قبل وصول المماليك إلى السلطة، كانوا من الجنود العبيد، جُند العديد منهم في الجيوش العربية من قبل العباسيين، والفاطميين، والأيوبيين، وكان المماليك يجلبون وهم صغار من بلاد القوقاز وآسيا الوسطى، وكانوا يخضعون لتدريب عسكري صارم يركز على الفروسية ومهاراتها، وقد اكتسبوا مكانة عسكرية في عدد من المجتمعات الإسلامية، وعرفوا بقوتهم وشراستهم التي كانت أحد أسباب تغلبهم على المغول.[١]


آثار المماليك في القدس

من أهم الآثار المملوكية في مدينة القدس:

الأربطة

نذكر منها:[٢]

  • رباط المنصوري: بناه الملك المنصور قلاوون الصالحي في العام 1282م ليكون وقفًا للفقراء من زوار القدس، ويقع الرباط بباب الناظر، وكانت مجالس العلم تقام به سابقًا، ويتألف من عدة قاعاتٍ وغرفٍ وخلوات.[٣]
  • رباط الكرد: تمّ بناء هذا الرباط في عهد فترة الحكم الأولى للسلطان محمد بن قلاوون، بواسطة المقر السيفي كرد صاحب الديار المصرية، عام 1293م، وقد سكنت عائلة الشهابي هذا الرباط لاحقًا.
  • رباط علاء الدين البصير: سميّ نسبة لمؤسسه الأمير علاء الدين أيدغدي عبدالله الصالحي النجمي، الذي كان من كبار أمراء عهد الظاهر بيبرس، وقد بناه عام 1268م ليكون وقفًا لمساعدة الفقراء والحجاج والمتصوفين.[٤]


المدارس

نذكر منها:[٥]

  • المدرسة الخاتونية: وضعت أولى لبناتها في العام 1354 أوغل خاتون ابنة شمس الدين محمد بن سيف الدين، المعروفة بلقب "القازانية" وتعود أصولها إلى بغداد، لكها لم تكتمل حينها، حتى جاءت الأميرة أصفهان شاه بنت الأمير قازان شاه وأتمت بناءها عام 1380.[٦]
  • المدرسة التنكزية: تعد من أجمل مدارس القدس وأشهرها، ويطل أحد أبوابها على ساحة الحرم، وتصميمها يشبه المجمع العلمي؛ حيث تضم خانقاه وداراً للأيتام وداراً للقرآن وداراً للحديث، وأسس المدرسة الأمير سيف الدين تنكز بن عبدالله الملكي الناصري، وافتتحت رسميًا عام 1329م.
  • المدرسة الجوهرية: وُقفت هذه المدرسة على رباط الكرد من قبل مؤسسها صفي الدين جوهر القنقبائي الخازندار زمام الأدر، وذلك في عهد السلطان الظاهر سيف الدين جقمق، ولعبت المدرسة الجوهرية دورًا بارزًا في الحركة الثقافية في مدينة القدس، وكان فيها قسم خاص لتعليم الأطفال.


الترب

نذكر منها:[٧]

  • التربة الجالقية: تتكون من عدد من الغرف مختلفة الحجم والمساحة، وتنسب لصاحبها وواقفها الأمير ركن الدين بيبرس الجالق الصالحي، وتضم غرفة ضريح مربعة الشكل.
  • التربة السعدية: تُنسب لواقفها الأمير سعد الدين مسعود بن الأمير بدر الدين سنقر بن عبدالله الجاشنكير الرومي، الذي كان حاجبًا في بلاد الشام في عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون، وتتكون من غرفة شبه مربعة يقع القبر في وسطها، ويعتقد أن قبةً كانت تغطيها، لكن تمّ استبدالها بسقفٍ بسيط.
  • التربة الأوحدية: كانت مدرسةً ورباطًا أيضًا، بناها الملك الأوحد نجم الدين يوسف بن الناصر داود، ناظر الحرمين الشريفين، وتتكون التربة من طابقين؛ الأول يضم غرفة الضريح وأروقة وصهريج ماء ومصلى، والثاني يضم عدداً من الغرف مختلفة المساحة.


الفنون والعمارة المملوكية

تعتبر العمارة الفن الأكثر شهرة في العصر المملوكي، وما زالت الأبنية المملوكية قائمة إلى اليوم في العديد من المدن الكبرى مثل القاهرة والقدس ودمشق، ولم تقتصر العمارة المملوكية على غايات البناء فقط؛ بل استخدمت للأعمال الخيرية، وبرزت سماتها في مخطوطات القرآن المقدمة للمؤسسات الدينية، والمنابر الخشبية في المساجد والمصابيح الزجاجية في تلك المباني،[٨] ومن أبرز سمات العمارة المملوكية:[٩]

  • أدى ازدهار الاقتصاد في العهد المملوكي لزيادة دعم المماليك ورعايتهم للعمارة والفنون في مناطقهم.
  • عرف المماليك باستخدامهم لتقنيات وأدوات مختلفة في العمارة، مثل الزجاج المصقول، والمعادن، والخشب، والأنسجة.
  • عمل المماليك على تصدير فنونهم من خلال التجارة، والاستفادة من الأنماط المعمارية والفنية للشعوب الأخرى.


معلومات عن المماليك

نذكر منها:

  • في بداية العام 1450م، بدأ الوضع الاقتصادي لدولة المماليك بالتدهور وبدأت تفقد سيطرتها على الأنشطة التجارية، حتى استطاع السلطان العثماني سليم الأول القضاء على دولة المماليك في مصر والشام والحجاز عام 1517م.[١٠]
  • اهتم المماليك بالعلم لتحسين صورتهم أمام الناس، وتثبيت حكمهم، ولإعادة إحياء الروح جهاد في نفوس المسلمين ضد الصليبيين والمغول.[١١]
  • كان الخليفة العباسي المعتصم (833-842) أول من استخدم المماليك في الجيش في بغداد.[١٢]

المراجع

  1. "Warrior kings: A look at the history of the Mamluks", oxfordbusinessgroup, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  2. محمد عيد الخربوطلي، مدارس القدس ومكتباتها، صفحة 104. بتصرّف.
  3. "Al-Ribat Al-Mansuri", enjoyjerusalem, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  4. Alaa Saffouri , "Ribat of Ala Eddin Al-Basir", ziqaq, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  5. محمد عيد الخربوطلي، مدارس القدس ومكتباتها، صفحة 32-341. بتصرّف.
  6. Zainab Shaker Al Waseti, &cd=16&hl=en&ct=clnk&gl=jo THE ROLE OF THE JERUSALEMITE WOMAN IN INTELLECTUALLIFE AT THE SEVENTH CENTURY AH, Page 8. Edited.
  7. يحيى وزيري، التطور العمراني والتراث المعماري لمدينة القدس الشريف، صفحة 209-211. بتصرّف.
  8. JONATHAN M BLOOM, Mamluk Art and Architectural History: A Review Article, Page 36. Edited.
  9. Suzan Yalman, "The Art of the Mamluk Period (1250–1517)", metmuseum, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  10. محمد مختار، المماليك في مصر والشام، صفحة 3. بتصرّف.
  11. ليلى سليم شاتيلا، نـظـام الـتـعـلـيـم فـي مـديـنـة الـقـاهـرة فـي عـهـد الـمـمـالـيـك البحرية، صفحة 17. بتصرّف.
  12. "Mamluk", britannica, Retrieved 24/7/2021. Edited.