تُعتبر روما واحدة من أنجح القوى الإمبراطورية التي مرت على التاريخ منذ تأسيس الجمهورية عام 509 قبل الميلاد وإنشاء الإمبراطورية في عام 27 قبل الميلاد، حيث نمت روما من بلدة صغيرة على نهر التيبر في وسط إيطاليا إلى إمبراطورية كبيرة احتضنت في النهاية إنجلترا وكل أوروبا القارية غرب نهر الراين وجنوب نهر الدانوب، بالإضافة إلى معظم آسيا غرب نهر الفرات وشمال أفريقيا، وقد حقق الرومان العديد من الإنجازات في مؤسساتهم العسكرية والسياسية والاجتماعية، كما يمكن رؤية التأثيرات الدائمة للحكم الروماني في أوروبا من خلال التوزيع الجغرافي للغات الرومانسية والتي تطورت جميعها من اللاتينية التي كانت لغة الرومان.[١]


في أي عصر سقطت روما؟

سقطت الإمبراطورية الرومانية بشكل تدريجي نتيجة لبعض التحديات الداخلية والخارجية، حيث وضع مؤرخون مختلفون تاريخ سقوط الإمبراطورية بتواريخ مختلفة قليلاً ولكن من المهم فهم هذه المرحلة على أنها مجموعة من النقاط العديدة في سلسلة متصلة، كما يلي:[٢][٣]

  • في كتاب المؤرخ إدوارد جيبون الذي يحمل عنوان "تراجع وسقوط الإمبراطورية الرومانية"، تم اختيار 476 ميلادياً كتاريخ سقوط الإمبراطورية الرومانية حسب ما ذكره الكثير من المؤرخين، حيث كانت الإمبراطورية الرومانية الغربية تمارس في تلك الفترة قوة عسكرية وسياسية ومالية ضعيفة، ولم يكن لديها سيطرة فعالة على المجالات الغربية المختلفة التي لا يزال من الممكن وصفها بالرومانية.
  • خلال هذه المرحلة في 476 ميلادياً، أطاح أوداكر الذي كان ملكاً جرمانياً برومولوس أوغستولوس الذي كان آخر إمبراطور روماني في الجزء الغربي من الإمبراطورية الرومانية.
  • استمر رغم ذلك وجود مدينة روما، حيث يرى البعض بأن ظهور المسيحية كان بمثابة خطوة من خطوات إنهاء إمبراطورية الرومان، أما أولئك الذين لا يتفقون مع ذلك يجدون أن ظهور الإسلام هو نهاية الإمبراطورية، وذلك عند سقوط روما في القسطنطينية في عام 1453.
  • من المهم ملاحظة أن سقوط الإمبراطورية الرومانية يشير على وجه التحديد إلى سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، وذلك لأن الإمبراطورية الرومانية الشرقية أو ما أصبح يعرف باسم الإمبراطورية البيزنطية التي أسس قسطنطين عاصمتها بقيت لما يصل إلى 1000 سنة بعد ذلك.


كيف سقطت روما؟

قام الكاتب والمؤرخ إدوارد جيبون بتصميم جدول زمني لسقوط الإمبراطورية الرومانية كالتالي:[٤]

