بدأ عهد الولاة في الأندلس بفتحها ودخول المسلمين إليها، وقد امتدت فترة حكمهم من عام 714 م حتى عام 755 م؛ أي أنه استمر حوالي اثنين وأربعين عاماً، ومعنى عهد الولاة بأن يتولى حكم الأندلس رجل تحت حكم الحاكم العام للمسلمين وهو بتلك الفترة الخليفة الأموي في دمشق، أو أنه يتلقى التعليمات من الوالي العام لبلاد المغرب الموجود في القيروان، وقد تعاقب على الحكم عشرون والياً، اثنان منهم تولوا السلطة مرتين، ليكون بذلك حكم كل واحد منهم ما يقارب 2-3 سنوات فقط.[١][٢]


مظاهر عصر الولاة في الجانب الاجتماعي

الجانب الاجتماعي في عصر الولاة:[٣]

  • تأثر سكان الأندلس الأصليون بالإسلام وبتشريعاته وبتواضع الحكام المسلين، وخلال مدة قصيرة دخلوا إليه أفواجاً، وأصبحوا داعمين للمسلمين بفتوحاتهم التي اتجهت إلى فرنسا.
  • نشأ ما يعرف بجيل المولدين، وهم أبناء السكان الأصليين للأندلس الذين أسلموا، فقد تكون الأم أندلسية والأب عربياً أو بربرياً، وقد حدثت هذه الزيجات جراء الانخراط الكبير للمسلمين الفاتحين مع الأندلسيين الأصلين الذين أسلموا بأعداد كبيرة.
  • قام المسلمون بإلغاء الطبقية التي كانت سائدة في الأندلس قبل مجيئهم، فقد أصبح جميع الناس سواسية وفقاً لتعاليم الإسلام، وفي المظالم كان يقف الحاكم والمحكوم سوياً أمام القضاء.
  • منح المسلمون الحرية العقدية لغير المسلمين المقيمين في الأندلس، فقد تركوا للنصارى كنائسهم.


مظاهر عصر الولاة في الجانب السياسي

الجانب السياسي في عصر الولاة:[٤]

  • تم تعيين والي الأندلس من قبل خليفة المسملين الأموي المقيم في بلاد الشام، أو يتم تعيينه من قبل والي المغرب وذلك لكون الأندلس تابعة للمغرب، وأحياناً كان يتم تعيينه من قبل أهل الأندلس أنفسهم بسبب بعد الأندلس عن بلاد الشام التي تعد مركز الخلافة.
  • في عهد الوالي عبد العزيز بن موسى استكمل المسلمون فتح المدن الأندلسية.
  • على طول السنة كان يتم إطلاق حملات عسكرية، سُميّت بالشواتي (والتي تنطلق في فصل الشتاء)، والصوائف (في الصيف).
  • تأثرت الأندلس وبلاد المغرب باضطراب السياسة العامة للخلافة الأموية التي وقعت تحت الخلافات القبلية والشخصية، وذلك بعد الخليفة الوليد بن عبد الملك.
  • امتدت الخلافات بين العرب والمغاربة المعروفون "بالبربر"، والخلافات بين العرب أنفسهم إلى الأندلس وأثرت على السياسة العامة فيها.
  • أدى التنازع على السلطة من قبل الطامعين فيها إلى اغتيال الوالي عبد العزيز بن موسى بمؤامرة دبرها كبار قادة الجيش.
  • تدل فترات الحكم القصيرة لكل والٍ -كما ذُكر سابقاً- إلى عدم الاستقرار السياسي في الأندلس.
  • نجح فلول الرومان الذين التجأوا إلى الشمال الغربي من شبه جزيرة إيبيريا الوعرة إلى الاستيلاء على مقاطعة في الشمال الإسباني وتأسيس ممكلة استوليش، وكان ذلك نتيجة لكثرة الحروب والفتن والنزاعات في الأندلس خلال عصر الولاة.


مظاهر عصر الولاة في الفن والعمارة

الفن والعمارة في عصر الولاة:[٥]

  • برزت شخصيات عديدة في الأندلس أبدعت في الإدارة والعمارة؛ فقامت ببناء الدول وتوسيع العمران، من هذه الشخصيات عنبسة بن سحيم الكلبي، وعبد الرحمن الغافقي وغيرهم.
  • شيّد المسلمون العديد من المساجد في مختلف أنحاء الأندلس، مثل مسجد إلبيرة في جنوب البلاد، ومسجد سرقسطة شمال الأندلس وقد عرف أيضاً باسم (الجامع الأبيض) وغيرهم الكثير.
  • تميز بناء المساجد بالبساطة والبعد عن التعقيد، وذلك لكونها بنيت في عهود مبكرة خلال فترات التأسيس والفتوحات، وقد كانت الجوامع نواة للمدارس في الأندلس، فقد كانت دوراً للعبادة بالإضافة إلى كونها مكاناً تعليمياً، خاصة للعلوم الشرعية وعلم اللغة.
  • أول منشأة عمرانية أقامها المسلمون في الأندلس والأبرز هي قنطرة قرطبة، والتي أقيمت كجسر يربط الضفة الجنوبية لنهر الوادي الكبير المعروفة بالربض، مع ضفته الشمالية حيث العاصمة قرطبة، وقد برزت أهميتها بربطها شمال الأندلس بجنوبه، وتأمين الانتقال السريع والآمن.

المراجع

  1. أ.د.راغب السرجاني (27/2/2011)، "عصر الولاة في اللأندلس"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 18/5/2021. بتصرّف.
  2. "عصر الولاة"، المعرفة الأندلسية، اطّلع عليه بتاريخ 18/5/2021. بتصرّف.
  3. د.راغب السرجاني (23/11/2017)، "عصر الولاة في الأندلس"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 18/5/2021. بتصرّف.
  4. محمد عبد الله عبد فزع المعموري (12/3/2017)، "أهم مميزات عصر الولاة"، كلية التربية للعلوم الانسانية، اطّلع عليه بتاريخ 18/5/2021. بتصرّف.
  5. أحمد بن صالح الظرافي (1/9/2020)، "العمران والفنون في الأندلس في عصر الولاة"، الجزيرة ، اطّلع عليه بتاريخ 18/5/2021. بتصرّف.