كانت تعتبر الشعوب التي عاشت تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية المبكرة نفسها منتمية إلى الرومان، ولكن تغيرت ثقافة الإمبراطورية على مر القرون نتيجة لدخول الثقافة اليونانية والمسيحية عليها، مما أدى إلى ظهور الثقافة البيزنطية متأثرة بالثقافات اللاتينية والقبطية والأرمنية والفارسية، كما تأثرت في وقت لاحق بالثقافة الإسلامية أيضاً لذلك كانت تعتبر القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية مدينة متنوعة للغاية وذلك لأن سكانها كانوا متعددي الأعراق والأديان.[١]


فتح القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية

تم تأسيس مدينة القسطنطينة بشكل رسمي في 11 مايو من عام 330 والذي اعتبر حدثاً تاريخياً مهماً خلال تلك الفترة، حيث كان من المقرر أن تصبح القسطنطينية إحدى عواصم العالم العظيمة والمدينة الرئيسية في العالم الغربي ومكاناً للقوى الإمبريالية والدينية، كما كانت المدينة الأولى في التجارة حتى ظهور الدول البحرية الإيطالية، من الناحية الثقافية، عززت القسطنطينية اندماجاً بين العادات الشرقية والغربية والفن والعمارة، كما كان هناك دور للدين المسيحي والتنظيم الروماني واللغة اليونانية،[٢] إليك مراحل فتح القسطنطينية:[٣]

  • سقطت الإمبراطورية البيزنطية بعد احتلال محمد الثاني لمدينة القسطنطينية، وذلك كنتيجة لاختراق العثمانيين سور القسطنطينية القديم بعد محاصرة المدينة لمدة 55 يوماً.
  • حاصر محمد الفاتح القسطنطينية من البر والبحر مع استخدام المدافع للحفاظ على وابل مستمر وموقع استراتيجي حول جدران المدينة الهائلة، حيث أزال سقوط المدينة ما كان في السابق دفاعاً قوياً لأوروبا ضد الغزو الإسلامي، مما سمح بالتوسع العثماني المستمر في أوروبا الشرقية.
  • بسط الأتراك العثمانيون سيطرتهم على جميع البلقان تقريباً ومعظم الأناضول، بعد أن فتحوا العديد من المدن البيزنطية الموجودة غرب القسطنطينية في النصف الأخير من القرن الرابع عشر، وأصبحت القسطنطينية نفسها تابعة للعثمانيين خلال هذه الفترة.
  • كان السلطان محمد الثاني ينوي إكمال مهمة والده وإحكام السيطرة على مدينة القسطنطينية وضمها للعثمانيين، وفي عام 1452 توصل إلى معاهدات سلام مع المجر والبندقية.
  • عندما أصبحت معظم مدينة القسطنطينية آمنة، تنقل السلطان محمد الثاني بنفسه في شوارع المدينة وأمر بتحويل الكاتدرائية الأكبر في العالم المسيحي إلى مسجد آيا صوفيا، حيث توقف للصلاة ثم طالب بوقف جميع أعمال النهب على الفور، وبذلك أكمل السلطان فتحه للعاصمة البيزنطية وتم فتح القسنطينية في 29 مايو 1453.


أسباب فتح القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية

إليك ما يلي:[٤]

