أحمد بن طولون، هو جندي تركي من مماليك الأتراك تحديداً من منغوليا، وهو الذي أسس الدولة الطولونية التي قامت في مصر والحجاز والشام، حفر التاريخ اسمه كمؤسس لأول دولة عربية إسلامية مستقلة في مصر الإسلامية العربية،[١] حيث أن الدولة الطولونية ظهرت في الفترة الأولى من العصر العباسي الثاني، كان يطلق على تلك الفترة بعصر نفوذ الأتراك، وتعد أول تجربة حكم محلي لأسرة أو دولة مستقلة عن الدولة العباسية المركزية، وامتدت فترة حكمها من 868-905م.[٢]


صفات أحمد بن طولون

فيما يلي، أبرز الصفات له:[٣]

  • كان على قدر عال من الدين والالتزام.
  • حظي باحترام الأتراك.
  • كان عاقلاً وحازماً.
  • كان كثير الصدقة والبر والمعروف.
  • كان يحب العلماء وأهل الدين.
  • كان محباً للخير راغبًا فيه.[٤]
  • حظي بثقة وتقدير الخليفة المستعين بالله.[٥]
  • كان يتصف بالفطنة وحسن السياسة.[٦]
  • كان حافظاً ومتقناً للقرآن.[٧]


نبذة عن أحمد بن طولون

فيما يلي، ذكر لأهم الجوانب المتعلقة به:

  • النشأة والمولد: ولد أحمد بن طولون في 23 من شهر رمضان عام 829م في مدينة بغداد التي كانت عاصمة دولة الخلافة في ذلك الوقت،[٥] ونشأ أحمد بن طولون على الصلاح والجود والفقه والدين.[٧]
  • التعليم والدراسة: تلقى التعليم العسكري الذي يؤهله للعمل في صفوف جند الخليفة، حيث علمه أبوه الفنون العسكرية، ودرس الفقه على مذهب أبي حنيفة، إضافة إلى دراسة الحديث والدين، وذهب إلى مدينة طرسوس ليكمل علمه ويتصل مع الفقهاء والأئمة من أهل الدين والورع فيها، ويبتعد عن دسائس العاصمة (سامرا).[٨][٥]
  • أهم محطات حياته: اشتهرت مصر في عهده بالتقدم والازدهار في علم الطب، وكانت مدينة القطائع في عهده حافلة بالعلماء، والشعراء، والأدباء، والمتصوفين، والمؤرخين، حيث كان أحمد بن طولون يحب مجالسة الفقهاء وأهل العلم.[٩]
  • الحياة الشخصية: توفي والده سنة 854م حيث أصبح يتيماً في شبابه، وتزوجت أمه مرتين بعد وفاة زوجها، وتزوج أحمد بن طولون من خاتون ابنة عمه يارجوخ وأنجبت له ابنه العباس،[١٠] وابنته فاطمة.[٤]
  • الوفاة: توفي أحمد بن طولون في 10 من ذي القعدة في عام 270 هجرياً (10/مايو/883م)، نتيجة لمرضه الشديد حيث ذهب إلى مدينة طرسوس وحاصرها ونصب المجانيق على أسوارها لإخماد الثورة فيها، لكن مرضه منعه من الاستمرار في الحصار، فعاد إلى مصر وتوفي فيها.[١١][١٢]


أبرز إنجازات أحمد بن طولون

فيما يلي، ذكر لأبرز إنجازات أحمد بن طولون:


جامع أحمد بن طولون

يعد جامع أحمد بن طولون مثالاً واضحاً على ما وصلت إليه الحضارة الإسلامية في عصر الدولة الطولونية، اكتمل بناؤه في عام 879م وهو من النماذج الفريدة في تاريخ العمارة الإسلامية والمساجد الأثرية، وهو ثالث جامع بمصر الإسلامية بعد جامع عمرو بن العاص وجامع العسكر، ويعد مسجد أحمد بن طولون المسجد الوحيد في مصر والعالم الذي حافظ على معالمه كما هي؛ إذ إنه لم تتم عليه أي إضافات أو توسيعات منذ بنائه، ويتميز بوجود الزخارف الإسلامية الفريدة فيه التي تجعله نموذجاً للفن الإسلامي، وأصبح جامعة لتدريس الحديث والطب والمذاهب الأربعة في عهد الأيوبيين، ويتميز الجامع ببنائه المقاوم للنيران ولمياه الفيضانات وله 19 مدخلاً.[٧]


