تأسيس الدولة الطولونية

انشغل الخلفاء العباسيون في الفترة الأولى من العصر العباسي الثاني بمحاربة ثورات الزنج، الأمر الذي أدى إلى ضعف قبضة خلافتهم على باقي الولايات، واستقلال بعض الدول عنهم، إذ كانت الدولة الطولونية التي تأسست في عام 254 هـ / 868 م أول دويلة تنشق عن العباسيين، أسسها أحمد بن طولون وهو جندي تركي، وكان والده أحد الموالي الذين أهداهم ملك بخارى للخليفة العباسي المأمون، قدم إلى مصر كنائب للخليفة العباسي، ولكنه استأثر بالحكم، ومد خلافته لتصل إلى الشام، واستمرت الدولة الطولونية حتى عام 292 هـ / 905 م.[١][٢]


فيما يلي قائمة بأسماء خلفاء الدولة الطولونية:[١]

  • أحمد بن طولون (254- 270 هـ/ 868- 884 م).
  • خمارويه بن أحمد (270- 282 هـ/ 884- 895 م).
  • أبو العساكر جيش بن خمارويه (282- 283 هـ/ 895- 896 م).
  • هارون بن خمارويه (283- 292 هـ/ 896- 904 م).
  • شيبان بن أحمد (292 هـ/ 905 م).


مؤسس الدولة الطولونية: أحمد بن طولون

أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية في مصر؛ وهي أول دولة مستقلة عن الدولة العباسية، ترجع أصوله إلى تركيا، فقد كان مملوكًا تركيًا من منغوليا، وصل بلاط الخلافة العباسية في بغداد عام 200 هـ، تقدم في الدولة بفضل مهاراته وصفاته العسكرية، وقضى حياته العسكرية في ثغر طرسوس، توفي والده مبكرًا، وتزوجت والدته الأمير بايكباك التركي الذي عينه الخليفة المعتز واليًا على مصر في عام (254 هـ/ 868 م)؛ فأرسل أحمد إلى مصر نائبًا عنه، ولم يكن له كل الولاية وإنما كان على الصلاة، وله الحاضرة المصرية؛ الفسطاط.[٣]


قتل بايكباك في عام (256هـ/ 870م)، فتولى مصر الخليفة يارجوخ، الذي يربط ابن طولون علاقات مصاهرة طيبة، فاستخلفه على مصر، والثغور الشامية، ولما توفي يارجوخ في عام 259 هـ/ 873 م، تولى أحمد بن طولون الخلافة الشرعية الكاملة لمصر.[٣]


إنجازات الدولة الطولونية

تميزت الحضارة الطولونية بعدة مظاهر مثل:[٤]


الزراعة

ازدهرت الزارعة في العهد الطولوني في مصر، حيث أمر أحمد بن طولون بإصلاح الترع والقنوات القديمة وحفر ترع جديدة، وأُصلحت السدود، ونُظمت القوانتين بحيث تحمى الفلاحين أو المزارعين من جباة الضرائب، الأمر الذي أدى إلى زياد مساحة الأراضي الزراعية وانخفاض أسعار الحبوب، أيضًا قام أحمد بن طولون بإصلاح مقياس النيل بالروضة الذي كان يستخدم لقياس ارتفاع منسوب مياه نهر النيل، وما زال هذا المقياس موجودًا إلى اليوم في جزيرة الروضة في مصر.


الصناعة

ازدهرت الصناعة في الدولة الطولونية، على رأسها صناعة النسيج، مثل صناعة الكتان، حيث كانت تُصنع أنواعاً مختلفة من الكتان، واشتُهِرَت مصر أيضًا بصناعة المنسوجات الصوفية، إضافة إلى المنسوجات المطرزة بالذهب والموشاة في مدينة الإسكندرية.


العمارة

خلفت الدولة الطولونية عددًا من أهم مظاهر الحضارة العمرانية، مثل:

  • جامع أحمد بن طولون: بنى الجامع من الآجر الأحمر بناء على طلب ابن طولون الذي كان يخطط لبناء مسجد لا تأتي عليه النيران أو تهدمه مياه الفيضان.
  • مدينة القطائع: أسسها أحمد بن طولون سنة 256 هـ/ 870 م على جبل يشكر بين الفسطاط وتلال المقطم.
  • القناطر: بُنيت القناطر في الجنوب الشرقي من المدينة في عهد أحمد بن طولون.



المراجع

  1. ^ أ ب "الدولة الطولونية"، قصة إسلام، اطّلع عليه بتاريخ 25/7/2022. بتصرّف.
  2. بلوي عبد الله بن محمد، سيرة أحمد بن طولون، صفحة 20. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سيدة إسماعيل كاشف، أحمد بن طولون، صفحة 17. بتصرّف.
  4. "أحمد بن طولون"، قصة إسلام، اطّلع عليه بتاريخ 25/7/2022. بتصرّف.