اكتشف عصر الخليفة هارون الرشيد

هارون الرشيد، هو أبو جعفر هارون بن المهدي محمد بن المنصور الهاشمي العباسي، ولد الخليفة العباسي هارون الرشيد في مدينة الري، والتي تقع في إيران، في عام 766م، وهو خامس الخلفاء العباسيين الذين تولوا قيادة الدولة العباسية، وهو ابن الخليفة المهدي، وقد كان الخليفة هارون الرشيد شجاعًا، وعالمًا، وقائدًا ناجحًا جدًا، كما ازدهرت الدولة العباسية بشكل كبير أثناء فترة حكمه، وتوفي الخليفة العباسي هارون الرشيد في إيران عام 809 م، حيث كان يبلغ من العمر 43 عامًا فقط.^[١][٢]

بداية عصر هارون الرشيد

بدأ عصر هارون الرشيد من بعد وفاة أخيه موسى الهادي، حيث تمت مبايعته على خلافة الدولة العباسية في عام 786 ميلادياً، وفي ما يلي أهم المعلومات المتعلقة ببداية خلافته:^[١][٣]

• كان الخليفة هارون الرشيد، شجاعًا جدًا، حيث كان يقود العديد من المعارك، وينتصر فيها.
• أدت شجاعة هارون الرشيد إلى اختياره من قبل والده ليكون وليًا للعهد من بعده، حيث كان عمره آنذاك 25 عامًا فقط.

الجوانب السياسية في عصر هارون الرشيد

السياسات الداخلية

كانت الدولة تتعرض للعديد من المشاكل، والضغوطات الداخلية، والخارجية أثناء تولي الخليفة هارون الرشيد الخلافة، وفي ما يلي أهم المعلومات المتعلقة بالسياسات الداخلية التي اتبعها هارون الرشيد أثناء فترة حكمه:^[٤]

• بدأ الخليفة هارون الرشيد، مهمته السياسية عن طريق تعيين يحيى بن خالد البرمكي، رئيسًا للوزارة.
• ازدهرت الدولة عند منح يحيى البرمكي هذا المنصب؛ فتحسنت أوضاع الدولة العباسية بشكل كبير جدًا، ولم يسبق أنه حصل في عهد أي خليفة آخر.
• كان الخليفة هارون الرشيد يحرص على الحصول على الأموال بطريقة شرعية، كما كان يحرص بشكل كبير على المحافظة على العدل بين الشعب، ومنع حصول أي نوع من الظلم بينهم.
• اهتم الخليفة هارون الرشيد بإعمار المدن، وتعبيد الطرق، وبناء القصور، والأبنية، وبذل كل ما في وسعه من أجل ازدهار تجارة البلاد، وتحديدًا في بغداد.
• استطاع الخليفة هارون الرشيد تطوير بغداد، وغيرها من المدن، حيث ازدهرت الدولة العباسية في عهده من شتى الجوانب السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وغيرها.

العلاقة مع الإمبراطورية البيزنطية

نذكر في ما يلي أهم المعلومات المتعلقة بعلاقة هارون الرشيد، مع الإمبراطورية البيزنطية:^[٥]

• واجهت الدولة العباسية العديد من الصراعات مع البيزنطيين، وتحديدًا خلال فترة حكم الخليفة العباسي هارون الرشيد.
• قام هارون الرشيد بتحصين المناطق المطلة على الحدود البيزنطية، كما قام بتدريب جيشه جيداً من أجل محاربتهم.
• كان المسلمون ينتصرون في أغلب هذه المعارك والحروب التي كانت تحدث بينهم، مما استدعى البيزنطيين إلى طلب الصلح مع الدولة العباسية.
• بدأت ملكة البيزنطيين إيرين بدفع جزية سنوية للدولة العباسية، واستمرت الهدنة بينهم إلى أن تم تدبير مؤامرة للملكة، وأصبح نقفور ملكًا على البيزنطيين.
• بدأ نقفور بنقض العهود مع هارون الرشيد، وبدأ هارون الرشيد بشن هجمات متكررة على دولته، مما أجبر نقفور على الاستسلام، والخضوع لأوامر المسلمين في نهاية المطاف.

الإنجازات في عصر هارون الرشيد

وفيما يلي أهم الإنجازات التي استطاع هارون الرشيد، تحقيقها في عصره:^[٦][٧]

• قام هارون الرشيد بمساعدة الدولة على الازدهار من كافة النواحي، وتحديدًا الجانب الاقتصادي، حيث استطاع اختيار أشخاص مناسبين لتولي المهام الاقتصادية في بغداد.
• استطاع هارون الرشيد إيصال البلاد إلى ذروتها في العلم، والأدب، والشعر، والعلوم، حيث أصبحت بلاده الملجأ الأول للطلاب، وللباحثين عن العلم، والمعرفة.
• قام الخليفة العباسي هارون الرشيد بإنشاء "بيت الحكمة" الذي وضع فيه عددًا كبيرًا من الكتب، والمؤلفات، كما ساهم بتشجيع العلماء على ترجمة أعمال من مختلف المدن، واللغات، حتى تتوسع دائرتهم المعرفية.
• استطاع الخليفة هارون الرشيد إعادة الأسطول الإسلامي إلى الأهمية التي كان عليها من قبل، حتى يتمكن من السيطرة على الملاحة في البحر المتوسط.
• استطاع الخليفة هارون الرشيد بناء علاقات جيدة مع العديد من المدن، حتى يحافظ على مصلحة الدولة وعلاقاتها الخارجية مع باقي دول العالم.
• قام الخليفة العباسي هارون الرشيد بتنظيم طرق الوصول إلى الحجاز، حيث اهتموا ببناء المنازل، وكل ما يحتاجه الحجاج لضمان راحتهم أثناء ذهابهم إلى الحج.
• استطاع هارون الرشيد تعليم الناس كيفية التمسك في الدين الإسلامي، وكيفية احترام الدين الإسلامي، واستغلال أفكار الدين الإسلامي، وذلك من أجل تطبيقها على الواقع بما ينفعهم.
• تمكن هارون الرشيد من إلزام البيزنطيين على دفع الجزيات السنوية ولفترات طويلة، ولسنوات متعددة.

