أبرز العصور الذهبية في الإسلام

يرجع تاريخ العصر الذهبي الإسلامي تقليديًا إلى منتصف القرن السابع حتى منتصف القرن الثالث عشر، حيث أسس الحكام المسلمون خلالها واحدة من أكبر الإمبراطوريات في التاريخ، خلال هذه الفترة، ساهم الفنانون والمهندسون والعلماء والشعراء والفلاسفة والجغرافيون والتجار في العالم الإسلامي في الزراعة والفنون والاقتصاد والصناعة والقانون والأدب والملاحة والفلسفة والعلوم وعلم الاجتماع والتكنولوجيا، عن طريق الحفاظ على التقاليد السابقة وإضافة الاختراعات والابتكارات الخاصة بهم. في ذلك الوقت أيضًا، أصبح العالم الإسلامي مركزًا فكريًا رئيسيًا للعلوم والفلسفة والطب والتعليم،[١] ومن أشهر العصور الذهبية في الإسلام:


العصر الذهبي في بغداد

بدأ العصر الذهبي للإسلام في الدولة العباسية في عصر هارون الرشيد وابنه المأمون (١٧٠–٢١٨هـ / ٧٨٦–٨٣٣ م)، حيث بدأت ثورة العلم من بغداد، حتى وصلت باقي أقطار الدولة الإسلامية، فتميز هذا العصر بإسهامات عديدة في الفكر الإنساني والعلوم الكلاسيكة، بفصل تأسيس مدرسة الترجمة؛ "بيت الحكمة"، حيث سعى العلماء، مسلمين وغير مسلمين، إلى جمع وترجمة المعرفة العالمية إلى اللغة العربية في حركة الترجمة، إذ تُرجمت العديد من الأعمال الكلاسيكية القديمة التي كانت ستُنسى لولا ذلك إلى العربية، ثم تُرجمت لاحقًا إلى التركية والسندية والفارسية والعبرية واللاتينية، وجُمعت المعرفة من الأعمال التي نشأت في بلاد ما بين النهرين القديمة، وروما القديمة، والصين، والهند، وبلاد فارس، ومصر القديمة، وشمال أفريقيا، واليونان القديمة، والحضارات البيزنطية.[٢][٣]


ترجم العرب كتب الفلاسفة اليونانين مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو وأبقراطيس وجالينوس وإقليدس وأرخميدس وديموسثينيس وفيثاغورس وبطليموس، ومن التشين تقنيات الورق والفخار والحرير وعلم الكيمياء، وقدموا للعالم الكيمياء وعلم الاجتماع والجبر ومفهوم اللانهاية.[٢][٣]


العصر الذهبي في الأندلس

اهتم الأندلسيون في العلم والشريعة والأدب، فتميزوا بالفيزياء، وعلم العقاقير، والزراعة (علم الفلاحة)، والعمارة، والتفسير، والحديث وغيرها، فقد شكل عبدالرحمن الداخل قاعدة قوية للحضارة، فكان من أعظم الخلفاء في الأدب والبلاغة، وتبعه في نهجه خلفاء الأندلس، مثل هشام الرضى الذي اهتم اهتمامًا مباشرًا بالعلماء والفقهاء، ومنحهم كامل الحماية والتأييد.[٤][١][٥]


انتشرت المكتبات والكتب في جميع أرجاء الأندلس، وكثر التأليف والمؤلفون، ومن أهم أسباب هذا الازدهار صناعة الوراقة في الأندلس؛ حيث تولى الوراقون Librerias نسخ ما يظهر من مؤلفات، كما اشتهرت الأندلس بمصانع الورق، وأسس العرب في الأندلس الكتاتيب لتعليم الصبيان اللغة العربية وآدابها ومبادئ الدين الإسلامي، واتخذوا المؤدبين يعلمون أولاد الضعفاء والمساكين اللغة العربية ومبادئ الإسلام، وخصصت الدولة مصروفات للمدارس، حيث بلغ عدد المدارس 27 مدرسة مجانية، منها ثلاث مدارس ازدهرت في المساجد، و24 مدرسة في أحياء قرطبة المختلفة.[٤][١][٥]


العصر الذهبي في مصر

ازدهرت الدولة الفاطمية في مصر، وكان عصرها من أبرز العصور الذهبية في الإسلام، حيث شيد به الخليفة المعز لدين الله الفاطمي جامع الأزهر عام 361هـ/ 972م، واقتصر التدريس به في البداية على العلوم الدينية، وبعد ذلك شملت الدراسة به العلوم الدنيوية، وافتتح الحاكم بأمر الله دار الحكمة في 395هـ، في محاكاة لبيت الحكمة الذي أنشأها هارون الرشيد في بغداد، وأنفق عليها الخلفاء الفاطميون بسخاء، فجذبت الطلاب والعلماء من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وقدمت علوم الفلك والكيمياء والرياضيات والطب وغيرها، وازدهرت العلوم الدينية مثل التفسير والحديث وغيرها في عهدهم.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Islamic Golden Age"، islamichistory، اطّلع عليه بتاريخ 20/7/2022. Edited.
  2. ^ أ ب فيليب دي طرازي، عصر العرب الذهبي، صفحة 12. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سعدي ضناوي، هارون الرشيد، صفحة 593 . بتصرّف.
  4. ^ أ ب د. أنور محمود زناتي، "العلم والتعليم في الأندلس"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20/7/2022. بتصرّف.
  5. ^ أ ب سوزي حمود، الأندلس في العصر الذهبي، صفحة 82. بتصرّف.
  6. ايمن فؤاد سيد، الدولة الفاطمية، صفحة 102.