تمكنت السلالة الفاطمية من فرض سيطرتها على إمبراطورية شمال أفريقيا والشرق الأوسط في العام 909 م، وتأسيس الدولة الفاطمية بقيادة المهدي، والتي امتدت حتى العام 1171 م، وتخلل صعود السلالة الفاطمية محاولات كثيرة للإطاحة بالسلالة العباسية، وسمى الفاطميون أنفسهم بذلك نسبة إلى فاطمة بنت النبي محمد - عليه الصلاة والسلام -؛ ظنًا منهم أنهم من نسلها، واعتقدوا أنهم الخلفاء الشرعيين لنشر العقيدة الصحيحة.[١]


موقع الدولة الفاطمية

بحلول نهاية القرن التاسع بدأت الدولة الفاطمية في الانتشار والازدهار؛ حيث تأسست في تونس على يد الخليفة الفاطمي عبد الله المهدي في العام 909 م، ومن ثم توسعت وتغير مكانها حسب الآتي:[٢][٣]

  • في العام 910 م يهزم المهدي جيش الأغالبة في شمال أفريقيا، ويُضفي الطابع الرسمي عليها.
  • في العام 921 م تم تأسيس العاصمة الفاطمية الأولى على الساحل التونسي؛ مدينة المهدية.
  • في العام 969 م، هزم الفاطميون مصر تحت حكم الخلفة المعز، وقام الجنرال الفاطمي بإنشاء عاصمة جديدة وأطلق عليها اسم القاهرة، وفي غضون سبع سنوات من غزو المهدي لتونس تم تأسيس حُكم جديد في صقلية.
  • في العام 973 م قام الخليفة الفاطمي الرابع؛ المُعِز بنقل العاصمة الفاطمية لمدينة القاهرة (المُنتصرة) في مصر، التي تم بناؤها على نهر النيل بجانب مدينة الفسطاط.
  • في العام 1011 م تم نشر بيان بغداد بأمر الخليفة العباسي القادر؛ لادعاء سُلطة الفاطميين، وارتباطهم بعائلة النبي - عليه الصلاة والسلام-.
  • في العام 1070 م وبسبب الحروب الصليبية والغزوات التركية تقلّصت الدولة الفاطمية حتى أصبحت تشمل مصر فقط، علمًا أن سيادة الدولة الفاطمية شلمت كامل ساحل شمال إفريقيا، وصقلية، والحجاز، واليمن، وجنوب سوريا، وفلسطين، وسيطرتها السياسية كانت في مصر فقط.[٤]


أهمية الدولة الفاطمية

حصلت الدولة الفاطمية على العديد من الامتيازات بسبب موقعها، وذلك حسب الآتي:[٥][٦]

  • تم اختيار الشمال الإفريقي مقرًا لها في البداية حتى يكون نقطة الانطلاق نحو غزو الشرق؛ لأنّ الشمال الإفريقي كان مليئًا في الفراغ السياسي، ولم يكُن الهدف أبدًا الاستقرار في الشمال الإفريقي.
  • تم إنشاء قاعدة الانطلاق في الشمال الإفريقي نظرًا لتوافر أطراف آمنة في المغرب الأوسط (غرب الشمال الإفريقي)، وفي طرابلس وبرقة (شرق الشمال الأفريقي)، وفي صقلية (الجهة البحرية).
  • تمتعت مصر (مقر الدولة الفاطمية) بموقع استراتيجي، وموارد كثيرة، ومصادر رزق كبيرة.
  • امتلكت مصر مكانة تاريخية كبيرة نظرًا لتأسيس الكثير من الحضارات في العصور السابقة لها؛ مثل العصر البيزنطي، والدول الإسلامية.
  • تمتعت مصر بمكانة اجتماعية، ودينية، جعلتها مطمعًا للفاطميين.
  • تم اختيار القاهرة لتكون عاصمة الدولة الفاطمية لأنها تقع في موقع جغرافي متميز؛ حيث تقع بين نهر الدلتا والصعيد، ويمر بها نهر النيل الذي يصل بين الشمال والجنوب.
  • تمتعت منازل القاهرة بتصاميم مميزة؛ حيث كانت شاهقة الارتفاع، ومبنية بترف كبير، ومنعزلة، وفيها ما يزيد عن عشرين ألف حانوت.
  • تمتعت مصر بموقع تجاري مميز؛ حيث امتلكت طرقاً برية، وبحرية مع دول المغرب العربي وغيرها من الدول الأخرى.[٧]


آثار الدولة الفاطمية الآن

ما زالت إنجازات وآثار الدولة الفاطيمة قائمة في مصر في الوقت الحالي، وذلك مثل المسجد الأقمر، والصالح طلائع، ذلك بالإضافة للقصر الملكي، ومسجد الأزهر الذي يتميز بالأعمدة المُضاعفة في الجناح الأساسي، والقبة الموجودة أمام المحراب، وهناك أيضًا المسجد الفاطمي الثاني؛ مسجد القرافة، ولعل أعظم ما بناه الفاطميون في مصر هو مسجد الحكيم الموجود في القاهرة؛ نظراً لجمعه في تصميمه بين مسجدين رئيسيين في القاهرة هما مسجد ابن طولون، ومحراب الأزهر.[٨]

المراجع

  1. "Fāṭimid Dynasty", britannica, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  2. "Fatimid", archnet, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  3. "Fatimid Caliphate Timeline", soft schools , Retrieved 9/7/2021. Edited.
  4. "The Fāṭimid dynasty", britannica, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  5. أيمن فؤاد سيد، الدولة الفاطمية في مصر :تفسير جديد، صفحة 135-140. بتصرّف.
  6. جمال بدوي، الفاطمية دولة التفاريح والتباريح، صفحة 32-38. بتصرّف.
  7. حسن خضيري أحمد، علاقات الفاطميين في مصر بدول المغرب، صفحة 95. بتصرّف.
  8. Bernard O'Kane, "Leading historian of Islamic art and culture, Professor Bernard O’Kane offers a peek at the architectural accomplishments of the Fatimids in Egypt. On 21 February, he will speak on the same topic at the Aga Khan Museum in Toronto.", the ismaili, Retrieved 9/7/2021. Edited.