ما أبرز آثار ونتائج عصر التنوير؟

امتدّ عصر التنوير خلال نهاية القرنين السابع عشر والثامن عشر، والتنوير هي حركة فكرية أوروبية قامت بتجميع الأفكار التي تتعلق بالله والعقل والطبيعة والإنسانية في قالب عالمي اكتسب قبولًا في العالم الغربي، وقد حثت على تطوّر الفن والفلسفة والسياسة، ومن الأمور المركزية لفكر التنوير هو استخدام العقل والقوة، حيث يستطيع البشر فهم الكون وتحسين ظروفهم، وأهداف الحركة هي؛ المعرفة والحرية والسعادة.^[١]

النتائج والآثار الفكرية لعصر التنوير

هناك عدد من النتائج والآثار الفكرية لعصر التنوير، ومنها:^[٢][٣]

• بروز الفكر الليبرالي البرجوازي الذي يقوم بتغليب النزعة العقلية التجريبية والعلمية التي تقوم بتفسير الظواهر، وقد ساد في أوروبا.
• مثّل هذا الفكر نزعة مادية واضحة.
• أُطلق على هذا العصر عصر العقل أو دين العقلانية.
• بروز عدد من رموز التنوير في القرن الثامن عشر، مثل: فولتير وروسو ومنتسيكيو وغيرهم.
• تمجيد العقل بدلًا عن قداسة الدين وذلك كما دعا فولتير.
• شهد عصر التنوير دفاعًا قويًا عن العقل كوسيلة مُثلى لإنشاء الحكومة والنظام الأخلاقي.
• بحسب قادة عصر التنوير فإن العقل يستطيع أن يحرر الإنسان من الخرافات وسلطة الدين.
• تمتّع كل إنسان بحقوق مطلقة في أي وقت وأي زمان؛ إذ إن له حقوقًا طبيعية وأنشطة.
• يشير فكر التنوير إلى أن الدولة هي تنظيم جماعي وشراكة بين العديد من الأشخاص.
• الناس أحرار ومتساوون، وذلك كان الأساس العقدي للثورة الفرنسية.

النتائج والآثار الدينية لعصر التنوير

برزت العديد من النتائج والآثار الدينية لعصر التنوير منها:^[٢][٤]

• كانت جذور التنوير الراديكالية تنبع من خارج الدين المسيحي.
• كان أحد أسس الفكر التنويري هو استخدام أداة العقل في الخطاب الديني خاصة في القرن السابع عشر.
• دعا فولتير إلى تقديس العقل بدلًا عن الدين وحارب الدين المسيحي والكنيسة.
• أنكر فولتير علم الغيب والبعث والجزاء وقام بتأليف العديد من الكتب في نقد الدين.
• ربط التنوير ومفكروه مقياس الفضيلة في مدى ما يتحقق للناس من الخير الاجتماعي، وقطعوا علاقة الفضيلة بطاعة الله والثواب والعقاب بعد الموت.
• ظهور الإلحاد بسبب تقليص حدود العقيدة الدينية.

النتائج والآثار الأخلاقية لعصر التنوير

نتج عن عصر التنوير عددًا من الآثار الأخلاقية منها:^[٥]

• كان أحد قادة التنوير لوك يقول أنه لا بأس بالعبودية إذا نتجت عن حرب عادلة أي مبررة.
• كان لوك يرفض أي اختلافات أساسية بين البشر في مواقع مختلفة كالاختلافات الدينية واختلاف لون البشرة.
• أكد قادة عصر التنوير على الإحساس الإنساني المشترك.
• كافح قادة التنوير حقيقة أن تقدم العالم يعتمد على العبودية بشكلٍ رهيب.
• دعا الكثير من مفكري عصر التنوير أمثال جان جاك روسو وآدم سميث إلى إلغاء العبودية.

النتائج والآثار الفنية لعصر التنوير

نتج عن عصر التنوير عدد من الآثار الفنية على الفترات اللاحقة:^[٦]

• ظهرت بعد عصر التنوير العديد من الحركات الفنية كالحركة الكلاسيكية المحدثة (Neoclassicism) والحركة الرومانسية (Romanticism).
• قامت الحركة الفنية الكلاسيكية على مبدأ التنوير والعلم والتقدمية كأديولوجيا فنية.
• نظر الفنان كاسبر دافيد إلى هذه الحركة بتأثير من نابليون بونابرت منطلقًا من الفكر التنويري الممزوج بالنزعة الاستعمارية.
• أساس حركة كاسبر العلم لأنه أساس التقدم والازدهار.
• تم الكشف عن العديد من كنوز الكلاسيكية الإغريقية والرومانية من منحوتات وعمارة في فترة الحركة الكلاسيكية.
• قام الفنانون بالمحافظة على القوانين العلمية والفنية الكلاسيكية التي وُرثت من القوالب الإغريقية والرومانية والنهضوية.
• محافظة الفنانين على هذه القوانين يمنح العمل الفني خصائص المتانة والبطولة والتقدم والازدهار.
• من انعكاسات الحركة الكلاسيكية؛ أعمال الفنانين دافيد وجان انغر، والتي كانت متينة في تركيبها وقد التزمت بقواعد المنظور والتشريح العلمي، والإضاءة الواقعية والبناء الهندسي المتقن.

نتائج وآثار أخرى لعصر التنوير

هناك آثار أخرى لعصر التنوير منها:^[٧][٨]

• بروز علم الجمال المنهجي، وهو يعني الوحدة القائمة بين الفلسفة والنقد وهي ليست وحدة سببية بل هي وحدة أساسية وجوهرية.
• العودة إلى المشكلات الفلسفية الأساسية للإنسانية والسعي إلى إزالة اللوائح القانونية القديمة وتأسيس وجود فكري جديد.
• كان تطور التفكير مرتبطًا بالروح التحليلية والتي كانت فرنسا أرضه وموطنه وكان ذلك نتيجة إعادة ديكارت لإصلاح التحليل وتشكيله.
• أثّر فكر التنوير في الفلسفة والأدب والأخلاق السياسة والدولة والمجتمع.
• أصبح علم النفس أساسًا لنقد المعرفة.
• انتشرت الكتب والمقاهي والصالونات السياسية، وبرزت الجمعيات ازداد عددها.
• انتشار الأفكار التنويرية مثل العدالة والمساواة والحرية وحقوق الإنسان، وأفكار الملكية الدستورية التي من شأنها تقييد الحكم المطلق.
• أدت أفكار ومؤلفات العديد من المفكرين مثل؛ مونتسيكو وفولتير وجان جاك روسو إلى المساهمة بتنوير الشعب الأوروبي بشكل عام والشعب الفرنسي بشكل خاص، الأمر الذي أدى إلى اندلاع الثورة الفرنسية.