نشأت الخلافة الفاطمية من مبادئ سياسية ودينية في شمال إفريقيا، ومن ثم انتشرت في الشرق الأوسط، والتي أخذت اسمها من فاطمة بنت النبي محمد - عليه الصلاة والسلام-، وادعوا نسبهم منها، وكانت الخلافة الفاطمية من الخلافات الشيعية في العالم الإسلامي التي حاولت منافسة العباسيين بقوة وإحلال خلافتهم، وإقامة خلافة جديدة مكانهم.[١]


تاريخ ظهور الخلافة الفاطمية

مع أواخر القرن التاسع ضعفت الخلافة العباسية، وأصبح الحكام الإقليميون في مصر وإيران يُسيطرون بشكل كلّي على أراضيهم، وفي بعض المناطق مثل سوريا والجزيرة العربية اعتنق القادة التشيع، ومن ضمنهم الخليفة الفاطمية عبيد الله المهدي، وأنشأ الخلافة الفاطمية، ومن أبرز ما يتعلق في تاريخ ظهور الخلافة الفاطمية:[٢]


تاريخ نشأة الخلافة الفاطمية

خرج عبيد الله المهدي من سلمية في العام 902 م، واصطحب معه القائم، وداعي الدُعاة فيروز، وأبا العباس، وجعفر بن علي، ومجموعة من الأتباع، واتجه نحو المغرب، وبدأ بإنشاء الخلافة الفاطمية على النحو الآتي:[٣]

  • وصل المهدي إلى الرملة في طريقه للمغرب ما يُقارب العامين؛ حتى فشلت ثورة القرامطة.
  • اتجه المهدي نحو مصر في العام 904 م، وأقام في الفسطاط، وعاش بعيدًا عن الأنظار حتى لا تجده السُلطات العباسية.
  • خرج المهدي من الفسطاط في العام 905 م وتوجه نحو إفريقيا؛ لتجنب المواجهات مع القوات العباسية.
  • اتجه المهدي بعد ذلك نحو سجلماسة وأقام بها حرًا طليقًا حتى العام 909 م، ومن ثم ألقي القبض عليه من قبل العباسيين، وأنشأ علاقة ودية مع أبي عبد الله المقيم في المغرب.
  • اتجه أبو عبد الله نحو سجلسامة لتحرير المهدي في العام 909 م، وبعد أن حرره اتجه المهدي إلى رقّادة في العام 910 م، وبدأ بتنظيم الدولة الفاطمية.


كيفية نشأة الخلافة الفاطمية

تشكلت الخلافة الفاطمية بصورة رسمية في العام 909 م، وبدأت، ونشأت، وامتدت على النحو الآتي:[٤]

  • العام 899 م أصبح عبيد الله المهدي زعيم الحركة الإسماعيلية الشيعية التي تُعرف بالفاطمية بين البربر (الجزائر).
  • العام 905 م هرب المهدي إلى سجلماسة (المغرب) بسبب اضطهاد العباسيين له، وبدأ بنشر المعتقدات الإسماعيلية، وتم سجنه في وقت لاحق، وحاز على دعم أبي عبد الله الشيعي.
  • العام 909 م أرسل الشيعي قوّات لاستعادة المهدي، وبدأت السلالة الفاطمية، وتم تأسيس الخلافة الفاطمية.
  • العام 910 م أسس المهدي جيشًا، وقام بغزوة الأغالبة في شمال إفريقيا، وفرض سيطرته عليها.
  • العام 912 م أعدم المهدي الشيعي لتعزيز سلطته في الخلافة الفاطمية.
  • العام 921 م أسس الفاطميون العاصمة المهدية على الساحل التونسي.
  • العام 934 م مات الخليفة المهدي، وأصبح ابنه أبو القاسم القائم الخليفة الجديد للفاطميين.
  • العام 953 م مات الخليفة القائم، وأصبح أبو تمين المعز الخليفة الفاطية الرابع.
  • العام 969 م هزم الخليفة المُعز الإخشيديين في مصر، وفتح مصر، وأسس عاصمة الفاطميين الجديدة؛ القاهرة.
  • العام 1011 م نشر بيان بغداد لادعاء سلطة الفاطميين على بغداد.
  • العام 1072 م تعيين بدر الجمالي وزيرًا للفاطميين؛ حتى يتمكن من قمع تمرد الأتراك والجيوش المتمردة.


