عوامل نهضة الأدب في العصر الحديث

يشار إلى العصر الحديث بشكل عام بالحقبة ما بعد القرون الوسطى، والتي بدأت تقريبًا بعد القرن الرابع عشر، وهي فترة زمنية طويلة تميزت بالابتكارات التكنولوجية والتحضر والاكتشافات العلمية والعولمة؛ بدأ هذا العصر مع اختراع جوتنبرج للمطبعة في أواخر القرن الخامس عشر؛ إذ ساهم هذا الاختراع في ارتفاع معدلات القراءة، وبالتالي أدى إلى إصلاح التعليم وانتشار الأدب؛^[١] كانت فترة الحداثة في الأدب بشكل عام والأدب الإنجليزي بشكل خاص كرد فعل قوي ضد الثقافة والجمالية الفيكتورية، والتي سادت معظم القرن التاسع عشر؛^[٢] إذ تمرد الكتاب الحداثيون بشكل عام ضد السرد القصصي الواضح والشعر المعتمد في تلك الفترة.^[٣]

عوامل نهضة الأدب في العصر الحديث

يصف البعض العصر الحديث بأنه حركة فلسفية نشأت من التحولات الهائلة في المجتمعات خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، إضافةً إلى الاتجاهات والتغيرات الثقافية؛ إليك العوامل التي أدت إلى نهضة الأدب في هذا العصر:^[٤][٥]

• تطور المجتمعات الصناعية الحديثة والنمو السريع للمدن.
• نشوء الحرب العالمية الأولى والخوف والقلق الذي سيطر على نفوس الأفراد.
• ظهور الثورة الصناعية (في الفترة ما بعد منتصف القرن الثامن عشر إلى أوائل القرن التاسع عشر) والتي كانت بداية العصر الحديث؛ والتي أدت إلى ظهور الاختراعات والابتكارات التكنولوجية، وزيادة عدد المطاحن والمصانع في المدن، وقد كانت المساهم الأول في تحويل المجتمعات الريفية إلى مجتمعات صناعية.
• نشوء الفترة الثورية؛ التي حصلت تحديدًا في الفترة بين 1764-1848، إذ تضمنت هذه الثورات مثل الثورة الفرنسية والثورة الأمريكية والحروب الإسبانية الأمريكية من أجل الاستقلال والثورات الإيطالية وحرب الاستقلال اليونانية.
• ظهور عصر الإمبرالية؛ في الفترة 1800-1914 إذ استعمرت فيه فرنسا وبريطانيا وإسبانيا والولايات المتحدة دولًا أخرى حول العالم.
• الثورة الصناعية الثانية، التي حصلت في الفترة بين 1869- 1914، والتي غالبًا ما يشار إليها بالثورة التكنولوجية؛ الفترة التي تم فيها اختراع المصباح الكهربائي والهاتف والطائرة.
• العصر الفيكتوري 1837- 1901؛ والذي شهد زيادة التحضر والحرب الأهلية الأمريكية ونهاية العبودية الأفريقية.
• الكساد الكبير الذي استمر من 1929- 1939، وهو فترة طويلة صعبة مليئة بالمصاعب الاقتصادية العالمية التي بدأت زمن انهيار سوق الأوراق المالية في عام 1929.
• نظرًا لكونه عصرًا يتميز بالتصنيع والتغير الاجتماعي السريع والتقدم في العلوم والعلوم الاجتماعية، شعر المنتمون إلى هذا العصر بالغرابة؛ إذ أنه لا يتوافق مع خصائص العصر الفيكتوري والتفاؤل، أدت الأفكار الجديدة في علم النفس، والفلسفة، والنظرية السياسية إلى البحث عن طرق جديدة للتعبير؛ مما أدى إلى ظهور العصر الحديث.^[٦]

خصائص الأدب في العصر الحديث

فيما يلي بعض الخصائص المميزة للأدب الحديث:^[٧]

• التجريب: إذ استخدم الأدب الحديث تقنيات من تقنيات الكتابة التجريبية المختلفة التي كسرت القواعد التقليدية لرواية القصص؛ وتتضمن بعض هذه التقنيات صورًا وموضوعات مدمجة، والعبثية، والروايات غير الخطية، وتدفق الوعي؛ وهو حديث داخلي يتدفق بحرية.
• الفردية: يركز الأدب الحداثي عادةً على الفرد بدلاً من المجتمع ككل؛ إذ تتبع القصص الشخصيات لأنها تتكيف مع عالم متغير، وغالبًا ما تتعامل مع الظروف والتحديات الصعبة.
• التعدد والاختلاف في وجهات النظر: كتب العديد من الكتاب الحداثيين في منظور الشخص الأول بشخصيات متعددة للتأكيد على ذاتية واستقلالية كل شخصية، وإضافة العمق إلى القصة من خلال تقديم مجموعة متنوعة من وجهات النظر.
• الشعر الحر: رفض العديد من الشعراء المعاصرين البنية التقليدية للشعر واختاروا الشعر الحر، الذي يفتقر إلى القافية المحددة المنتظمة أو نمط متري أو شكل موسيقي.
• الأدوات الأدبية: يعتمد العديد من الكتاب المعاصرين على أدوات أدبية مثل الرمزية والصور لمساعدة القارئ على فهم الكتابة، وإنشاء اتصال أقوى بين النص والقارئ.

أشهر أدباء العصر الحديث

فيما يلي قائمة بأسماء أشهر أدباء العصر الحديث:^[٨]

• جوزيف كونراد.
• توماس ستيرنز إليوت.
• ديفيد هربرت لورانس.
• عزرا باوند.
• هنري جيمس.
• جيمس جويس.

نماذج من الأدب في العصر الحديث

إليك بعض الأمثلة والنماذج من الأدب الحديث:^[٨][٩]

• رواية السيدة دالاوي للكاتبة فيرجينيا وولف: تدور أحداث هذه الرواية في يوم واحد، تحديدًا في يونيو 1923.
• رواية التذاكر، لو سمحت للكاتب ديفيد هربرت لورانس.
• رواية قلب الظلام للكاتب جوزيف كونراد.
• رواية بينما كنت أحتضر للكاتب ويليام فولكنر.
• رواية المسخ أو التحول للكاتب فرانس كافكا؛ غالبًا ما يرتكز عمل فرانز كافكا على الواقع مع إضافة مصطلحات خيالية أو سريالية؛ إذ تدور أحداث هذه الرواية عن رجل عادي يتحول إلى خنفساء.^[٧]
• مجموعة قصائد "أزرار العطاء" للكاتبة جيرترود شتاين؛ والتي غالبًا ما يطلق عليها لقب "أم الحداثة"، كانت جيرترود شتاين شاعرة نسوية تضم عملها تيار الوعي وتقنيات السرد التجريبية؛ واستخدمت في هذه المجموعة أصوات الكلمات والعبارات المتقطعة لتوصيل صورة معينة للقارئ.^[٧]