يعود نسب الفاطميين إلى أبناء عبيد الله المهدي، الذين اختلف في أمر نسبهم للسيدة فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، وشكك بعض المؤرخين العرب بهذا النسب، فرأى البعض أن نسب الفاطميين للسيدة فاطمة بنت الرسول صحيح، وبينما المجموعة الأخرى ترى أن لا صحة لذلك الأمر، وحاول المؤرخون الغربيون الخوض في هذا النسب، ولكن بسبب الآراء المتضاربة لدى المؤرخين العرب حالت دون تحديد حقيقة هذا الأمر، والتأكد حول صلتهم بالسيدة فاطمة بنت الرسول من عدمه.[١]
الخلفاء الفاطميون
نسب الفاطميين
يمكن القول أن نسب الفاطميين يعود إلى عبيد الله المهدي ابن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، وقد أورد المؤرخون المؤيدون لفكرة أن النسب يعود للسيدة فاطمة بنت الرسول مجموعة من الأسباب، ويمكن اختصارها كما يلي:[٢]
- سرعة نجاح الفاطميين في نشر السلطة الروحية والزمنية لهم، سواء في مصر أو في البلاد الإسلامية كافة.
- عدم قيام أبناء علي بن أبي طالب بإثبات غير ذلك، واكتفوا بالصمت.
- اعتراف أحمد الساعاتي أمير خراسان بسلطة المهدي الروحية، ووعده بإمدادهم بالرجال.
العصر الفاطمي الأول (الخلفاء الفاطميين في بداية الحكم)
من أهم الأمور التي حصلت في هذه الفترة من العصر الفاطمي، ما يلي:[٣]
- امتد العصر الفاطمي الأول من عام 358 هجرياً الموافق لعام 968 ميلادياً، وانتهى في عام 457 هجرياً الموافق لعام 1064 ميلادياً.
- يطلق عليه لقب آخر وهو عصر الخلفاء؛ لما عرف عن خلفاء هذا العصر حنكتهم السياسية والإدارية والعسكرية، وأنهم كانوا بمقدرة ومستوى عالٍ، وكما أثبتوا قوتهم الشخصية وكفاءتهم، وأيضاً استحواذهم على مناصب السلطة والحكم الفعلي.
- شمل توسع الخلافة الفاطمية في عصرها الأول لتشمل كلاً من مصر، وبلاد المغرب العربي، وأيضاً جزيرة صقلية والحجاز وبلاد الشام واليمن.
- تميز هذا العصر في هذه الفترة بالاستقرار المعيشي والنسبي للاقتصاد.
- مر في هذه الفترة خمس خلفاء على التوالي:
- المعز لدين الله الذي استمرت خلافته من عام 358 هجرياً حتى عام 365 هجرياً.
- العزيز بالله الذي استمرت خلافته من عام 365 هجرياً حتى عام 386 هجرياً.
- الحاكم بأمر الله الذي كانت فترة خلافته من عام 386 هجرياً حتى عام 411 هجرياً.
- الظاهر لإعزاز دين الله الذي بدأت خلافته في عام 411 هجرياً وانتهت في عام 427 هجرياً.
- المستنصر بالله، حيث كان الشطر الأول من خلافته في العصر الفاطمي الأول الذي امتد من عام 427 هجرياً وانتهى الجزء الأول من خلافته في عام 457 هجرياً.
العصر الفاطمي الثاني (آخر الخلفاء الفاطميين)
من أهم الأمور التي حصلت في هذه الفترة من الخلافة الفاطمية، ما يلي:[٣]
- بدأ العصر الفاطمي الثاني منذ عام 457 هجرياً الموافق لعام 1064 ميلادياً، وامتد إلى انتهاء الدولة والخلافة الفاطمية في عام 567 هجرياً الموافق لعام 1171 ميلادياً.
- لقب هذا العصر بعصر الوزراء، وعرفت هذه الفترة بضعف الخلفاء، وبدأ تحكم الجيش بأمور الدولة وهيمنتهم على الوزارات.
- كان الخلفاء في هذه الفترة صغار السن وعديمي الحنكة السياسية والعسكرية.
- بدأ هذا العصر في منتصف فترة خلافة الخليفة المستنصر بالله.
- مر على هذا العصر في فترة الخلافة الفاطمية حتى سقوطها سبع خلفاء، وهم:
- المستنصر بالله أبو تميم المعد، الذي بدأت المرحلة الثانية من هذا العصر في الشطر الثاني من خلافته حيث بدأ في عام 427 هجرياً حتى عام 487 هجرياً.
- المستعلي بالله أبو القاسم أحمد الذي تولى الخلافة من عام 487 هجرياً حتى عام 495 هجرياً.
- الآمر بأحكام الله أبو علي المنصور والتي كانت خلافته من عام 495 هجرياً حتى عام 524 هجرياً.
- الحافظ لدين الله أبو الميمون عبد المجيد الذي حكم منذ عام 524 هجرياً حتى عام 544 هجرياً.
