تأسست الخلافة الفاطمية في تونس عام 906م، ثم نُقلت عاصمتهم إلى مصر عام 983 م، وأصبحت مصر بذلك مركزًا رئيسيًا للثقافة الإسلامية والعربية، وقد أسس الفاطميون جامعة الأزهر في القاهرة كمركز ثقافي وفكري، ويعود أصل الفاطميين إلى الإسماعيليين، والذين ادّعَوا أنهم من نسل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هنا سُمُّوا باسمهم، وقد حكم الفاطميون حوالي 200 عام، منذ عام 969 م حتى عام 1171م، وامتدت دولتهم لتشمل شمال إفريقيا، والشام، والجزيرة العربية، ومصر، ومعظم سوريا.[١]


آثار الدولة الفاطمية

من أهم آثار الدولة الفاطمية:


المدافن والمقابر

أُنشئت في عهد الدولة الفاطمية مشاهد على القبور المنسوبة لأهل البيت، وكان لها تصميم خاص، بالإضافة إلى ذلك فقد أُنشئت القِباب على بعض القبور، وقد أحاط بعضٌ منها رحاب مسوّرة مثل قِباب أسوان، والقباب الست بالقرافة الكبرى، كما زُيّنت محاريبها بكتابات ونقوشٍ كوفية جميلة، حيث تميزت عن غيرها باستخدام المحاريب الخشبية المُتنقلة، كما نوعّوا أيضًا بالمحاريب الجصيّة، وبكتاباتها وزخاريفها، وتجدر الإشارة إلى أن الفاطميين نوعوا في تجارة المنابر، والمقاصير، والتوابيت، والأبواب.[٢]


القباب

من القِباب التي أُنشأت في عهد الدولة الفاطمية هي:[٣]

  • قُبّتا عاتكة والجعفري: وهما عبارة عن قبتين صغيرتين لُصق بعضهما ببعض في فناء مشهد السيدة رقية، وقد بُنيتا عام 514هـ، وتم الانتهاء منهما عام 519هـ، ولكن يُرجّح أن قبة الجعفري بُنيت قبل قبة عاتكة بسنوات، ومن الجدير ذكره أن معظم معالمها قد ضاعت قبل تجديدها، وبقيت فقط بقايا من زخارفها والتي تطابق قبة عاتكة، أما بالنسبة لقبة عاتكة؛ فمن الملاحظ التطور الجديد في جمال تكوين القبة، فبالرغم من صِغرها إلا أنها جمعت محاسن العمائر الفاطمية.


الأسوار والأضرحة

من أهم المعلومات:[٤]

  • سور القاهرة الأول: بُني سور القاهرة والذي كان يُحيط بالقاهرة من الطوب اللين على شكل مربع، حيث كان يبلغ طول كل ضلع من أضلاعه 1100متر.
  • سور بدر الجمالي: أمر بدر الجمالي -وهو والي مدينة عكا- ببناء سور لتحصين القاهرة ضد الغزوات الخارجية والثورات الداخلية، كما بنى سوراً ثانياً من الحجر؛ نتيجة توسعة مساحة القاهرة.
  • يُمكن أن يكون هدف الفاطميين من بناء الأضرحة هو استعمالها كحصون دفاعية، مثل ضريح الجيوشي، والذي بُني في أعلى تلال المُقطّم بعيدًا عن العمران، حيث يصعُب الوصول إليه، كما أنه يوجد أضرحة فاطمية بُنيت خارج القاهرة، وفي الصحراء، وربما قصدوا بذلك إدخال الرعب والخوف في قلوب الأعداء.[٥]


المحاريب

كان الهدف من بناء المحراب في المسجد هو معرفة جهة القبلة، حيث كانت بعض المحاريب في العصر الفاطمي تُصنع من الخشب، ثم تُنقل من مكان إلى آخر، ويوجد في المتحف الفني في القاهرة بعض المحاريب الخشبية مثل: محراب الجامع الأزهر، ومحراب السيدة نفيسة، ومحراب السيدة رقية، أما بالنسبة للمحاريب الثابتة، فقد كانت تُصنع من الجصّ، أو الرخام، أو الحجر العادي، وتجدر الإشارة أن المحاريب استُخدمت لإظهار أفكار ومعانٍ رمزية خفيّة، وليس بغرض النواحي الجمالية، فمثلًا محراب جامع الأقمر، يحتوي على خمسة محاريب، وهي ترمز إلى أهل الرداء الخمسة وهم: الرسول عليه السلام، وعلي، وفاطمة، والحسن والحسين.[٦]