  • أتاح ضعف الدولة البيزنطية وتراجعها للدولة العثمانية مهاجمة القسطنطينية مما أدى إلى سقوط الدولة البيزنطية بأسرها.
  • تم استهداف مدينة القسطنطينية بشكل خاص لأنها العاصمة، حيث تُعرف العاصمة في فترات الحروب بأنها منطقة الاستهداف الرئيسية لأن سقوطها يعني سقوط الدولة بأكملها.
  • رغبة العثمانيين في التوسع واتخاذ أراض جديدة لنشر الديانة الإسلامية، بالإضافة إلى تأمين حدود للدولة.
  • من الأسباب التي أدت إلى حصار المدينة هي أن القسطنطينية كانت تستقبل الأطراف الخارجية كما كانت تقوم باعتقال بعض الأمراء من الدولة العثمانية وإطلاق سراحهم بشكل متكرر.
  • اعتقاد محمد الثاني بأنه أحق بحكم مدينة القسطنطينية ورغبته في ضمها إلى الدولة العثمانية لأهميتها السياسية والجغرافية.
  • قام محمد الثاني أيضاً بفتح مدينة القسطنطينية استجابة لوصية جده مؤسس الدولة العثمانية وذلك لما لمدينة القسطنطينية من أهمية كبيرة.
  • سيطرة مدينة القسطنطينية على طريق التجارة والاتصال بين الجزء الآسيوي والجزء الأوروبي من الدولة العثمانية، مما يعني أنها كانت بمثابة تهديد للجزء الأوروبي من الدولة العثمانية خاصة أنه لم يكن لدى العثمانيين أسطول في بحر مرمرة.
  • مرور القسطنطينية بأوضاع سيئة مثل كثرة الأعداء الذين يريدون السيطرة عليها واستنزاف مواردها الداخلية.
  • الضغوطات الاقتصادية والإفلاس والنزاعات داخل القسطنطينية.


متى تم إنشاء مدينة القسطنطينية؟

القسطنطينية هي مدينة قديمة تقع في تركيا حالياً، حيث استقرت لأول مرة في القرن السابع قبل الميلاد ثم تطورت إلى ميناء مزدهر بفضل موقعها الجغرافي المتميز بين أوروبا وآسيا، وفي عام 330 بعد الميلاد تم إعلان تأسيس القسطنطينية بشكل رسمي فكانت تعتبر مدينة مسيحية ذات ثروة هائلة وهندسة معمارية فائقة، كما ظلت مقراً للإمبراطورية البيزنطية على مدى 1100 عام عانت خلالها من فترات الحصار حتى فتحها السلطان محمد الثاني، ثم أصبحت القسطنطينية معروفة بأسماء أخرى أيضاً في وقت لاحق، مثل ملكة المدن وإستنبول وستامبول وإسطنبول حديثاً.[٥]


من بنى مدينة القسطنطينية؟

حكم الإمبراطور قسطنطين الذي كان يعد المؤسس الأول للقسطنطينية خلال فترة انتقالية كبرى في الإمبراطورية الرومانية، حيث يدل قبوله للمسيحية ثم إنشاء عاصمة شرقية تحمل اسمه لاحقاً نقطة محورية مهمة بين التاريخ القديم والعصور الوسطى، وكانت القسطنطينية تحت حكم الرومان لأكثر من قرن، لكن قسطنطين أعاد بناءها وتوسيعها على نطاق هائل حيث ضاعف حجم المدينة الحالية ثلاث مرات وقدّم الجنسية الكاملة والطعام المجاني لتشجيع الناس على الانتقال للمدينة، كما أسس القصر الكبير والقاعات التشريعية ثم بدأ ببناء الكنائس والترحيب بالمسيحين.[٦]


لماذا تم تغيير اسم مدينة القسطنطينية إلى إسطنبول؟

كانت تسمى في البداية "روما الجديدة" عندما كانت تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية، ثم تغير الاسم إلى "القسطنطينية" نسبة إلى الحاكم قسطنطين، وفي عام 1453 استولى العثمانيون (المعروفة الآن باسم الأتراك) على المدينة وأطلقوا عليها اسم "إسلامبول" وتم اشتقاق الاسم من الكلمة اليونانية، والذي يعني مدينة الإسلام، بعد ذلك تم إنشاء معاهدة لوزان لعام 1923 والتي أعلن بموجبها إنشاء جمهورية تركيا بشكل رسمي وتم نقل عاصمتها إلى أنقرة، ثم تبنت القسطنطينية القديمة اسم إسطنبول رسمياً في عام 1930.[٧][٥]

المراجع

  1. "Byzantine culture and society", Khana Academy, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  2. "Constantinople ", britannica, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  3. " Fall of Constantinople", britannica, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  4. فهد بن عايش بن محمد الطيار، فتح مدينة القسطنطينية، صفحة -36-31. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "Constantinople", history, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  6. "constantine", National Geographic, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  7. "What was called Arab Spring?", notes of history, Retrieved 4/8/2021. Edited.