تطوّرت الكتابة منذ مئات السنين في مختلف بقاع الأرض بغرض التواصل بين الناس عبر الزمان والمكان وعكس احتياجات ورغبات الإنسان المعقدة، بالإضافة إلى تسمية الأشياء لتسهيل الإشارة إليها والمساعدة في تذكرها،[١] حيث تعرّف الأبجدية بأنها مجموعة من الرسوم البيانية أو الأحرف المستخدمة لتمثيل التركيب الصوتي للغة، وتشترك العديد من اللغات في أجزاء كثيرة من نظام الكتابة ويتم في معظم هذه الأنظمة وضع الحروف بترتيب محدد، كما يُعتقد بأن هناك أكثر من 3800 لغة على الأرض تستخدم الأبجدية.[٢][٣]


في أي عصر اخترعت الأبجدية؟

سيتضح لنا تاريخ في أي عصر ظهرت الأبجدية، وما هي أصول كلمة الأبجدية:

أصل كلمة "أبجدية"

تعرّف الأبجدية بأنها رموز صوتية؛ أي أنها تمثل أصوات الكلمات بدلاً من وحدات المعنى، وفي معظم الحروف الهجائية يتم ترتيب الأحرف وفق تسلسل محدد، ويمثل كل حرف أبجدي حرفاً ساكناً أو متحركاً بدلاً من مقطع لفظي، وتم استخدام كلمة الأبجدية من أول حرفين من الأبجدية اليونانية (alpha) و(beta) من قبل ترتليان، وهو كاتب كنسي لاتيني، في القرنين الثاني والثالث الميلادي، كما اعتمد الإغريق الكلاسيكيون على استخدام صيغة الجمع، وتم اعتماد الشكل الأخير (alphabetos) تحت التأثير اللاتيني.[٢]


متى تم اختراع الأبجدية

يتفق العلماء على أن الشكل الأول للكتابة ظهر بين 3400 و3300 قبل الميلاد في بلاد ما بين النهرين والتي تُعرف بالعراق حالياً، حيث تم استبدال العلامات التصويرية القديمة تدريجياً بنظام معقد من الحروف التي تمثل أصوات اللغة السومرية ولغات أخرى، وبعد ذلك بوقت قصير تم استخدام الكتابة بشكلها القديم في مصر في حوالي 3200 قبل الميلاد، بحلول 1300 قبل الميلاد، أصبح لدى البشر دليلاً على وجود نظام كتابي يعمل بشكل فعال في بلدان أخرى مثل الصين، وفي الفترة ما بين 900 و600 قبل الميلاد ظهرت الكتابة أيضاً في ثقافات عديدة كان من ضمنها أمريكا الوسطى.[٤]


من هو مخترع الأبجدية؟

اشتمل تطور الأبجدية التي نعرفها بشكلها الحالي على التأثر بعدة لغات ومئات السنين ومجموعة متنوعة من الغزاة والعلماء والمفكّرين:[٥][٦]

  • مخترع الأبجدية الإنجليزية: يجب أولاً أن نتطرق إلى الأبجدية التي بناها اليونانيون بعد إضافة حروف العلة في 750 قبل الميلاد، والتي استحوذ عليها الرومان الذين قاموا بدمجها مع الحروف الأترورية البارزة بما في ذلك حرف F وS، وعلى الرغم من حذف اللاتينية القديمة لبعض الحروف مثل G وJ وV وY وW وZ، بحلول القرن الثالث تقريباً بدت الأبجدية الرومانية مشابهة جداً للغة الإنجليزية الحديثة، بعد ذلك، بدأ تاريخ الكتابة في بريطانيا في القرن الخامس الميلادي من خلال علاقاتها مع الدول الإسكندنافية وثقافات بحر الشمال الأخرى حيث تمت إضافة أحرف مرنة وجديدة بشكل روتيني، وبحلول عام 1011 وضعت قائمة رسمية بالأبجدية الإنجليزية القديمة التي تضمنت جميع الأحرف الحالية باستثناء J وU.
  • مخترع الأبجدية العربية: تنحدر أصول الأبجدية العربية من الآرامية عبر الأبجدية النبطية والسينائية الجديدة، حيث أنها تعتبر الشكل الأكثر استخداماً للكتابة في العالم الحديث بعد الأبجدية اللاتينية، جلبت الفتوحات العربية في القرنين السابع والثامن الميلاديين اللغة والكتابة خاصة بعد الامتداد الشاسع للحضارات الشرقية من الهند إلى المحيط الأطلسي، حيث تم تكييف الأبجدية العربية بعد ذلك مع بعض التعديلات الضرورية، ويُعتقد بأن الأبجدية العربية نشأت في القرن الرابع تقريباً، حيث تم اكتشاف أن أقدم كتابات موجودة في العالم هي عبارة عن نقش مكتوب بثلاث لغات هي اليونانية، والسريانية، والعربية.