بيمارستان أحمد بن طولون

يعد أول مستشفى في مصر ويعرف باسم "البيمارستان العتيق"، أو"البيمارستان الأعلى" أو "البيمارستان الطولوني"، بناه أحمد بن طولون في عام 872م لعلاج المرضى مجاناً دون تمييز بين الأديان والطبقات، واشترط أحمد بن طولون ألَّا يُعالج فيه جنديٌّ ولا مملوك، وقام بتوفير الأطباء والصيادلة والخدم، والأدوية والغذاء والملابس للمرضى، حيث أولاهم عناية فائقة وحرص على الاهتمام بهم بنفسه، حيث كان أحمد بن طولون يذهب بنفسه كل يوم جمعة لتفقد المرضى وخزائن البيمارستان العتيق والأطباء، والجدير بالذكر أنه لم يبق أي أثر للبيمارستان الآن.[١٣][١٤]

مدينة القطائع

قام أحمد بن طولون بتأسيس مدينة القطائع في عام 870م على جبل يشكر تحديداً بين الفسطاط وتلال المقطم، وسميت بالقطائع لأن كل طائفة من سكانها اتخذت لها قطيعة؛ قطيعة الروم، وقطيعة السودان، وقطيعة الفراشين، وتم إعمار تلك القطائع حيث بنيت فيها المساجد والطواحين والحمامات وغدت القطائع مدينة كبيرة، وقام أحمد بن طولون ببناء قصر فاره فيها تحيطه ثكنات عسكرية لجنوده وحاشيته، إضافة إلى وجود ساحة واسعة أمام القصر لاستعراض الجنود.[١٤]


قناطر أحمد بن طولون

قام أحمد بن طولون بتشييد قناة مياه في الجنوب الشرقي من مدينة القطائع، كان الماء يسير في عيونها إلى القطائع، وكانت تشبه القناطر الرومانية المرفوعة حيث يتم رفع الماء إليها من البئر من خلال ساقية، ويقال إنها بنيت لأن سكان العاصمة الجديدة كانوا بحاجة لتوفير سبل الراحة والمياه لهم، وكانت تتميز بالمتانة والإبداع في صنعها حيث أنها بنيت بآجر شبيه بالحجم والشكل لآجر الجامع الطولوني، حيث يقال إن المهندس الذي أنشأها هو نفسه الذي بنى الجامع، ولا تزال بعض الآثار منها باقية حتى الآن في حي البساتين في القاهرة.[١٥][١٤]

المراجع

  1. سيدة كاشف اسماعيل، أحمد بن طولون، صفحة 7-17. بتصرّف.
  2. "أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية"، قصة الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 4/8/2021. بتصرّف.
  3. "أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية"، قصة الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 5/8/2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب بلوي عبد الله بن محمد، سيرة أحمد بن طولون، صفحة 33-36. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت "مولد أحمد بن طولون "، قصة الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 5/8/2021. بتصرّف.
  6. سيدة اسماعيل كاشف، احمد بن طولون، صفحة 89. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت "جامع احمد بن طولون"، قصة الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 16/8/2021. بتصرّف.
  8. سيدة كاشف اسماعيل، احمد بن طولون، صفحة 19-20. بتصرّف.
  9. سيدة اسماعيل كاشف، أحمد بن طولون، صفحة 233-236. بتصرّف.
  10. سيدة كاشف اسماعيل، احمد بن طولون، صفحة 19. بتصرّف.
  11. "مولد أحمد بن طولون "، قصة الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 5/8/2021. بتصرّف.
  12. "أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية"، قصة الاسلام. بتصرّف.
  13. "بيمارستان أحمد بن طولون أول مستشفى في مصر"، قصة الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 16/8/2021. بتصرّف.
  14. ^ أ ب ت "أحمد بن طولون مؤسس لدولة الطولونية"، قصة الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 16/8/2021. بتصرّف.
  15. سيدة اسماعيل كاشف، احمد بن طولون، صفحة 251-252. بتصرّف.