ألقِ نظرة على ترتيب عصور الخلافة

أجمع المسلمون بعد وفاة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام على وجود عقد الإِمامة، والسّير على نهج وأحكام الإسلام والشريعة الإسلامية التي جاء بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-، فقد ثبت أن الصحابة -عليهم السلام- لما بلغهم خبر وفاة رسول الله بادروا إلى الاجتماع فورًا في سقيفة بني ساعدة؛ وذلك لاختيار خليفة لهم، فقد كانوا يدركون أهمية وجود خليفة للمسلمين ينوب عن رسول الله، ويرعى مصالح المسلمين، وينشر الدين الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها، وقد شارك بالاجتماع كبار الصحابة عليهم رضوان الله.^[١]

الخلافة الراشدة

أُطلق على هذا العصر اسم الخلافة الراشدية نسبةً إلى الخلفاء الأربعة الذين خلفوا رسول الله -عليه السلام- في حكم الدولة الإسلامية،^[٢] وقد بدأ عصر الخلافة الراشدة عام 11هـ، وانتهى حكمها عام 41 هجرية، وبذلك تكون فترة حكم الخلافة الراشدة قد استغرقت 30 عامًا، ويعتبر الخلفاء الراشدون هم أول مَن حكم المسلمين بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث واجه المسلمون بعد وفاة النبي مشكلة نظام الحكم وكيفية إدارة أمر الدولة التي قام عليه السلام بوضع أساسها، والذي يقوم على الوحدانية، والعدل، والمساواة، والإخاء، والحرية، خاصة أنه عليه السلام لم يوصي لأحدٍ بالحكم، كما أنه لم يكن له ابنًا يرث حكمه، لذلك كان عليهم اختيار أحدٌ من المسلمين لقيادة الدولة الإسلامية من بعده، وقد عُرف النظام الذي اتّبعه المسلمون لاختيار مَن يخلف رسول الله في حكمه وتسيير أمور دولتهم باسم نظام الحكم، حيث اجتمع المسلمون بعد وفاة الرسول عليه السلام في سقيفة بني ساعدة في المدينة المنورة لاختيار أحد للحكم، حيث اشترطوا أن يكون الخليفة من المهاجرين من قبيلة قريش؛ لما عانوه وتحملوه في سبيل الدعوة إلى الإسلام، وقد حُسم فيه اختيار أبو بكر الصديق كأول خليفة للمسلمين.^[٣]

• الحقبة الزمنية التي حكم بها الخلفاء الراشدون كانت بمثابة العصر الذّهبي للإسلام، وعلى الرغم ممّا عانته تلك الحقبة من اضطرابات سياسية وحروب أهلية، إلّا أنّ الخلفاء الراشدين قاموا بتأسيس نظام إداري وقضائي للدولة الإسلامية.^[٤]
• بدأت المشاكل تدب في الخلافة الراشدة في عهد عثمان بن عفان، فقد حكم قومًا غير الذي كان يحكمهم عمر، حيث أن عمر بن الخطاب حكم الصحابة، أما عثمان فقد حكم مسلمين أغلبهم لم يروا الرسول عليه السلام، لذلك حدثت الفتنة، ممّا أدى إلى مقتل عثمان بن عفان.^[٥]
• استلم عليّ بن أبي طالب الحُكم كخليفة رابع للمسلمين بعد عثمان بن عفان، بعد أن كان رافضًا لها، ولكن بهدف وحدة صفّ المسلمين، ووأد نار الفتنة، وخشيةً على الدين والمسلمين قد وافق على البيعة.^[٦]
• انتهى عهد الخلافة الراشدة فعليًا بعد أن تحاكم علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان بعد رفع المصاحف في معركة صفين، وهو مكان يقع على شاطئ الفرات الغربي، وكان ذلك في أوائل ذي الحجة سنة 36هـ، مما أدى إلى انقسام الدولة، وانتهت الخلافة الراشدة تمامًا بعد مقتل علي بن أبي طالب على أيدي الخوارج، وتنازل الحسن بن علي لمعاوية بن أبي سفيان؛ حقنًا لدماء المسلمين.^[٦]

الخلفاء الراشدون

الخلفاء الراشدون أربع، وهم:^[٧]

