العوامل الفكرية في العصر العباسي

يعد العصر العباسي ثالث عصر للخلافة الإسلامية في التاريخ، وذلك بعد أن استطاع العباسيون السيطرة على حكم الدولة الإسلامية بعد الأمويين.^[١][٢]

عوامل ازدهار الحركة الفكرية في العصر العباسي

من أهم العوامل التي ساهمت في ازدهار الحركة الفكرية في العصر العباسي هي:^[٣][٤]

• انتشار صناعة الورق في سمرقند، ومصر، وبغداد، وذلك لاستخدامها في تدوين المخطوطات العلمية والأدبية، بالإضافة إلى تدوين الكتب.
• التنافس بين الدويلات، فبعد مقتل المتوكل على أيدي الأتراك، عمت الفوضى وأخذوا يتدخلون في تولية الخلفاء وعزلهم، حتى أن بعض الخلفاء لم يدم حكمهم سوى عدة أشهر فقط، ولم يحكم الخليفة ابن المعتز إلا يومًا واحدًا.
• أصبحت اللغة العربية لغة رسمية في دواوين الدولة؛ للحفاظ على لغة القرآن الكريم، كما وُضعت كل أُسس اللغة العربية تقريبًا بما فيها علم النحو، فألف سيبويه كتابه الخالد، ووضعت كتب اللغة ورسم خطتها الخليل بن أحمد، ووضع العروض أيضًا.
• انتشار المكتبات ومن أهمها: المكتبة النظامية، والمكتبة الحمدانية، والتي كان يدرس فيها العديد العلوم والمعارف العامة مثل: علم الصيدلة، والكحالة، وعلوم اللغة والأدب.
• انتشار المدارس مثل مدرسة سيف الدولة الحمداني والمدرسة الخانوتية والنظامية.
• تُرجمت كتب الفلسفة مثل كتب: المنطق، والطب وغيرها.

مظاهر ازدهار الحركة العلمية والفكرية في العصر العباسي

من أهم المعلومات:^[٤]

• المسجد: كان المسجد مكانًا للعبادة، والصلاة، وتطور دوره عند ازدهار الحركة الفكرية والعليمة ليصبح بمثابة معهد يقصده العلماء، وطلبة العلم؛ للدراسة، وتنمية التحصيل العلمي، ومن الأمثلة على تلك المساجد: مسجد الحَرَمان المكي والمدني، ومسجد البصرة، ومسجد عمرو بن العاص.
• المُناظَرات العِلميّة: وهي عبارة عن منظارات كانت تتم في مجالس الخلفاء، والمساجد أيضًا، وكانت تُعقد تلك المناظرات بين اللغويين، والفقهاء، وأهل الحديث، ومن أهم تلك المنظارات: مناظرة الأصمعيّ للكسائيّ، والمناظرة التي كانت بين أصحاب أبي حنيفة، وأصحاب مالك، وتجدر الإشارة إلى أن تلك المناظرات العلمية لها دورٌ مهمّ في تغذية الثقافة الإسلامية، وتطوير الحركة العِلميّة.
• تطوُّر عِلم الكلام والفِقه: ظهرت المذاهب الفقهيّة في العصر العبّاسي على يد نُخبة من الأئمّة، من مثل: ابن حنبل، ومالك، والشافعيّ، وأبي حنيفة، وتميزت الحركة الفِقهيّة في العصر العباسيّ بأنّ المذاهب جميعها كانت تدور ضمن إطارٍ فقهيّ واحد، حيث أنّ اختلاف مآخذها يُعد اختلاف تنوع يدعم الحركة الفقهية، ولا يُنقص من قَدرها شيئًا.
• انتشار حركة الترجمة: انتشرت حركة الترجمة في العصر العباسيّ؛ بسبب الانفتاح الكبير للدولة العباسيّة على الشعوب والثقافات المختلفة، فقد كان أبو جعفر المنصور أول خليفة عباسيّ اهتمّ بترجمة كُتب الأعاجم، حيث أمر طبيبه جبريل من بختيشوع بن جورجس بترجمة الكتُب اليونانية إلى اللغة العربية، ثم انتشرت حركة الترجمة مع باقي الخلفاء العباسيين، مثل: المأمون، والرشيد.

دور الخلفاء العباسيين في ازدهار الحركة الفكرية والعلمية

لعب الخلفاء العباسيين دورًا هامًا في ازدهار الحركة الفكرية والعلمية، فقد أنشأ هارون الرشيد وابنه المأمون بيت الحكمة في بغداد، وقد ازدادت مكانتها خلال فترة حكم المأمون، فقد بذل المأمون جهدًا خاصًا لتجنيد علماء مشهورين لاستقطابهم إلى بيت الحكمة،^[٥] واهتم بالفقهاء، والأدباء، والعلوم، والفلسفة، والآداب، وشجع الشعراء ودعمهم، مما ساهم في نهضة علمية زاخرة امتد صداها من بغداد مركز الخلافة العباسية إلى جميع أرجاء المعمورة،^[٦] وكان الخليفة المنصور أول من شجع على الترجمة، فقد نُقلت في عهده كتب كثيرة في الهندسة، والحساب، والفلك، والمنطق، والطب.^[٧]