عوامل قيام الخلافة الفاطمية

من عوامل قيام الخلافة الفاطمية:[٣][٥]

  • سقوط الدولة الأغلبية على يد أبي عبد الله الداعي، وإقامة دولة جديدة ذات طابع شيعي.
  • انقسام الحركة الإسماعيلية وانشقاقها.
  • كشف شخصية المهدي من قبل العباسيين، وخروجه من سملية، ودعوة الداعي حتى يلحق به.
  • انتشار الدعوة الإسماعيلية بصورة واسعة في مختلف أنحاء الدولة الإسلامية.
  • نظم الحُكم والإدارة؛ حيث تم وضع نظام مركزي هرمي على رأسه الإمام، ومن تحته توجد السُلطات الإدارية، والقضائية، والدعائية.
  • تلقي الجيش أوامره من الخليفة بصورة مباشرة، والوزير يتولى الإشراف على السلطة الإدارية، وقاضي القضاة يُشرف على الشؤون الدينية والتشريعية.


إنجازات الخلافة الفاطمية

من أبرز إنجازات الخلافة الفاطمية:[٦]

  • صناعة النسيج، وبناء مصانع النسيج في مصر، وتطوير الأقمشة المُطرزة.
  • ازدهار الفن الزخرفي مثل الفخار، والكريستال الصخري، والمنحوتات الخشبية، والعاج، والزجاج، والأعمال المعدنية.
  • بناء المساجد اعتمادًا على التقاليد الإسلامية، مثل الجامع الأزهر، ومسجد الحكيم، ومسجد الأقمر.
  • تأسيس المكتبات العامة والمدارس مثل مدرسة دار العلم، ومكتبة الأزهر، ومكتبة المستشفى.
  • بناء الأبراج الفلكية، وتشجيع الدراسات والكتابات الفلكية.
  • تعزيز الدراسات الطبية، وإنشاء المؤسسات الطبية الإسلامية.
  • أصبحت القاهرة أهم مركز ثقافي في العالم الإسلامي تحت قيادة الخلافة الفاطمية.[٧]


 سقوط الخلافة الفاطمية

بعد وفاة الخليفة الفاطمي المُستنصر في العام 1094 م ساد الفساد بصورة غير مسبوقة في الدولة الفاطمية، ويُعد السبب الأساسي لسقوط الخلافة الفاطمية بالإضافة للآتي:[٨]

  • سيطر الوزراء على حُكم الدولة، وأصبح الخلفاء والحُكّام موجودين بشكل صوري فقط، وأصبح الوزراء يُشاركون في تنصيب وعزل الأئمة لأول مرة في تاريخ الدولة الفاطمية.
  • انتشار الفِتَن، والمُنافسات، والمؤامرات بين حُكام وأئمة الفاطميين.
  • ازدياد الثورات الداخلية، والتنافس بين الوزراء.
  • ظهور الدول الأتابكية في المشرق الإسلامي.
  • الحروب الصليبية، والغزو الأوروبي لدول المشرق الإسلامي.
  • تراجُع نفوذ الأئمة الفاطميين.
  • جاءت نهاية الخلافة الفاطمية بصورة نهائية عندما أمر صلاح الدين الخُطباء بالدعوة للخليفة العباسي المُستضيء بأمر الله في العام 1171 م.[٥]

المراجع

  1. "Fāṭimid Dynasty", britannica, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  2. "Fatimid", archnet, Retrieved 10/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب محمد سهيل طقوش، تاريخ الفاطميين في شمالي إفريقية ومصر وبلاد الشام، صفحة 73-77. بتصرّف.
  4. "Fatimid Caliphate Timeline", soft schools, Retrieved 10/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب أيمن فؤاد سيد، الدولة الفاطمية في مصر: تفسير جديد، صفحة 306-316. بتصرّف.
  6. "The Fatimid Caliphate: Contributions to Arts and Sciences", think africa, 31/10/2018, Retrieved 10/7/2021. Edited.
  7. Suzan Yalman (10/7/2001), "The Art of the Fatimid Period (909–1171)", met museum, Retrieved 10/7/2021. Edited.
  8. محمد سهيل طقوش، تاريخ الفاطميين في شمالي إفريقية ومصر وبلاد الشام، صفحة 387-388. بتصرّف.