متى كانت نهاية عصر الصحابة؟

ثمّة خلاف بين العلماء في تعريف الصحابي، فقد عرّفه بأنّه: كلّ شخصٍ طالت مجالسته للنبي صلّى الله عليه وسلّم، للأخذ منه، ويخرج بذلك من وفد عليه وانصرف من غير متابعةٍ، ولا مصاحبةٍ، وأمّا المحدّثون فقد عرّفوا الصحابي بأنّه: كل شخص لقي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مسلماً، ومات على الإسلام، فشمل بذلك من لقيه سواء طالت مجالسته، أم قصرت، أو غزا معه، أم لم يغزُ، أو روى عنه أم لم يروِ، ومن أعلام الصحابة رضي الله عنهم: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، وغيرهم،^[١][٢] وقد انتهى عصر الصحابة بموت آخر صحابي وهو عامر بن واثلة الليثي رضي الله عنه سنة 110 هجرياً.^[٣]

وفيما يلي توضيح لنهاية كل عصر من عصور الخلفاء الراشدين:

عصر الصحابي أبي بكر الصديق

اجتمع الأنصار بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في سقيفة بني ساعدة لاختيار خليفـة منهم، فأجمع بعدها الأنصار والمهاجرون على مبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال، حيث توفي سنة 13 هجرياً، ومن أبرز إنجازات الصديق خلال خلافته:^[٤]

• إنفاذ جيش أسامة بن زيد رضي اللّه عنه تنفيذًا لأمر الرسول عليه الصلاة والسلام.
• محاربة المرتدين.
• جمع القرآن الكريم.
• الفتوحات الإسلامية: جبهة الفرس في الشرق، وجبهة الروم في الشمال.

عصر الصحابي عمر بن الخطاب

جمع أبو بكر الناس عند وفاته وأوصاهم بتولي عمر بن الخطاب ليكون خليفة من بعده، وقد بايعه الناس بعد ذلك وأصبح خليفة لهم، وكانت مدة خلافته عشر سنين وستة أشهر رضي اللّه عنه، حيث أنه توفي سنة 23 هجرياً، ومن أبرز إنجازات عمر بن الخطاب خلال خلافته:^[٥]

• دَوَّنَ الدَّواوين فأسس ديوان الجند وديوان الخراج.

• أنشـأ بيت مال المسلمـين وعـين القضاة والكتّاب ونظَّم البريد وجعل التاريخ الهجري أساس تقويم الدولة الإسلامية.
• الاهتمام بالرعية وتفقد أحوال المسلمين.
• أبقى الأراضي المفتوحة بأيدي أهلها الأصليين.
• قسَّم البلاد المفتوحة إلى ولايات وعَيّن على كل ولاية عاملاً براتب محدد يأخذه من بيت مال المسلمين.

• أمر بإنشـاء عدة مدن في البـلاد المفتوحة مثل الفسطاط في مصر والكوفة والبصرة في العراق وغيرها لتكون مركزاً للدولة الإسلامية في تلك البلاد.
• فصل القضاء عن الولاية، فعين قاضياً بجانب الوالي لينظر في أمور القضاء.^[٦]
• الفتوحات الإسلامية: فتح العراق وبلاد فارس، وموقعة القادسية سنة 15 هجرياً، وفتح الشام، ومعركة اليرموك سنة 15 هجرياً.

عصر الصحابي عثمان بن عفان

طلب بعض المسلمين من عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يختار خليفة من بعده، فذكر أسماء ستة رجال كانوا يتميزون بحب الرسول صلى الله عليه وسلم لهم وكان راضياً عنهم أكثر من غيرهم وهم: علي، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقـاص، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد اللّه، وطلب منهم أن يجتمعوا بعد وفاته ليختاروا واحدًا منهم، فتم اختيار عثمان بن عفان وبايعه المسلمون بالإجماع، وكانت مدة خلافته 12 سنة، حيث توفي سنة 35 هجرياً، ومن أبرز إنجازات عثمان بن عفان خلال خلافته:^[٧]

• جمع المسلمين في قراءة القرآن على حرف قريش.
• تأسيس البحرية الإسلامية.
• الفتوحات الإسلامية: فتح المغرب وبلاد النوبة، وفتح بلاد فارس.

عصر الصحابي علي بن أبي طالب

بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه اختار المسلمون علي بن أبي طالب أميرًا لهم، لكنه لم يقبل وأراد أن يكون وزيراً لا أميراً إلا أن الصحابة أصروا عليه، فبايعه المهاجرون والأنصار، وكانت مدة خلافته خمس سنوات، حيث أنه توفي سنة 40 هجرياً، ومن أبرز إنجازات علي بن أبي طالب خلال خلافته:^[٨]

• عَزَلَ عليٌ رضي اللّه عنه أمراء عثمان الذين يشتكي منهم الناس.
• أجّـل علي رضي اللّه عنه معاقبة قتلة عثمان ريثما يستقر حكمه ويجتمع عليه المسلمون في البلاد الأخرى.