نبذة عن الحضارة المينوية

نشأت الحضارة المينوية في جزيرة كريت الواقعة في شرق البحر الأبيض المتوسط، في العصر البرونزي الوسيط، أي حوالي عام 2000 إلى 1500 قبل الميلاد، سُميت بالمينوية نسبة إلى مينوس، وهو لقب سلالة أو اسم حاكم لجزيرة كريت، ورد في الأسطورة اليونانية.[١][٢]


تميزت الحضارة المينوية بالفنون والعمارة آنذاك، حيث انتشرت أفكارهم للثقافات الأخرى من خلال الإبحار عبر بحر إيجه، وترك المينويون إرثًا فنيًا كبيرًا ساهم في تطوير حضارة أوروبا الغربية، تمثل في عمارة القصور التي تشبه المتاهة ورسم اللوحات الجدارية التي تصور مشاهد متنوعة، والمجوهرات المصنوعة من الذهب الفاخر، والمزهريات الحجرية الأنيقة، والفخاريات ذات الزخارف النابضة بالحياة البحرية.[٣][٢]


مستوطنات الحضارة المينوية

تم العثور على مستوطنات للحضارة المينوية في جميع أنحاء جزيرة كريت، كل مستوطنة احتوت على قصر، عمل كمركز إداري وتجاري وديني وسياسي في المستوطنة، ومن أشهر وأهم هذه القصور؛ كنوسوس، والفايستوس، وماليا، وزاكروس، ولكن ما زال هرم السلطة داخل القصر نفسه غير واضح؛ بسبب نقص الأدلة الأثرية والأدبية، إذ لم يجد علماء الآثار أدلة تشير إلى الكيفية التي حكمت بها هذه القصور المدن والقرى من حولها، ولكن اعتبرت هذه القصور مركز السلطة، وساهمت في جمع وتخزين المواد، مثل النبيذ والزيت والحبوب والمعادن النفيسة والسيراميك.[٢][١]


يتفق المؤرخون بأن القصور في كريت كانت مستقلة عن بعضها البعض حتى عام 1700 قبل الميلاد، وبعد ذلك أصبحت تحت سيطرة كنوسوس، حيث أشارت الأدلة إلى توحيد نمط وفنون الهندسة المعمارية بعد التوحيد واستخدام الكتابة الخطية في مواقع القصور المختلفة.[٢][١]


أهمية الحضارة المينوية

اشتهرت الحضارة المينوية بالفن، ويمكن رؤية ذلك بوضوح في اللوحات الجدارية التي رسموها في قصورهم، حيث تعرض هذه اللوحات مشاهد دينية ومشاهد دنيوية، مثل الحدائق السحرية والقرود والماعز البري أو صورًا للآلهة، أيضًا رسم المينوين الأفعى ورمز الإلهة والثور بشكل شائع، وتميزوا بالزخارف والفخاريات والأختام متقنة الصنع، وبالإضافة إلى الفنون، وعمارة القصور والمدن، اشتهرت الحضارة المينوية باستخدامها لأنظمة مختلفة من الكتابة، وبتجارتها الممتدة في جميع أنحاء بلاد الشام وما وراءها، لا سيما تجارة الفخار والمواد الغذائية مثل النفط والنبيذ مقابل أشياء ومواد ثمينة مثل النحاس من قبرص وأتيكا والعاج من مصر.[٤][١][٢]


وتأثر المينويون بالثقافات الأخرى، ونقلوا ثقافتهم إليهم أيضًا، عن طريق الإبحار في جميع أنحاء بحر إيجه، فتأثروا في فنون الشرق الأدنى والفن المصري، ونقلوا فنونهم إلى الشام ومصر، حيث تم الاستعانة بهم في رسم اللوحات الجدارية في القصور الملكية، وبذلك أصبحت جزيرة كريت أهم موقع لثقافة العصر البرونزي في بحر إيجه، وأول مركز حضاري.[١][٢]


نهاية الحضارة المينوية

لم يحدد المؤرخون والعلماء أسبابًا حتمية لنهاية الحضارة المينوية، حيث يعقد البعض أنها انتهت بفعل الدمار الناتج عن العوامل الطبيعية كالبراكين والزلازل، أو عن العوامل البشرية كالتنافس على الثروات والحروب، ويعتقد فريق آخر من العلماء أن بداية النهاية للحضارة المينوية بدأ بصعود الحضارة الميسينية في منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد، حيث وُجدت عدة أدلة تشير على تأثيرها الثقافي على الفن المينوي اللاحق، وعلى التجارة أيضًا. [٢]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Minoan civilization", britannica, Retrieved 29/11/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Minoan Civilization", worldhistory, 29/3/2018, Retrieved 29/11/2022. Edited.
  3. "The Minoans", historymuseum, Retrieved 29/11/2022. Edited.
  4. "The Minoan Civilization", penfield, Retrieved 29/11/2022. Edited.