الفنون والعمارة في للدولة الفاطمية

تميز البلاط الفاطمي بنهضة رائعة في الفنون الزخرفية، مما جعل القاهرة أهم مركز ثقافي في العالم الإسلامي، حيث اتبع الفاطميون في فن العمارة التقنيات الطولونية، كما استعملوا مواد مماثلة، كما اشتُهر الفاطميون بصناعة الخزف المصقول، والتي طُورت في الأصل في العراق، ومصر، وسوريا، كما تم توقيع بعض القطع المصنوعة من الخزف من قبل صانعيها، ويدل ذلك على التقدير الذي كان يحظى به الحرفيون آنذاك، ومن أشهر الأمثلة على فن العمارة الفاطمية والزخرفية المعمارية:[٧]

  • المسجد الحكيم: حيث لعب دورًا هامًا في تأكيد الدور الديني والسياسي للخليفة الفاطمي.
  • البوابات الأثرية.
  • الآثار الجنائزية المُتقنة: والتي تشمل الهياكل الفاطمية الباقية من مسجد الأقمر، بالإضافة إلى البوابات الأثرية مثل: أسوار مدينة القاهرة.


آثار أخرى للدولة الفاطمية

هناك بعض الآثار للدولة الفاطمية وهي:[٨]

  • جامع الحاكم بأمر الله: يعد ثاني أكبر جوامع القاهرة اتساعًا بعد جامع ابن طولون، والذي أمر بإنشائه هو الخليفة العزيز بالله الفاطمي، وكان ذلك عام 379هـ، الموافق 989م، إلا أنه توفي قبل إتمامه، وقام بإنهائه ابنه الحاكم بأمر الله عند تولّيه الخلافة، وتجدر الإشارة إلى أن للمسجد تاريخًا مهمًا مثيرًا للاهتمام؛ إذ اتّخذته الحملة الفرنسية مقرًا لجنودها، كما استخدمت مئذنته كأبراج مراقبة.
  • جامع الأشقر: قام الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله بإنشاء جامع الأشقر عام 519هـ، الموافق 1125م، وقد تولّى الوزير المأمون البطائحي أمر البناء، وجُدّد المسجد في عهد السلطان برقوق عام 799هـ، وكان ذلك على يد الأمير يلبغا السالمي.


معلومات عن الدولة الفاطمية

يرجع قيام الدولة الفاطمية إلى أبي عبد الله الحسين بن أحمد، وهو أحد الدعاة المشهورين في المغرب العربي، فقد استطاع القضاء على دولة الأغالبة في المغرب العربي، وقد سُمي الفاطميون بهذا الاسم نسبةً إلى فاطمة بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد استطاعت الدولة الفاطمية أن تمد نفوذها من القاهرة إلى معظم بلاد المشرق العربي، وتجدر الإشارة إلى أن الحقبة الفاطمية تعتبر عصرًا جديدًا في تاريخ وادي النيل من الناحية السياسية، ولقد أصبح لمصر لأول مرة سيادة قومية تامـة، حيث تمثلـت فـي حكومـة شـديدة أساسها ديني بحت.[٩]

المراجع

  1. "FATIMIDS", factsanddetails, Retrieved 10/7/2021. Edited.
  2. حسن عبد الوهاب، الدولة الفاطمية&hl=ar&sa=X&redir_esc=y#v=onepage&q=آثار الدولة الفاطمية&f=false العمارة والآثار والعادات في عهد الدولة الفاطمية، صفحة 3-37. بتصرّف.
  3. حسن عبد الوهاب، الدولة الفاطمية&hl=ar&sa=X&redir_esc=y#v=onepage&q=آثار الدولة الفاطمية&f=false العمارة والآثار والعادات في عهد الدولة الفاطمية، صفحة 42. بتصرّف.
  4. محمود أحمد درويش، الفاطمي&source=bl&ots=PLEKHAj9Ev&sig=ACfU3U2mfcL1aLzsF0A2XtomZiW4re-NPQ&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwiR-bCbztjxAhWp3eAKHRYyCXcQ6AEwEnoECBAQAw#v=onepage&q=المحراب الفاطمي&f=false التراث المعماري الفاطمي والأيوبي في مصر، صفحة 18-20. بتصرّف.
  5. "الاضرحة في مصر خلال العصر الفاطمي"، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 10/7/2021. بتصرّف.
  6. هدى محمد علي كاظم ، مروة حاكم شاكر ، احملـــــاريب أشكاهلا وزخرفتها يف العصر الفاطمي، صفحة 19-20. بتصرّف.
  7. "The Art of the Fatimid Period (909–1171)", metmuseum, Retrieved 10/7/2021. Edited.
  8. "الدولة الفاطمية"، وزارة السياحة والآثار، اطّلع عليه بتاريخ 10/7/2021. بتصرّف.