حضارة وادي النيل؛ وتُعرف أيضًا بالحضارة المصرية القديمة، وكانت من أهم الحضارات في منطقة البحر الأبيض المتوسط، واستمرت لقرابة 30 قرنًا من الزمن، منذ توحيدها في قرابة العام 3100 ق. م، وحتى غزو الإسكندر الأكبر لها في العام 332 ق. م،[١] واعتبر نهر النيل شريان الحضارة المصرية القديمة، وكانت فيضاناته تزودها بالتربة الخصبة لزراعة المحاصيل، ويشبه شكل وادي نهر النيل زهرة اللّوتس، وهو رمز الحياة الجديدة في مصر القديمة،[٢][٣] وقد عبد المصريون القدماء أكثر من 2000 إله، وظهر العديد منهم برأس حيوان، وجسد إنسان.[٤]


مؤسسات التربية في حضارة وادي النيل

تشمل ما يلي:

البيت/الأسرة

برز الدور التربوي للعائلة في الحضارة المصرية القديمة كالتالي:[٥][٦]

  • كانت غالبية الأمهات في مصر القديمة يقضين أوقاتهن في المنزل لتدبير شؤونهِ ولرعاية الأطفال؛ بسبب قلة الوظائف المتاحة لهن، وكنّ مسؤولاتٍ أيضًا عن تعليم أطفالهن من الفتيان والفتيات لحين بلوغهم سن الرابعة، وكان ذلك يغرس في أنفس الأطفال احترام أمهاتهم.
  • بعد بلوغ الفتيان سن الرابعة، كان الآباء يتولون تربيتهم، مع التركيز على احترام الوالدين والأخلاق والعمل الجاد، وكانوا يتعرضون للعقاب القاسي إذا أبدوا عدم الاحترام والكسل.
  • اعتاد الأولاد في مصر القديمة على تعلم التجارة ذاتها التي يمارسها آباؤهم، بينما كان بعض الأطفال يلتحقون بالمدرسة العامة في القرية أو المدارس الخاصة التي تهيئهم لمهنةٍ معينة.
  • كانت الفتيات الصغيرات يبقين مع أمهاتهن، ويتعلمن مهارات التدبير المنزلي مثل؛ الطبخ، والتنظيف، والمهارات الطبية البسيطة.


المدارس

نذكر عنها:[٧][٨]

  • اعتمد التعليم في مصر القديمة على المكانة الاجتماعية للأسرة؛ حيث كانت العائلات الغنية تعلم جميع أفرادها من الذكور والإناث، في حين تقتصر العائلات الفقيرة على تعليم الذكور فقط.
  • كان الأولاد يلتحقون بالتعليم في المدارس الرسمية في سن السابعة، وكان أولاد الطبقات الاجتماعية المتوسطة والدنيا يتركون التعليم الرسمي في سن الرابعة عشر ليبدؤوا بتعلم تجارة آبائهم أو بتعلم حرفةٍ ما.
  • أسس المصريون القدماء نوعين من المدارس الرسمية للفتيان المتميزين تحت إشراف الكهنة والمسؤولين الحكوميين؛ حيث تخصص النوع الأول منها بتعليم الراغبين بأن يصبحوا كتابًا، بينما تخصص النوع الثاني بتعليم الراغبين بأن يصبحوا كهنة.
  • كان الأطفال يبدؤون الالتحاق بمدارس الكتابة في سن الخامسة، ويمضون فترة الدراسة لحين بلوغهم السادسة عشر أو السابعة عشر في تعلم القراءة والكتابة، من جهة أخرى، كان التعليم الكهنوتي يبدأ في سن السابعة عشر في المعبد، وكانت مدة التدريب تتفاوت حسب المتطلبات المختلفة للمعابد.


مراحل التربية في حضارة وادي النيل ومناهجها

تشمل ما يلي:[٩][١٠]

التربية المنزلية

نذكر عنها:[١١]

  • هَدَفَ التعليم المنزلي للأطفال في مصر القديمة إلى تعليمهم الثقة، والصدق، والأخلاق الحميدة، لكلٍ من الفتيان، والفتيات.
  • حظيت الفتيات بالتعليم من قبل الأمهات، وكن يتعلّمن منهن ما يهيؤهن ليصبحن أمهاتٍ وربات بيوت، وكانت المهارات الطبية البسيطة من ضمن الأمور التي كانت الفتيات في مصر القديمة يتعلمنها من الأمهات، واقتصرت تلك المهارات على المداواة بالأعشاب، والزيوت.
  • كانت الفتيات من الطبقات الاجتماعية العليا يتعلمن أمورًا إضافية، منها: الإشراف على الخدم والعبيد في المنزل، كما كنّ يتعلمن أعمال العائلة؛ في حال طلب منهن الإشراف عليها في حال تواجد الأب خارج المدينة.


