المماليك هم سلالة حكمت مصر وسوريا من عام 1250 م حتى عام 1517 م، واستمروا حتى بعد الإطاحة بهم من قبل العثمانيين في تشكيل جزء مهم من المجتمع المصري الإسلامي، وقد ظهروا كمجموعة مؤثرة حتى القرن التاسع عشر، حيث دمروا ممالك أوترمر الصليبية، كما أنقذوا سوريا ومصر وأماكن إسلامية أخرى من المغول، وجعلوا القاهرة المدينة المهيمنة في العصور الوسطى المتأخرة في العالم الإسلامي، وفي ظل حكمهم ازدهرت الحرفية، والهندسة المعمارية، والمنح الدراسية.[١]
عدد سلاطين المماليك
حكم السلالة المملوكية الكثير من السلاطين والذين يبلغ عددهم 51 سلطانًا مملوكياً من السلالتين البحرية والجراكسة:[٢]
سلاطين المماليك البحرية
حكم المماليك من السلالة البحرية 25 سلطانًا وهم:
- شجرة الدر.
- المنصور نور الدين علي بن أيبك.
- المظفر سيف الدين قطز.
- الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري.
- السعيد ناصر الدين محمد بركة خان بن بيبرس.
- العادل بدر الدين سلامش بن بيبرس.
- المنصور سيف الدين قلاون.
- الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاون.
- الناصر ناصر الدين محمد بن قلاون.
- العادل زين الدين كتبغا.
- المنصور حسام الدين لاجين.
- الناصر ناصر الدين محمد بن قلاون (للمرة الثانية).
- المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير.
- الناصر ناصر الدين محمد بن قلاون (للمرة الثالثة).
- المنصور سيف الدين أبو بكر الناصر محمد بن قلاون.
- الأشرف علاء الدين كجك بن الناصر محمد بن قلاون.
- الناصر شهاب الدين أحمد بن الناصر محمد بن قلاون.
- الصالح عماد الدين إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاون.
- الصالح سيف الدين شعبان بن الناصر محمد بن قلاون.
- المظفر زين الدين حاجي بن الناصر محمد بن قلاون.
- الناصر ناصر الدين حسن بن الناصر محمد بن قلاون.
- الصالح صلاح الدين صالح بن الناصر محمد بن قلاون.
- الناصر ناصر الدين حسن بن الناصر محمد بن قلاون (للمرة الثانية).
- المنصور صلاح الدين محمد بن سيف الدين حاجي ابن الناصر محمد بن قلاون.
- الأشرف ناصر الدين شعبان بن حسين بن الناصر محمد بن قلاون.
- المنصور علاء الدين علي بن شعبان بن حسين ابن الناصر محمد بن قلاون.
- الصالح صلاح الدين حاجي بن شعبان بن حسين ابن الناصر محمد بن قلاون.
سلاطين المماليك الجراكسة
حكم المماليك من السلالة الجراكسة 26 سلطانًا وهم:
- الظاهر سيف الدين أبو سعيد برقوق.
- حاجي بن شعبان.
- برقوق (للمرة الثانية).
- فرج بن برقوق.
- عبدالعزيز بن برقوق.
- فرج بن برقوق (للمرة الثانية).
- الخليفة المستعين العباسي.
- المؤيد أبو النصر شيخ.
- أحمد بن شيخ.
- ططر.
- محمد بن ططر.
- الأشرف برسباي.
- يوسف بن برسباي.
- جقمق.
- عثمان بن جقمق.
- إينال.
- أحمد بن إينال.
- خشقدم.
- بلباي المؤيدي.
- تمربغا.
- الأشرف قايتباي.
- محمد بن قايتباي.
- قانصوه خمسمائة.
- محمد بن قايتباي (للمرة الثانية).
- قانصوه الأشرفي.
- جانبلاط.
- طومان باي الأول.
- قانصوه الغوري.
- طومان باي الثاني.
نشأة المماليك
بعد أن نشبت الصراعات الداخلية في السلالة الأيوبية، وبين الأسر الأخرى القريبة مثل آل الزنكي في سنجار والموصل وبين الأمراء الأيوبيين، وأضعفتها، لم يجد الأمراء الأيوبيون إلا شراء المماليك أو العبيد لتدريبهم وإعدادهم ليكونوا سندًا لهم في هذه الصراعات الدائرة، ومع مرور الزمن ازداد نفوذ هؤلاء المماليك في مصر والشام خلال القرنين السادس والسابع للهجرة، حيث تدخلوا في النزاعات القائمة بين أمراء وسلاطين الدولة الأيوبية، وتدخلوا أيضًا في تعيين الأمراء بما يتناسب مع مصالحهم الشخصية، وأيضاً قاموا بتدبير المؤامرات لعزل الأمراء الأيوبيين.[٣]
أقسام المماليك
دولة المماليك البحرية
بعد أن أحس السلطان الصالح نجم الدين أيوب بالمؤامرات على السلطة، قام بتأسيس السلالة البحرية من المماليك، وسميت هذه السلالة بالبحرية لأن السلطان اختارهم قرب جزيرة الروضة في نهر النيل، ومعظم هذه السلالة من الأتراك من بلاد القوقاز والقفجاق قرب قزوين، وتميزوا بجمال الشكل والقوة والشجاعة، وتمكنت هذه السلالة من الوصول للسلطة بعد استغلال الظروف الداخلية التي عانى منها الأيوبيون في ذلك الوقت، وحكم المماليك البحرية من عام 1250م إلى عام 1381م.[٣]
دولة المماليك البرجية
جاءت هذه السلالة من المماليك بعد أن دخل المماليك البحرية في مشاكل وتحديات مع العديد من القوى الإقليمية والدولية مثل الصليبين والمغول، وقد صلوا إلى السلطة وحكموا من عام 1382م وحتى عام 1517م، وتمت تسمية هذه السلالة بالبرجية نسبة إلى الأبراج التي كانو يسكنونها في القلعة أو في أنحاء المدينة، وأغلبهم كانوا ينتمون للجنس الجركسي، وبقيت مصر خاضعة لحكم المماليك لقرنين ونصف، حتى جاء العثمانيون وأزالوا سيطرتهم على مصر والشام.[٤][٥]
سقوط دولة المماليك
كانت الهزيمة الكبيرة في معركة مرج دابق من الأسباب المباشرة لانهيار الدولة المملوكية، ولكن كان هناك العديد من الأسباب الأخرى وغير المباشرة، حيث يعتبر الانهيار المملوكي عملية تراكمية طويلة من معظم نواحي الحياة المملوكية، حيث كان هناك تفاقم للأزمات الداخلية والخارجية التي أثقلت كاهل الدولة، وأفقدتها السيطرة على معظم المؤسسات الإدارية والاقتصادية، وحدثت معركة مرج دابق الفاصلة بين العثمانيين بقيادة السلطان سليم العثماني والمماليك في العشرين من شهر آب عام 1516م:[٦][٧]
الأوضاع الداخلية
- استلام مماليك ليس لهم دراية بالسياسة السلطة، وكانوا يتمتعون بخبرة عسكرية قليلهم، ومنهم من هو أمي لا يقرأ ولا يكتب.