• أبو بكر الصديق: أول الخلفاء الراشدين، وقد بدأ حكمه من عام 632م وحتى عام 634م، وأظهر أبو بكر الصديق رضي الله عنه قدرته كقائد بالفطرة، ودعا إلى الجهاد ومتابعة الفتوحات الإسلامية.
• عمر بن الخطاب: ثاني الخلفاء الراشدين، وحكم منذ عام 634م إلى عام 644م، وواصل خطى أبي بكر بشأن الفتوحات، حيث حقق انتصارات عظيمة في عهده، ومنها معركة القادسية، وفتح العراق، ثم سحق البيزنطيين في معركة اليرموك، وفتح بلاد الشام، والقدس، ومصر، والعراق، وقُتل عمر بن الخطاب على يد أبي لؤلؤة المجوسي عام 644م.
• عثمان بن عفان: تولى الخلافة بعد وفاة عمر بن الخطاب، وذلك من عام 644م وامتدت فترة حكمه حتى عام 656م، وتوفي عثمان مقتولًا وهو يقرأ القرآن على أيدي جنود متمردين في بيته أيام الفتنة الكبرى.
• علي بن أبي طالب: هو ابن عم الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام-، لُقب بأمير المؤمنين، وامتدت فترة حكمه بين عامي 656م إلى عام 661م، وكانت فترة حكمه مزدحمة بالحروب والمعارك ومن أهمها: معركة الجمل، بالإضافة إلى معركة صفين التي قامت ضد معاوية بن أبي سفيان.

الخلافة الأموية

تأسست الخلافة الأموية عام 41هـ، وهو ما يُسمى بعام الجماعة، وكان ذلك على إثر تنازل الحسن بن علي لمعاوية بن أبي سفيان عن الخلافة، وذلك حقنًا لدماء المسلمين، وتوحيدًا لكلمتهم، وانتهت الخلافة الأموية عام 132هـ على إثر معركة الزاب التي جرت بين جيوش العباسيين وبني أمية، حيث هُزم فيها مروان بن محمد وهو آخر الخلفاء الأمويين.^[٨]

إنجازات الدولة الأموية

ومن أهم إنجازات الدولة الأموية:^[٨]

• امتدّت الحضارة الأموية من دمشق إلى أصقاع بعيدة من العالم، وبذلك أصبحت الدولة الأموية أكبر دولة إسلامية عرفها التاريخ.
• واصل خلفاء بني أمية إعلاء كلمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.
• بُني في عصر الخلافة الأموية مسجد قبة الصخرة والمُصلّى المرواني، والجامع الأموي بدمشق وحلب، وجامع القيروان.
• اهتموا بالصناعة، والطب، والحياة الاقتصادية، ودوّنوا الأحاديث النبوية.

خلفاء بني أمية:

نذكر منهم الآتي:^[٩]

• معاوية بن أبي سفيان.
• الوليد بن عبد الملك.
• سليمان بن عبد الله.
• مروان بن محمد بن مروان.

الخلافة العباسية

نشأت الدولة العباسية على إثر معارضات كبيرة للأمويين استمرت ما يقارب ثلث قرن تقريبًا،^[١٠] حيث بدأت من قِبل علي بن عبد الله بن العباس، وآلت دعوته للنجاح بسقوط الدولة الأموية عام 132هـ في معركة الزاب، واستمرت الخلافة العباسية حتى عام 656هـ، واتفق مؤرخو الدولة العباسية على تقسيمها إلى فترتين كبيرتين:^[١١]

• الأولى امتدت من عام 132هـ حتى عام 232هـ.
• الثانية من عام 232هـ حتى سقوط دولة الخلافة على أيدي المغول عام 656هـ.

الخلفاء العباسيون

هناك عدد كبير من الخلفاء العباسيين نذكر منهم الآتي:^[١٢]

• أبو جعفر المنصور.
• محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور.
• المأمون.^[١٣]
• هارون الرشيد.

إنجازات الدولة العباسية

حظيت الدولة العباسية بالعديد من الإنجازات العظيمة ومن أهمها الآتي:^[١٤]

• بناء مدينة بغداد.
• فتح الكثير من المدن ومنها: ميدان الهند، وميدان صقلية وإيطاليا، وميدان شمال آسيا وشرقي أوروبا.^[١٥]
• تفننوا في العلوم، فقد فرقوا بين العلوم بحسب مصادرها، فالعلوم التي أُخذت من القرآن تسمى علوم شرعية أو نقلية، أما العلوم التي أُخذت عن الأمم الأخرى فسُمّيت بالعلوم الحُكميّة أو العقليّة.^[١٦]