التربية المدرسية

نذكر عنها:

  • كانت المدارس في مصر القديمة مرتبطة بالمعابد الدينية والمباني الحكومية، وكان التعليم يخضع للإشراف المستمر والمباشر من قبل السلطات.
  • كان المعلمون في العادة من الكهنة أو الكُتّاب الحكوميين (حسب نوع المدرسة)، وكانت أدوات الكتابة للطلاب الأصغر سنًا تضم ألواحًا خشبية ينسخون عليها، وكانوا يمسحونها عند حاجتهم لمساحة إضافية للكتابة، أما بالنسبة للطلاب الأكبر سنًا، فكان يسمح لهم بالكتابة على ورق البردي.
  • اختلفت أنواع المدارس في حضارة وادي النيل حسب اختلاف السكان، وانقسمت إلى مدارس قروية عامة تقدم تعليمًا أساسيًا، ومدارس متخصصة بمهن محددة (الكتّاب والكهنة)، ومدرسة خاصة - تُسمى مدرسة الأمير - لأبناء الفرعون وأبناء النبلاء ومسؤولي البلاط.
  • في الوقت الذي كان فيه أولاد الطبقات الاجتماعية المتوسطة والدنيا يتركون التعليم في سن الرابعة عشر، كان أولاد العائلات الثرية في نفس السن يواصلون تعليمهم في مدرسة الأمير.


المناهج التربوية في حضارة وادي النيل

تشمل ما يلي:

  • اقتصرت مواضيع التعليم للطلاب الأصغر سنًا على القراءة، والكتابة، والرياضيات (المستوى الأساسي).
  • كانت مواضيع التعليم تزداد شمولاً وتنوعًا في حالة الطلاب الأكبر سنًا، الذي كانوا يدرسون مواضيع مثل الطب، والرياضيات، والجغرافيا، والتاريخ، والموسيقى، والعلوم.
  • كان يتم توجيه الطلاب أيضًا، وتعليمهم عبر إرشادات خاصة بمواضيع الأخلاق، والقيم، والإنسانية، وغيرها.


أهداف التربية المصرية القديمة

من أهم أهدافها:[١٢]

  • هدف التعليم في حضارة وادي النيل إلى تحقيق وإدامة الاستقرار الاجتماعي، وإلى إبراز دور الطبقات الاجتماعية، وأدوارها الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية.
  • كان من ضمن الأهداف الأخرى للتعليم في مصر القديمة هو إنتاج أفراد عاملين مؤهلين بالشكل الذي يخدم تطور الحضارة، ولهذا فقد تميز التعليم بأنه عملي، وفعال، ومهني.
  • سعى النظام التعليمي في مصر القديمة؛ لتعزيز تطوير الأساليب الزراعية، وشبكات الري، والسيطرة على الفيضانات، وقد أدى هذا الاهتمام لجعل مصر المصدر الرئيسي للحبوب في العالم القديم.

المراجع

  1. "Ancient Egypt", history, 14/10/2009, Retrieved 30/5/2021. Edited.
  2. "Ancient Egyptian civilization", khanacademy, Retrieved 30/5/2021. Edited.
  3. "Nile Valley", historymuseum, Retrieved 30/5/2021. Edited.
  4. "Top 10 Facts About Ancient Egypt!", funkidslive, Retrieved 30/5/2021. Edited.
  5. "Education in Ancient Egypt", ancient-egypt-online, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  6. "Education in Ancient Egypt", historylink101, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  7. "Ancient Egyptian Education / School", coolaboo, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  8. James Bowen, "Education", britannica, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  9. "Education in Ancient Egypt", ancient-egypt-online, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  10. "Ancient Egyptian Education", legendsandchronicles, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  11. "Ancient Egyptian Education / School", coolaboo, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  12. "4.2 History of Education: What are the aims and structure of Ancient Egyptian Education?", mysominotes.wordpress, Retrieved 31/5/2021. Edited.