يعود نسب الفاطميين إلى أبناء عبيد الله المهدي، واختلف المؤرخون في اتصال نسبهم بفاطمة ابنة الرسول، فذهب فريق إلى تأكيد اتصال نسبهم بفاطمة ابنة النبي، والبعض الآخر رأى عدم صحة ذلك، بينما المؤرخين الأجانب أمثال دي ساسي رأى أن هذه الادعاءات صحيحة، في حين رأى المؤرخ دي غويه أن ابن ميمون هو جد الفاطميين والمؤسس لمذهب القرامطة، وأما عن المؤرخ وستنفلد فلم يستطع تحديد رأيه بهذه المسألة بسبب تأثير الكتب العربية المتضاربة حول هذا الموضوع.[١]


الفاطميون في مصر

اعتبر الفاطميون مصر أهمية جغرافية لهم يجب أن يستولوا عليها، وذلك لكونها أقرب للشرق الأوسط بالإضافة إلى أنه يوجد بها العديد من الثروات،[٢] ومرت مرحلة فتح مصر بعدة مراحل نذكر أهمها:[٣]

  • جمع المعز لدين الله قرابة المئة ألف فارس، وكان أغلبهم من القبائل البربرية، وعين جوهر الصقلبي قائداً عليهم، ومنحه تفويضاً كاملاً بسلطاته السياسية والمالية والعسكرية.
  • عند وصول جيش جوهر الصقلبي إلى مصر في يوم الثلاثاء الموافق للسابع عشر من شعبان لعام 358 هجرياً، استلم مصر ولم يواجه أي مقاومة حقيقة إلا من بعض الفلول الإخشيدية والكافورية.
  • لم يكن فتح مصر من قبل الفاطميين بقيام حكومة مكان الأخرى، وإنما كان أشبه بانقلاب ديني وثقافي واجتماعي بعيد المدى.
  • قيام الفاطميين بحكم مصر، وقيام خلافة خاصة بهم، وجعل القاهرة عاصمة للخلافة الفاطمية.
  • إعطاء أهل مصر الأمان، والحرية في ديانتهم ومعتقداتهم، ومنحهم القدرة على إقامة الأذان والصلاة والصيام وغيرها من الأمور التي تخص الدين.
  • قيام جوهر الصقلي بإبقاء المناصب الإدارية والدينية كما كانت قبل الفتح، بحيث لم يقم بأي تعديل فيها.
  • إيقاف الخطب التي تتحدث عن العباسيين، وحذف أسمائهم من على السكة واستبادلها باسم المعز لدين الله.
  • اهتم القائد جوهر بالزراعة في مصر، باعتبارها عصب الاقتصاد المصري.


تاريخ الفاطميين في مصر وبلاد الشام

كان تأثير الفترة الزمنية لحكم الخليفة أبي تميم معد الملقب بالمعز تأثيراً كبيراً على الدول التي كانت تحت سلطة الخلافة الفاطمية، وذلك بما اشتهر به من حسن التدبير وإحكام الأمور، وأيضاً ولعه بالأدب والعلوم الإدارية، وشمل تاريخ الفاطميين في كل من مصر وبلاد الشام جملة من الأمور، وأهمها:[٤]

  • مساهمة الخلافة الفاطمية بإنعاش الدول في بلاد المغرب ومصر.
  • إحكام سيطرة الدولة الفاطمية على بلاد شمال أفريقيا ما عدا طنجة وسبتة.
  • توغل جيوش الدولة الفاطمية في بلاد الشام، وكانت تشكل تهديداً لبغداد.
  • تشكيل الخليفة لنظام حكم إداري شديد وصارم.
  • التشجيع على النهضة الثقافية والعلمية والمذهبية.
  • العمل على تحقيق النهضة الاجتماعية.
  • عاشت الدول التابعة للخلافة الفاطمية برخاء وتدفق الأموال عليها.


طبقات المجتمع في العصر الفاطمي

قسمت طبقات المجتمع في الخلافة الفاطمية إلى ثلاث طبقات رئيسية، وهي:[٥]

  • الطبقة الخاصة: وشملت هذه الطبقة كلاً من طبقة الأسرة الحاكمة وطبقة الأشراف وطبقة الجند.
  • الطبقة الوسطى: شملت هذه الطبقة طبقة التجار وطبقة أصحاب المهن والحرف.
  • الطبقة العامة: شملت هذه الطبقة كلاً من طبقة العبيد وطبقة أهل الذمة.


سقوط الفاطميين

هناك العديد من الأسباب التي رأى البعض أنها أسباب انحدار الخلافة الفاطمية وانهيارها، ومن أهم هذه الأسباب:[٦]

  • تبنيهم واحتفاظهم بمعتقداتهم الدينية، والتي كانت غير مقبولة من أغلب الدول التي كانت تسيطر عليها.
  • تعرضهم لانكسارات عديدة ومواجهات في كل من فلسطين وسوريا.
  • تعرضهم لهجمات ومواجهات خارجية، من قبل الصليبيين والأتراك والبيزنطيين.
  • انتشار الخلافات بين فصائل الجيش، الذي كان مكوناً من القوات الأمازيغية والسودانية والتركية والنوبة.
  • انتشار الفساد والفوضى والاستبداد، الذي سبب العديد من المجاعات والطاعون.
  • كانت نهاية الدولة الفاطمية في عام 1171 ميلادياً، وتسلم مصر من بعدهم القائد صلاح الدين، الذي عين زعيماً والوزير الأسمى في مصر.

المراجع

  1. حست أبراهيم حسن، الفاطميون فى مصر وأعمالهم السياسية والدينية بوجه خاص، صفحة 63-65. بتصرّف.
  2. حسن إبراهيم حسن، الفاطميون في مصر وأحوالهم السياسية والدينية بوجه خاص، صفحة 104. بتصرّف.
  3. أيمن فؤاد السيد ، الدولة الفاطمية في مصر تفسير جديد، صفحة 146-137. بتصرّف.
  4. محمد سهيل طقوش، تاريخ الفاطميين في شمالي إفريقية ومصر وبلاد الشام، صفحة 149. بتصرّف.
  5. رشيدة جودي ووسيلة عليلي، رشيدة -عليلي وسيلة جوانب من الحياة الاجتماعية بالمغرب خلال العهد الفاطمي 296 ه 362- ه 908 م-972م01-07-2015.pdf جوانب من الحياة الاجتماعية بالمغرب خلال العهد الفاطمي، صفحة 32-56. بتصرّف.
  6. "Beginning of Fatimid decline", britannica, Retrieved 4/8/2021. Edited.