  • أزمة القرن الثالث أو ما سميت بعصر الفوضى، والمعروفة أيضاً باسم فترة الفوضى العسكرية، أو الأزمة الإمبراطورية والتي امتدت من 235 إلى 284 ميلادياً، حيث بدأت هذه الفترة باغتيال سيفيروس ألكسندر وهو آخر إمبراطور روماني من العائلة السفرية، وتبع ذلك ما يقرب من خمسين عاماً من الفوضى تتمثل بتصارع القادة العسكريين على السلطة.
  • ظهور نظام الحكم الرباعي بين 285 و305 ميلادي، حيث قسم ديوكلتيانوس الإمبراطورية الرومانية إلى جزأين، وقام بإضافة حكّام آخرين لمساعدته في إدارة الإمبراطورية ليصبح مجموع الحكّام أربعة قياصرة، لذلك سمي النظام بالرباعي، وعندما تنازل ديوكلتيانوس وماكسيميان عن قواعدهما المشتركة، اندلعت الحرب الأهلية.
  • قبول الديانة المسيحية بين 306 و337 ميلادياً، حيث هزم الإمبراطور قسطنطين الإمبراطور ماكسينتيوس في جسر ميلفيان، وأصبح الحاكم الوحيد في الغرب، وبعد ذلك هزم قسطنطين الحاكم الشرقي وأصبح حاكماً للإمبراطورية الرومانية بأكملها، وفي عهده، أسس قسطنطين المسيحية وأنشأ عاصمة للإمبراطورية الرومانية في الشرق تسمى بالقسطنطينية.
  • السقوط الرسمي للوثنية بين 360 و363 ميلادياً، حيث حاول الإمبراطور الروماني جوليان عكس الاتجاه الديني للمسيحية بالعودة إلى الوثنية التي تدعمها الحكومة ولكنه فشل في القيام بذلك مما أدى إلى مقتله.
  • الانشقاق بين الشرق والغرب بين 379 و395 ميلادياً، حيث أعاد ثيودوسيوس توحيد الإمبراطورية لفترة وجيزة ولكن عند وفاته تم تقسيم الإمبراطورية بين أبنائه، حيث أصبح أركاديوس حاكماً للشرق بينما أصبح هونوريوس حاكماً للغرب.
  • قام القوط الغربيون بعدة عمليات غزو ناجحة في إيطاليا بداية من عام 401، وفي النهاية تمت السيطرة على روما لفترة محددة تحت حكم الملك ألاريك.
  • تم عزل الإمبراطور الغربي الأخير والذي يسمى برومولوس أوغستولوس من قبل الجنرال البربري أوداكر الذي حكم إيطاليا بعد ذلك، حيث يمثل ذلك السقوط الرسمي للإمبراطورية الرومانية الغربية في عام 476.


أسباب سقوط روما

إليك بعض الأسباب الرئيسية التي أدت إلى سقوط الإمبراطورية الرومانية:[٥]

  • قلة التعداد السكاني: هناك دليل قوي على انخفاض عدد السكان عبر الإمبراطورية بأكملها من القرن الثاني الميلادي فصاعداً، حيث بلغ تعداد سكان مدينة روما بذروتها حوالي مليون في العصر الكلاسيكي وانخفض تدريجياً على مدار القرون القليلة التالية ليصل إلى ستة آلاف فقط بحلول القرن الخامس عشر، ويُعتقد بأن السبب في ذلك يرجع إلى الحروب المستمرة، والأوبئة، وقلة الاهتمام بولادة الأطفال.
  • ضعف الاقتصاد: تشير البيانات الاقتصادية إلى معاناة روما من الأزمة المالية التي أدت إلى الانهيار البطيء للاقتصاد في الغرب، حيث يرجع هذا الكساد إلى فشل نظام الغزو والاستعباد الروماني وتدفق العبيد، بالإضافة إلى عدم توفر صناعات حقيقية أو الكثير من الآلات الزراعية للعمل في الأرض.
  • الفشل السياسي: ساهمت الشؤون السياسية السيئة في الصعوبات التي واجهت روما، حيث أدى عدم الكفاءة العامة للأباطرة وفشل السياسات التقليدية في الغرب إلى إنشاء بنية سياسية فاسدة تتميز بانتشار الرشوة وعبء جائر من الضرائب المفروضة لدعم الجيش المتنامي، مما أدى إلى تضخم العملات وتراجع قيمتها.

المراجع

  1. "Ancient Rome", britannica, Retrieved 5/7/2021. Edited.
  2. "The Fall of Rome: How, When, and Why Did It Happen?", ThoughtCo , Retrieved 5/7/2021. Edited.
  3. "The Decline and Fall of the Roman Empire", Lumen Learning, Retrieved 5/7/2021. Edited.
  4. "A Short Timeline of the Fall of the Roman Empire", ThoughtCo, Retrieved 5/7/2021. Edited.
  5. "The Fall of Rome: Facts and Fictions", Utah State University, Retrieved 5/7/2021. Edited.