نبذن عن جزيرة فيلكا

فيلكا أو فيلكة هي جزيرة كويتية تبعد عن مدينة الكويت 27 كم إلى الشرق، وتبلغ مساحتها 39 كيلومتراً مربعاً، يرجع تاريخ حضارتها إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث تم العثور على آثار الاستيطان البشري منذ 2500 قبل الميلاد، وكانت موقعًا لبؤرة استيطانية أنشأها الجنرال الإسكندر الأكبر نيرشوس، وعاش معظم سكانها المعاصرين في قرية الزور على الساحل الشمالي الغربي حتى حرب الخليج عام 1990م، حيث فروا إلى الكويت.[١][٢][٣]


تاريخ جزيرة فيلكا

عُرفت فيلكا لأول مرة باسم أغاروم، أرض إنزاك، إله حضارة دلمون العظيم وفقًا للنصوص المسمارية السومرية الموجودة في الجزيرة، وأصبحت مركزًا للحضارة التي انتشرت حول البحرين من نهاية القرن الثالث إلى منتصف الألفية الأولى قبل الميلاد.[٤]


أيضًا التقت عدة حضارات على أرض فيلكا جراء موقعها الاستراتيجي، حيث تركت العديد من الآثار مثل حضارة سومر المزدهرة في بلاد ما بين النهرين، وشعب هارابان المتطور من وادي السند، وسكان ماجان الكادحين (شبه جزيرة عمان خلال العصر البرونزي) والمناطق النائية الإيرانية، ولا يزال هناك جدل بين الأكاديميين حول ما إذا كانت فيلكا هي جنة عدن الأسطورية، المكان الذي كشف فيه البطل السومري جلجامش سر الخلود، الجنة التي تم وصفها لاحقًا في الكتاب المقدس.[٤]


وفي نهاية القرن الرابع قبل الميلاد، جاء في حجر سوتيلوس الذي تم العثور عليه في الجزيرة، أن الجزيرة أنقذت المسافر اليوناني سوتيلوس ورفاقه من الغرق، أيضًا أشارت الدراسات إلى أن الإسكندر الأكبر تلقى تقارير عن جزيرتين من البعثات المرسلة لاكتشاف الخط الساحلي العربي للخليج، وبحسب المؤرخ "آريان"، أمر الإسكندر الأكبر بتسمية الجزيرة الأقرب" إيكاروس"، والتي تُعرف الآن باسم فيلكا، والجزيرة البعيدة باسم "تايلوس" والتي تُعرف الآن باسم مملكة البحرين، حيث وصف المستكشفون إيكاروس بأنها جزيرة مغطاة بالنباتات الغنية ومأوى للعديد من الحيوانات البرية، يعتبرها سكانها مكانًا مقدسًا بسبب الآلهتهم المحلية، وبعد وفاة الإسكندر، أصبحت الجزيرة ميناءً هامًا للمملكة السلوقية.[٤]


بعد انهيار الإمبراطوريات العظيمة في غرب آسيا؛ اليونانية والفارسية والرومانية، استوطن المسيحيون في القرون الأولى من العصر المسيحي فيلكا، حيث اكتشف علماء الآثار كنيستين في الجزيرة حولهما مستوطنات بشرية، استمر هذا الاستيطان حتى القرن التاسع الميلادي، حيث يُعتقد أن اسمها كان راماتا ذلك الوقت، وفي الفترة الإسلامية، كانت فيلكا مأهولة بالسكان واستمرت حتى هكذا حتى حرب الخليج.[٤]


آثار جزيرة فيلكا

وُجد في جزيرة فيلكا عدة آثار، منها:[٤]


بلدة دلمون (تل سعد)

تل سعد هو تل مرتفع يقع جنوب غرب الجزيرة على حدود ساحل البحر، اكتُشف فيه بقايا منازل بها غرف صغيرة تبلغ مساحتها حوالي 3 × 3 متر مربع، مبنية من الطين والصخور مع أجزاء مطلية بالبيتومين ودهان أحمر اللون، حيث تم العثور على أدوات مصنوعة من الطين بالحجر والفخار وأدوات الكشط، وأفران مصنوعة من الطين والصخور، أيضًا عُثر على العديد من آبار المياه الضحلة وعلى عدة أفران، ويعتقد أنها تستخدم في طهي الفخار خارج المنازل.


قصر الحكيم

يقع قصر الحكيم، شمال شرق تل سعد، وهو مبنى مربع الشكل مبني من الصخر، يتوسطه أعمدة وغرف تستخدم كمخازن ومكاتب إدارية، وفي منطقة قريبة من القصر باتجاه الغر عُثر على ورشة عمل.


معبد البرج

يقع معبد البرج، شرق قصر الحكيم، صمم مربع الشكل من الحجر بأرضية مغطاة بالجبس، إلى جانب قناة تصريف مبنية بالحجارة تحيط به، وكان كل من قصر الحكيم ومعبد البرج، الإدارة المركزية خلال تلك الفترة.

المراجع

  1. "Faylakah", britannica, Retrieved 20/9/2022. Edited.
  2. "Failaka Island", atlas obscura, Retrieved 20/9/2022. Edited.
  3. "failaka", encyclopedia, Retrieved 20/9/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Sa'ad and Sae'ed Area in Failaka Island", unesco, Retrieved 20/9/2022. Edited.