنوات، وربما يعود ذلك لكثرة الانقلابات العسكرية، والاضطرابات في البلاد، وكان يتم تغيير السلاطين بالقوة؛ حيث اتبعوا قاعدة السُلطان العادل الأيوبي التي تقول "الحُكم لمن غلب"، علمًا أن المماليك قاموا بصد القوات الصليبية، والتتار.[١]
أين حكم المماليك
المناطق التي حكم بها المماليك:
المماليك في الأردن
حكَم المماليك الأردن في الفترة الممتدة من العام 1263م حتى العام 1516م، ومن أبرز مظاهر حُكم المماليك في الأردن:[٢]
- تقسيم المنطقة إداريًا إلى مقاطعة الكرك (الممتدة من وادي الموجب حتى العقبة)، ومقاطعة دمشق (الممتدة من نهر اليرموك حتى وادي الموجب).
- الانتفاع من الأردن في حماية الجبهة الشرقية من هجمات المغول.
- إصلاح القلاع وتجديد المقامات الإسلامية، وإنشاء أخرى جديدة.
- تنظيم شبكة اتصالات واسعة، وتمهيد الطرق.
- انتعاش مراكز التسوق والمزارع في القرى في مختلف أنحاء الأردن.
- تعزيز زراعة الحبوب، وزيت الزيتون، والسكر.
- الاهتمام في تربية الدواب والعناية بها مثل الخيول، والجمال، والخراف.
- الاستفادة من الموارد الطبيعية في زيادة العائدات مثل الكبريت، والملح الصخري، والنفط.
- حماية طرق الحج والتجارة، وتسهيل سفر القوافل؛ لتلبية حاجات الحجاج من الطعام، والماء، ووسائل النقل، من خلال حفر الآبار، وإقامة خزانات المياه.
المماليك في مصر
حَكَم المماليك البحرية مصر في الفترة الممتدة من العام 1250م حتى العام 1390م، ويعود الفضل بذلك للسُلطان نجم الدين أيوب، ومن أبرز مظاهر حُكم المماليك في مصر:[٣][٤]
- انقسام دولة المماليك إلى أسرتين؛ أسرة الظاهر بيبرس البندقداري (حكم مصر 17 عامًا، ويُعتبر المؤسس الحقيقي لدولة المماليك)، وأسرة المنصور قلاوون (حكم مصر ما يُقارب نصف قرن، وحققت المماليك بعهده أقصى ازدهارها).
- إعادة إحياء الخلافة العباسية، ونقل مقرها إلى القاهرة.
- حَكَم مصر عدة سلاطين، مثل: الأمير برقوق الذي أسس دولة المماليك البرجية، ويُعد من أهم وأقوى رجال الدولة.
- احتلال المماليك البرجية القلعة وأبراجها، وحكموا مصر بدءًا من العام 1382م.
- ازدهار مصر معماريًا وفنيًا على الرغم من عدم الاستقرار.
- حَكَم مصر 27 سلطانًا من المماليك البحرية، و28 سلطانًا من المماليك البرجية، وأبرزهم كان السلطان عز الدين أيبك، والملك المظفر سيف الدين قطز، والسلطان السعيد ناصر الدين، والسلطان زين الدين حاجي، والسلطان فرج بن برقوق.[٥]
المماليك في الهند
حكَم المماليك الهند في الفترة الممتدة من العام 1148م حتى العام 1215م، بعد أن قام السلطان محمد الغوري في الاستعانة بالمماليك في حُكم الدولة الغورية، ومن أبرز مظاهر حُكم المماليك في الهند:[٦][٧]
- مد النفوذ الإسلامي لشبه القارة الهندية حتى تشمل البنغال، وميرات، والتبت، وقنوج.
- تشجيع العلم والعلماء، وازدهار الحركة الثقافية في الهند، وجعل الهند من أهم المراكز الثقافية في العالم.
- يُعد قطب الدين أيبك التُركماني مؤسس دولة المماليك في الهند، والتي عُرفت باسم سلطنة دلهي، وتم تعيين دلهي عاصمة لدولة المماليك بالهند.
- اعتماد السلطان قطب الدين أيبك على العدل والإسلام في الحُكم؛ حيث كره التعسف والظلم، وتخلّص من النظام الطبقي في الهند.
- سيطرة المماليك على المناطق الواقعة بين دلهي جنوبًا إلى لاهور شمالًا، ومن الكجرات غربًا إلى البنغال شرقًا.
- إقامة المساجد والمدارس في مختلف مناطق الهند، ولعل أبرزها مسجد قطب في أجمير، والمسجد الكبير في دلهي الذي ما زالت منارته قائمة إلى الآن وتُعرف باسم قطب منار.
- رعاية الهندوس وحمايتهم، والإنفاق على الفقراء.
- إنهاء ثورات أمراء الهندوس في عهد السلطان شمس الدين أيلتمش، وحفظ الهند من هجمات المغول، وفتح الهند الشمالية.