الخلافة العثمانية

نشأت الخلافة العثمانية بمجرد سقوط الدولة السلجوقة، حيث ظهرت في بدايتها على الحدود التركمانية، وكان عثمان الأول بن أرطغرل هو مؤسس الدولة العثمانية عام 699هـ، واستمرت ما يقارب 600 سنة حتى عام 1922م،^[١٧] ونشأت الخلافة العثمانية بعد سقوط الدولة السلجوقية واستبدالها بسيادة المغول والتي فرضت احتلالًا عسكريًا لجزء كبير من شرق الأناضول، ثم بدأت تظهر الإمارات التركمانية المستقلة بخاصة غرب الأناضول، والتي كانت بقيادة عثمان بن أرطغرل، وبلغت الخلافة العثمانية أوجها وامتدت إلى معظم جنوب شرق أوروبا، وأجزاء من الشرق الأوسط، وأوكرانيا، بالإضافة إلى المجر، والبلقان، واليونان، وشمال أفريقيا وصولًا إلى الجزائر، وأراضٍ واسعة من شبه الجزيرة العربية.^[١٨]

أسباب انهيار الخلافة العثمانية

تعود أسباب انهيار الخلافة العثمانية إلى عدة أسباب نذكر منها الآتي:^[١٩]

• الخلافات الداخلية.
• الفساد والمحسوبية.
• المشاكل الاقتصادية.
• الاضطرابات الاجتماعية.

أسماء الخلفاء العثمانيين

هناك الكثير من الخلفاء العثمانيين نذكر منهم الآتي:^[٢٠]

• عثمان بن أرطغرل.
• أورخان غازي بن عثمان.
• مراد الأول بن أورخان غازي.
• محمد جلبي بن بايزيد الأول.
• مراد خان الثاني ابن محمد الجلبي.
• محمد الثاني (الفاتح) ابن مراد الثاني.
• بايزيد الثاني بن محمد الفاتح.

الخلافة الإسلامية في دول أخرى

فيما يلي تفصيل لذلك:

خلافة قرطبة

• كانت قرطبة عاصمة الأندلس الإسلامية وأهم مدينة في شبه الجزيرة العربية، ومن أهم إنجازات المسلمين فيها بناء جامع قرطبة الكبير، وكانت منارة للعلم والثقافة في أوروبا، ومن أهم الشعراء الذين برزوا فيها ابن زيدون، وولادة بنت المستكفي.^[٢١]
• استمر حكم المسلمين للأندلس حتى عام 422هـ.^[٢٢]

خلفاء قرطبة

من أهم خلفاء قرطبة نذكر منهم الآتي:^[٢٣]

• عبد الرحمن الداخل.
• عبد الرحمن الناصر لدين الله.
• الحكم بن عبد الرحمن الناصر.

الخلافة الفاطمية

يعدّ عبيد الله المهدي هو أول الخلفاء الفاطميين والمؤسس الأول للدولة الفاطمية، حيث أنه وبعد خروجه من السجن توجه إلى عاصمة لأغالبة، وهناك حصل على البيعة كأول خليفة للدولة، وتجدر الإشارة إلى أن كل تلك الأحداث كانت مع وجود الدولة العباسية، ويدل ذلك على مدى الضعف الذي وصلت إليه الدولة العباسية، ثم قام المهدي بالقضاء على دولة الأدارسة عام 312هـ، وأصبحت مدينة المهدية عاصمةً له، وبعدها بدأ نفوذ الفاطميين يمتد إلى مصر.^[٢٤]

إنجازات الدولة الفاطمية

من أهم إنجازات الدولة الفاطمية هي:^[٢٥]

• إخضاع المغرب للسيطرة الفاطمية.
• القضاء على الأدارسة.

خلفاء الدولة الفاطمية

من أهم خلفاء الدولة الفاطمية:^[٢٥]

• عبيد الله المهدي.
• القائم إسماعيل.
• أبو طاهر المنصور.

الخلافة البويهية

بدأت الخلافة البويهية عام 334هـ، عند دخول أحمد بن بويه بغداد، حيث كان الخليفة العباسي المستكفي بالله حاكمًا، واستمرت حتى عام 945هـ، حيث أنه عند تدهور الخلافة العباسية، قام البويهيون بالسيطرة على بغداد، وعزلوا الخليفة وجردوه من كل سلطاته،^[٢٦] ومن أهم سلاطين الدولة البويهية:^[٢٧]

• عماد الدولة.
• ركن الدولة.
• مُعز الدولة.
• فخر الدولة.