- الظافر بأمر الله إسماعيل بن الحافظ الذي تولى الخلافة من عام 544 هجرياً حتى عام 549 هجرياً.
- الفائز بنصر الله أبو القاسم عيسى بن الظافر الذي حكم منذ عام 549 هجرياً حتى عام 555 هجرياً.
- العاضد لدين الله محمد عبد الله وهو آخر الخلفاء الفاطميين الذي حكم من عام 555 هجرياً، حتى سقوط الدولة الفاطمية على يد القائد صلاح الدين الأيوبي في عام 567 هجرياً.
ثروة الخلفاء الفاطميين
عرف في العصر الفاطمي أن ثروة الخلفاء كانت أضعاف ثروات الوزراء، ويظهر ذلك جلياً من خلال كسوة الكعبة وعرش المعز وأيضاً هدية جوهر له، كل ذلك أظهر لنا كمية الثروة التي كانت في مصر زمن الخلافة الفاطمية، وحالة الترف والبذخ التي كانوا يعيشون بها، وعرف عن الخلفاء الفاطميين حبهم الشديد للمظاهر، وذلك عند قيام زوجة المعز ببناء مسجد لها المعروف باسم مسجد القرافة، الذي تميز بزخارفه ورسوماته التي ميزته عن سائر الجوامع، وأيضاً بقيامها ببناء قصر القرافة، والعديد من مظاهر البذخ الأخرى التي كانوا يعيشون بها.[٤]
مظاهر الترف في حياة الخلفاء الفاطميين
شهدت الحياة في مصر في العصر الفاطمي ازدهار كبير، حيث تميز هذا العصر بترف وبذخ خلفائه، وظهر هذا البذخ جلياً من خلال العديد من المظاهر، مثل:[٥]
- عرف عن وجود خزائن من الأمتعة والجواهر والفرش والشراب.
- القصور التي بنوها ليسكنوا بها، مع عائلاتهم وأبنائهم، ومن أشهر القصور القصر الشرقي الكبير، حيث امتاز هذا القصر بعدد أبوابه، التي كانت مصنوعة من الذهب.
- عرش السلطان العاضد، الذي تميز بأنه مصنوع من الذهب، وكان مرصعاً بالألماس والأحجار الكريمة.
- الاحتفالات التي كانت تقام بصور جلية ومظاهر بهية في الأعياد والمناسبات الدينية.
- توزيع العمل الذهبية والفضية والملابس والأطعمة على الضيوف والموظفين، في أعياد الفطر.
أسباب سقوط الدولة الفاطمية
يعود انحدار الدول الفاطمية وسقوطها إلى عدة أسباب، نذكر منها:[٦]
- ظهور أمراء يخافون الله، وأصحاب ديانة قوية، ولديهم علم وحنكة بالحروب، كما أنهم لا يخشون الشهادة، ومن أهمهم هو الأمير عماد الدين الزنكي.
- ظهور العلماء العاملين والمخلصين والمنتسبين إلى المدرسة الحنبلية التي كانت قائمة في بغداد.
- ظهور السلاجقة في بلاد خراسان، ووصول سلطتهم إلى عاصمة الخلافة، وحملاتهم المتكررة، وذلك لاقتلاع جذور الخلافة الفاطمية.
- دور طلاب المدرسة الشافعية، وكان على رأسهم الإمام الجويني أبو المعالي.
- عودة الدولة العباسية إلى التمسك بالدين الإسلامي والكتاب والسنة والدعوة إليها.
- مقاومة المغاربة للدولة الفاطمية بقيادة علمائهم وفقهائهم.
- رفض الشعب المصري للمذهب الفاطمي الباطني، وعملهم الجاد من قبل فقهائهم وعلمائهم لإضعاف الدولة الفاطمية.
- ظهور القائد المغربي الإسلامي البربري المعز بن باديس، الذي أعلن عن انفصاله العسكري والسياسي عن الدولة الفاطمية.
- استعانة الخلفاء الفاطميين بالنصارى الأوروبيين، وذلك للوقوف ضد السلاجقة في بلاد الشام.
- صراع الخلفاء الفاطميين مع القرامطة في الشام، وذلك من أجل الأطماع الدنيوية.
المراجع
- ↑ حسن ابراهيم حسن، الفاطميون فى مصر وأعمالهم السياسية والدينية بوجه خاص، صفحة 63-65. بتصرّف.
- ↑ عرب دعكور، تاريخ الفاطميين والزنكيين والأيوبيين والمماليك وحضاراتهم، صفحة 23. بتصرّف.
- ^ أ ب نهلة عبد الباقي وعليان الجالودي، سيدات القصور ودورهن في الحياة العامة في مصر خلال العصر الفاطمي، صفحة 30-31. بتصرّف.
- ↑ حسن ابراهيم حسن، الفاطميون فى مصر وأعمالهم السياسية والدينية بوجه خاص، صفحة 244-245. بتصرّف.
- ↑ محمد السرور، تاريخ الدولة الفاطمية، صفحة 143-151. بتصرّف.
- ↑ محمد الصلابي، الدولة الفاطمية، صفحة 121-127. بتصرّف.