- انشغال السلاطين باللهو والترف، والمبالغة في المراسيم التي تظهر هيبة السلطان في المواكب والمناسبات وعند الخروج إلى الحرب.
- كثرة الانقلابات السلطانية، والتي أدت لتقليل هيبة السلطان، وزيادة الصلاحيات الممنوحة للنواب والأمراء.
الجيش المملوكي
- كان للجيش المملوكي دور كبير في تراجع الدولة، حيث لم يكن هناك تجانس وتآلف بين العساكر لوجود فوارق اجتماعية واقتصادية بينهم.
- شدة التنافس بين أفراد الفرقة الواحدة في الجيش، لاختلاف أصولهم، زاد من انهيار القوة العسكرية.
- اختيار الجنود النظاميين أصحاب الإقطاعات بشكل همجي، حيث دخل الجيش أصحاب الوظائف والصنائع ممن ليس لديهم علم بالأمور العسكرية من أجل الحصول على الإقطاع.
- المبالغة في تجهيز الفارس المملوكي للحرب، حيث زاد العبء على ميزانية الدولة بشكل مضاعف.
- زيادة التنافس بين أمراء الجيش على السلطة.
الرعايا
- عانى أهل المدن من ظلم حكام المماليك، حيث فرضوا عليهم الضرائب والغرامات والتكاليف التي لا طاقة لهم بها.
- فرضوا الضرائب على الأوقاف والمدارس، وتجرأوا على العلماء والصالحين وحطوا من مكانتهم.
- تم إجبار الرعايا على القيام بأعمال مرهقة لأموالهم، حيث كان من الواجب تزيين المدن في أي مناسبة تتعلق بالسلطان وتحمل تكاليف الزينة، وهذه الأمور أثرت في البنية الاجتماعية والاقتصادية وأصبحت على وشك الانهيار.
- انتشار الأوبئة والتي مات بسببها الكثير من الناس، وهلاك الزرع، ورافقها ارتفاع في الأسعار وقلة السلع.
الأزمة الاقتصادية
- أدت قلة الأموال الواردة لخزينة الدولة إلى سوء الأحوال الاقتصادية، بسبب فساد الإقطاعات الزراعية، والتلاعب في جباية الضرائب.
- فساد المؤسسات الإدارية والدينية، نظرا لانتشار الرشوة وبيع الوظائف الرسمية.
- استنزاف خزينة الدولة بسبب الحروب الداخلية والخارجية.
- تراجع التجارة الخارجية بسبب انعدام الأمن، وتراجع القطاع الصناعي.
- شح في المواد التموينية بسبب احتكارها من قبل السلاطين والأمراء وإجبار السكان على شراء هذه السلع بالأسعار التي يحددونها.
الأوضاع الخارجية
- التطور الحضاري الذي حصل في الغرب أثر على الجانب الاقتصادي للمماليك، بعد أن تغيرت الطرق البحرية.
- وصل البرتغاليون إلى شواطئ بحر العرب والبحر الأحمر لتأمين طرق تجارتهم، وأصبح البحر الأبيض المتوسط أيضًا غير آمن للمماليك.
المراجع
- ↑ James Waterson (5/9/2018), "Who Were the Mamluks?", historytoday, Retrieved 17/7/2021. Edited.
- ↑ السيد الباز العريني، المماليك، صفحة 267-269. بتصرّف.
- ^ أ ب مفيد الزيدي، العصر المملوكي، صفحة 20. بتصرّف.
- ↑ مفيد الزيدي، العصر المملوكي، صفحة 20-21. بتصرّف.
- ↑ وليم موير، تاريخ دولة المماليك في مصر، صفحة 40. بتصرّف.
- ↑ ابراهيم حسني صادق ربايعة، "نهاية دولة المماليك"، مجلة جامعة القدس المفتوحة للبحوث الانسانية والاجتماعية، اطّلع عليه بتاريخ 17/7/2021. بتصرّف.
- ↑ وليام موير، دولة المماليك في مصر، صفحة 187-190. بتصرّف.