من الذي رتّب الأحرف الأبجدية؟

هناك العديد من النظريات فيما يتعلق بأصول ترتيب الأحرف الأبجدية، حيث يعتقد بعض المؤرخين بأن الرومان هم من أوائل الحضارات التي قامت بترتيب الأبجدية كما نعرفها اليوم وذلك من خلال أخذ حرفي Y وZ من مقدمة الأبجدية ووضعهما في النهاية، مما أدى إلى تأثر اللغة الإنجليزية القديمة بها، ويعتقد آخرون بأن ترتيب الأبجدية يعود إلى المصريين وكتاباتهم الهيروغليفية، أما النظريات الأخرى تقول بأن الحروف كان لها رقم مرتبط بها، وتم ترتيبها عددياً مما يمكّن الناس من حفظها بسهولة.[٧]


تاريخ ترتيب الأحرف الأبجدية

يُعتقد بأنه تم استخدام الترتيب الأبجدي من الحرف الأول بشكل رسمي من قبل مكتبة الإسكندرية التي تأسست في حوالي 300 قبل الميلاد، بالإضافة إلى بعض الأديرة التي كانت مخزناً لمعظم الكتب في أوروبا آنذاك، حيث كانت تمتلك القليل من المقتنيات فقد قرر العاملون في المكتبة الاستغناء عن الكاتالوجات، وفي القرن الثالث عشر كانت مكتبة كاتدرائية دورهام إحدى أكبر مكتبات الكاتدرائية وتحتوي على 352 كتاباً، وقد تم اختراع الكتابة بشكل مستقل ثلاث مرات على الأقل في أجزاء مختلفة من العالم.[٨]


تطور الحروف الأبجدية على مر الزمن

تطورت الحروف بمختلف اللغات بشكل ملحوظ عبر السنوات، حيث تتمثل هذه التغيرات بما يلي:[٩]

  • كانت تحتوي اللغات السامية مثل الفينيقية والعبرية والعربية وحتى المصرية على حروف ساكنة، ولكن اللغة اليونانية ومعظم اللغات الأخرى على سبيل المثال كانت بحاجة ماسة إلى تمثيل حروف العلة أيضاً، لذلك أخذوا عدداً قليلاً من الحروف الساكنة التي لا يحتاجونها وقاموا بتحويلها إلى أحرف متحركة، ثم أضافوا بعض الرموز الخاصة بهم لتمثيل الأصوات الإضافية التي يحتاجونها.
  • كان الفينيقيون يكتبون الأحرف من اليمين إلى اليسار، وفعل اليونانيون نفس الشيء آنذاك ولكن قاموا بتغيير اتجاه كل خط حتى وصلوا إلى النظام الحالي من الكتابة من اليسار إلى اليمين، ثم انتقل هذا النظام إلى جميع الأبجديات الأوروبية الحديثة.
  • الأبجدية اللاتينية التي تُعتبر سلفاً لمعظم الأبجديات الأوروبية الغربية هي مشتقة من اليونانية، ولكنها تأثرت أيضاً بالنسخة الأترورية القريبة من أبجديتهم على مر القرون، وتم اختراع أحرف إضافية عن طريق تغيير الأحرف القديمة وإدخال أحرف يونانية مثل K وY.
  • لم تظهر الأحرف الصغيرة في الأنظمة الكتابية إلا في العصور الوسطى، وعادة ما كانت المخطوطات والمستندات مكتوبة بأحرف كبيرة.

المراجع

  1. Ewan Clayton, developed writing to communicate,their complicated needs and desires. "Why did humans start writing?", British Library, Retrieved 7/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Alphabet ", britannica, Retrieved 7/7/2021. Edited.
  3. "alphabet", mac millan dictionary blog, Retrieved 7/7/2021. Edited.
  4. Ewan Clayton, "Where did writing begin?", British Library, Retrieved 7/7/2021. Edited.
  5. "THE ORIGIN OF THE ENGLISH ALPHABET", Today I Found Out, 3/9/2013, Retrieved 7/7/2021. Edited.
  6. "Arabic alphabet", britannica, Retrieved 7/7/2021. Edited.
  7. Melissa Locker (18/8/2017), "Here’s Why the Alphabet is in A to Z Order", Southern Living, Retrieved 7/7/2021. Edited.
  8. "HISTORY OF ALPHABETICAL ORDER.", languagehat, 3/2/2020, Retrieved 7/7/2021. Edited.
  9. C. George Boeree, "The Evolution of Alphabets", Shippensburg University, Retrieved 7/7/2021. Edited.