أين وقع عصر الفايكنج؟

غادر عدد كبير من الإسكندنافيين أوطانهم منذ حوالي 800 ميلادي إلى القرن الحادي عشر، بحثاً عن حياة أفضل في أماكن أخرى، فبدأ المحاربون البحريّون المعروفون باسم الفايكنغ (Viking) بمداهمة المواقع الساحلية وخاصة الأديرة غير المحمية في الجزر البريطانية، وعلى مدى القرون الثلاثة اللاحقة تركوا بصماتهم كقراصنة وغزاة ومستوطنين وتجار في معظم أنحاء بريطانيا والقارة الأوروبية، بالإضافة إلى أجزاء من روسيا الحديثة وآيسلندا وغريندلاند.^[١]

من أين أتى الفايكنغ؟ ومتى؟

أتى مجتمع الفايكنغ والمعروف أيضاً باسم "نورسمان" من إسكندنافيا؛ إذ كان يتألف من ملاك الأراضي والزعماء ورؤساء العشائر والخدم ومزارعين دنماركيين ونرويجيين وسويديين أصبحوا فيما بعد محاربين بحريين قاموا باستعمار مناطق واسعة من أوروبا من القرن التاسع إلى القرن الحادي عشر، وقد كانت لهم آثار عميقة على التاريخ الأوروبي من خلال مجموعة من العوامل تتراوح من الزيادة السكانية في الداخل إلى عجز ضحايا الاستيطان في الخارج، خلال فترة الفايكنغ، كانت الدول الإسكندنافية تمتلك فائضاً عملياً من القوى العاملة، ونادراً ما كان ينقصها القدرة على تنظيم مجموعات من المحاربين في فرق وجيوش قوية.^[٢]

أشهر قادة الفايكنغ

إليك ما يلي:^[٣]

• رولو الأول دوق نورماندي: بدأ قائد الفايكنغ الذي كانت أصوله دنماركية أو نرويجية بشن غارات على فرنسا في القرن التاسع، إذ وسّع رولو لاحقاً سيطرته على المنطقة وفي الوقت الذي توفي فيه تقريباً في حوالي عام 928 خلفه ابنه ويليام لونغسورد.
• إيريك الأحمر: أسس إيريك الأحمر مستوطنة في جرينلاد، إذ حصل على لقبه نسبة إلى شعره الأحمر وربما مزاجه الذي كان يتسم دائماً بالغضب، فبعد طرد والد إريك من النرويج لقتله لشخص ما فرّ مع عائلته إلى آيسلندا، وهناك اتهم إيريك بالقتل غير المتعمد مما أدى إلى نفيه من آيسلندا في حوالي عام 982، بعد مغادرته المنزل، أبحر غرباً إلى جزيرة شاسعة مجهولة أطلق عليها في النهاية اسم جرينلاند.
• أولاف تريغفاسون: ولد أولاف في حوالي عام 968 ويعتقد أنه نشأ في روسيا بعد وفاة والده، وفي عام 991 قاد أولاف غزو الفايكنغ لإنجلترا مما أدى إلى الانتصار في معركة مالدون، وبعد ذلك أحضر أولاف المسيحية إلى النرويج من خلال إجبار لرعاياه على اعتناق الديانة الجديدة، إذ كان معظم الإسكندنافيين وثنيين يعبدون آلهة متعددة.
• هارد الثالث ملك النرويج: يُشار إلى هارد الثالث على أنه آخر ملوك الفايكنغ، إذ قام بغزو إنجلترا التي هُزم فيها الغزاة النورمانديون في معركة هاستينغز والتي قُتل خلالها ملك النرويج.

من هزم الفايكنغ؟

حكم الملك ألفريد إنجلترا من 871 إلى 899 وبعد العديد من المحاكمات والمحن قام بهزيمة الفايكنغ في معركة إيدنجتون في عام 878، إذ اعتنق زعيم الفايكنغ المسيحية بعد هذه المعركة وفي نفس العام استرجع الملك ألفريد لندن من الفايكنغ وقام بتحصينها، ثم قام بتوقيع معاهدات قسّمت إنجلترا بين قوات الفايكنغ والقوات الإنجليزية، وبعد مرور سنوات على المعاهدة، أصبح حفيد الملك ألفريد أول ملك حقيقي لإنجلترا، إذ قاد انتصاراً إنجليزياً على الفايكنغ في معركة برونابوره في عام 937، وفي عام 954 قُتل إيريك بلوداكس الذي كان آخر ملوك الفايكنغ في يورك واسترجع ملك الإنجليز مملكته.^[٤]

كيف كان شكل الفايكنغ؟

يتبادر إلى ذهن الكثير من الناس صورة نمطية معينة عند سماع كلمة "الفايكنغ"، فإنهم غالباً ما يميلون إلى التفكير فيهم على أنهم طوال القامة، إلا أن الفايكنغ في الحقيقة كانوا يتمتعون بالصفات التالية:^[٥]

• متوسط الطول: كان متوسط طول الفايكنغ أقصر ب8-10 سنتيمترات من متوسط طول الإنسان اليوم، إذ تكشف الهياكل العظمية التي وجدها علماء الآثار أنه كان يبلغ طول رجل الفايكنغ حوالي 172 سم، وكان متوسط طول المرأة 158 سم.
• القوة الجسدية: غالباً ما يتم تصوير الفايكنغ على أنهم أقوياء ولديهم عضلات كبيرة، وهذا ليس بعيداً عن الحقيقة إذ كان يتمتع الفايكنغ بقوة جسدية أكثر من الشخص العادي وكان ذلك ينطبق على الرجال والنساء على حد سواء، حيث كان العمل البدني الشاق ضرورياً في تلك الفترة للبقاء على قيد الحياة في الدول الإسكندنافية.
• ملامح الوجه: في عصر الفايكنغ، كانت ملامح الوجه للرجال والنساء أكثر تشابهاً مما هي عليه اليوم، إذ كان لدى النساء حواف جبين أكثر بروزاً وكان لدى الرجال وجه أكثر نعومة مع نتوءات في الفك وحاجبين أقل بروزاً.
• لون الشعر: كان الشعر الأشقر والشعر الأحمر من ألوان الشعر المهيمنة في مجتمع الفايكنغ، إذ كان الأشخاص من أصحاب الشعر الأشقر يتواجدون في الغالب في شمال الدول الإسكندنافية، وكان الأشخاص من ذوي الشعر الأحمر يتواجدون في الغالب في الجزء الغربي من الدول الإسكندنافية.
• متوسط العمر: كان متوسط العمر في عصر الفايكنغ أقل بكثير مما هو عليه اليوم، إذ يُمكن أن يعيش الرجل في المتوسط ما بين 40 إلى 50 عاماً، بينما يُمكن أن تعيش المرأة 38 عاماً في المتوسط وهو أقصر متوسط عمر متوقع في الدول الإسكندنافية وذلك بسبب مخاطر الولادة.