- تشكيل النقود العربية المصنوعة من الفضة المنقوشة باسم الخليفة العباسي المنتصر بالله، والسلطان شمس الدين، وإعادة تنظيم الجهاز الإداري.
- نسخ أعداد كبيرة من القرآن الكريم، وبناء المدارس وتعيين الشعراء والعلماء.
- حكم الهند مماليك كثيرة، مثل: السلطانة رضية بنت ألتمش، وركن الدين فيروز شاه، ومعز الدين شاه، وناصر الدين محمود شاه، وغياث الدين.
المماليك في فلسطين
حكَم المماليك فلسطين بدءًا من العام 1263م، ومن أبرز مظاهر حُكم المماليك في فلسطين:[٨]
- تحرير مدن فلسطين تتابعيًا في عهد الظاهر بيبرس بدءًا في عكا، ومن ثم قيسارية، وأرسوف، وصفد، ومن ثم الرملة ويافا، وأخيرًا أنطاكية في العام 1268م.
- تخليص فلسطين من سيطرة الصليبيين.
- اكتمال النظام العسكري، وازدهار مؤسسة الوقف؛ حيث يقتطع السلاطين بعض أموالهم ويرسلونها إلى المؤسسات الخيرية، والأفراد المحتاجين.
- فرض التحاق الفلاحين والبدو في الجيوش والحملات العسكرية.
- فرض الضرائب مثل ضريبة الخراج، والعشر، ورسوم المرافق والخدمات، والتُبن، وغيرها.
- نهضة العمران والثقافة في فلسطين، والمستشفيات التي تُقدم خدمات علاجية مجانية؛ حيث وجد مستشفى واحد على الأقل في كل مدينة.
- توفير مياه الشرب في المدن، وبناء المرافق العامة، وإقامة القناطر والجسور مثل جسر دامية وجسر المجامع.
- تنشيط الحركة الثقافية في المدارس والمساجد، وتعليم العلوم الإسلامية، واللغة، والأدب، والتاريخ، والتراجم، والمنطق، والحساب، والجبر وغيرها.
- تشجيع الحج المسيحي للأراضي المقدسة؛ لأسباب اقتصادية وسياسية.
- إنشاء الكثير من المدارس مثل المدرسة الصلاحية، والمدرسة الدوادارية، والمدرسية الوجيهية، والمدرسة السلامية، وغيرها.[٩]
نهاية دولة المماليك
العوامل التي أدت لنهاية دولة المماليك:[١٠]
- العوامل الداخلية:
- زيادة صلاحيات الأمراء والنواب في حكم الدولة، وتراجُع دور السُلطان في حُكم الدولة، وانشغاله في اللهو ومتاع الدنيا.
- انتشار ظاهرة الانقلابات السلطانية بشكل كبير.
- التنافس بين أمراء الجيش على السلطنة.
- تراجع البنية الاقتصادية والاجتماعية في دولة المماليك.
- العوامل الخارجية:
- ظهور الدولة العثمانية كقوة عظمة في العالم الإسلامي.
- التطور الحضاري في بلاد الغرب بشكل يؤثر على الجانب الاقتصادي لدولة المماليك.
- وصول البرتغاليين لمهاجمة المماليك من الجهة البحرية.
المراجع
- ↑ راغب السرجاني (22/6/2016)، "التمهيد لدولة المماليك"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 17/7/2021. بتصرّف.
- ↑ بتاني والكر، "الأردن في العهدين الأيوبي والمملوكي"، كتب الطبعة المفتوحة، اطّلع عليه بتاريخ 17/7/2021. بتصرّف.
- ↑ "دولة المماليك البحرية"، وزارة السياحة والآثار المصرية، اطّلع عليه بتاريخ 17/7/2021. بتصرّف.
- ↑ "دولة المماليك الجراكسة (البرجية)"، وزارة السياحة والآثار المصرية، اطّلع عليه بتاريخ 17/7/2021. بتصرّف.
- ↑ "عهد المماليك"، الهيئة العامة للاستعلامات، 30/9/2009، اطّلع عليه بتاريخ 17/7/2021. بتصرّف.
- ↑ عيسى بن عبدالله الضفيان، جهود المماليك فى نشرالإسلام فى الهند، صفحة 5-6. بتصرّف.
- ↑ "دولة المماليك في الهند"، قصة الإسلام، 28/9/2014، اطّلع عليه بتاريخ 17/7/2021. بتصرّف.
- ↑ ماهر الشريف (17/7/2021)، "فلسطين في عصر المماليك"، حزب الشعب الفلسطيني، اطّلع عليه بتاريخ 17/7/2021. بتصرّف.
- ↑ سهيل زكار، فلسطين في عهد المماليك، صفحة 606-610. بتصرّف.
- ↑ ابراهيم حسني صادق ربايعة (2008)، "نهاية دولة المماليك"، مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات، العدد 14، صفحة 287-299. بتصرّف.