الجانب العسكري في عصر هارون الرشيد

نذكر فيما يلي بعض المعلومات المتعلقة بالجانب العسكري في عصر الخليفة هارون الرشيد:^[٨]

• اعتنى بالجيش عناية خاصة وكبيرة إدراكاً منه بأنه قوام الملك.
• أنشأ حامية تركية في مدينة زرنج.
• ولى هارون الرشيد جعفر البرمكي حراسة الجيش سنة 801 م.
• أمر الرشيد الفضل البرمكي بتدعيم الجيش، واستطاع تجنيد 50 ألفاً أطلق عليهم اسم العباسية، وأرسل منهم 20 ألفاً إلى الثغور البيزنطية.

ميزات عصر هارون الرشيد

نذكر فيما يلي أهم الميزات التي امتازت بها الدولة العباسية في عهد الخليفة هارون الرشيد:^[٩]

• ازدهرت الدولة العباسية من الناحية اقتصاديًا بشكل كبير، حيث كان الخليفة هارون الرشيد على علم تام بكيفية الموازنة بين إيرادات، ونفقات الدولة العباسية، حيث تم إنشاء دار الضرب في بغداد، وكانت تعود على الدولة العباسية بالأموال الكثيرة.
• ازدهار النظام القضائي للدولة العباسية بشكل كبير أثناء حكم الخليفة هارون الرشيد، حيث كان القضاء منظمًا بشكل كبير، وكان هناك ديوان مخصص لكل نوع من أنواع القضايا، وكان يرأس هذه المجالس الخليفة نفسه، ومن أهم هذه المجالس ديوان الخراج، وديوان الزمام.
• ازدهرت الزراعة في عهد هارون الرشيد، حيث اهتم بها بشكل كبير، وقام بتمديد القنوات في الترعة.
• ازدهرت الصناعة في عهد هارون الرشيد، حيث شجع الصناعة، وأصبح العباسيون يصنعون الصابون، والزجاج، كما قاموا ببناء عدد لا بأس به من المصانع.
• ازدهرت تجارة الدولة العباسية في عهد هارون الرشيد، حيث توسعت تجارتهم بشكل كبير حتى وصلت إلى الصين، وقاموا ببناء العديد من الأسواق، كما قاموا بتجارة العديد من المنتجات مثل: الحرير، والأقمشة، والزجاج الملون.

البرامكة في عهد هارون الرشيد

يعرف البرامكة على أنهم عائلة يعود أصلهم إلى إيران، حيث قاموا بالانتقال إلى مدينة العراق، وكان لهم تأثير كبير على المدينة، وتحديدًا في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، وفي ما يلي أهم المعلومات المتعلقة بوضع هذه العائلة خلال فترة حكم الخليفة هارون الرشيد:^[١٠]

• احتل البرامكة مكانة كبيرة في عهد هارون الرشيد، حيث كانت لهم الكلمة الأولى والأخيرة في كل قرار يتخذه الخليفة هارون الرشيد، وكان يستشيرهم في كل الأمور في بداية خلافته.
• كانت الشؤون الاقتصادية للدولة العباسية ضمن مسؤولية البرامكة، حيث كان الخليفة يستأذنهم في حال أراد الإنفاق على قطاع، أو أمر معين.
• ازدادت سيطرة البرامكة على الدولة العباسية، وبدأ أشخاص معينون من الدولة بتنبيه الخليفة هارون الرشيد أن البرامكة يخططون لأخذ الخلافة منه، فبدأ الخليفة هارون الرشيد بمحاولة إنهاء سيطرتهم على الدولة.
• كان لمكانة البرامكة المهمة في الدولة، وسيطرتهم على اقتصاد، وشؤون الدولة، وتصرفهم بحرية، وعدم التزامهم في بعض الأمور الدينية، السبب في بدء هارون الرشيد في محاولة التخلص منهم.
• كانت نهاية البرامكة على يد هارون الرشيد، حيث قام بإعدام جعفر في عام 803 م، كما قام بحبس عدد من أفراد العائلة، وتمت تسمية هذه الحادثة بنكبة البرامكة.

نهاية عصر هارون الرشيد

توفي هارون الرشيد في مدينة طوس، في إيران في عام 809، وكانت هذه السنة آخر سنة له في الخلافة، ويذكر بعض المؤرخين أن سبب الوفاة كان علة في بطنه كان قد أخفاها عن الناس، حتى عن ولديه الأمين والمأمون.^[٢][١١]

جوانب أخرى في عصر هارون الرشيد

الأدب والعلم في عصر هارون الرشيد

فيما يلي أهم المعلومات:^[١٢][١٣]

• اهتم الخليفة هارون الرشيد، بالشعر، والأدب، والعلم بشكل كبير.
• كان قَصر الخليفة هارون الرشيد، ممتلئًا بكبار العلماء، والفقهاء، حيث كان الخليفة يهتم بهم بشكل كبير، ويشجعهم، ويحب التعلم منهم، والاختلاط بهم.
• يعتبر الكسائي، والمفضل الضبي، من أشهر علماء عصر هارون الرشيد، حيث تعلم الخليفة هارون الرشيد على أيديهم.