عصر الخلفاء الراشدين هو العصر الإسلامي الأول من حُكم أشخاص غير الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام-، وحكَم في عصر الخلفاء الراشدين الصحابة أبو بكر الصديق، ومن بعده عمر بن الخطاب، ومن ثم عثمان بن عفان، وأخيرًا علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-، وقد حكموا الدولة الإسلامية بناءً على أحكام الدين الإسلامي كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد عملوا كأئمة للمساجد، وألقوا الخُطب، وقادوا الجيش.[١]


مدة عصر الخلفاء الراشدين

استمر عصر الخلفاء الراشدين لمدة 30 عامًا تقريبًا؛ من العام 632 م حتى عام 661 م، وكانت المدينة المنورة أول عاصمة للخلافة الراشدة، ومن بعدها انتقلت للكوفة، وبعد ذلك انتقلت الخلافة للأمويين، وانقسم عصر الخلفاء الراشدين بين الصحابة على النحو الآتي:[٢]

  • عهد أبو بكر الصديق: استمر عهد أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- من العام 632 م حتى عام 634 م، وكان أبو بكر والد إحدى زوجات الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ومن أوائل الأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام، وعلى الرغم من أن مدة حكمه قصيرة إلّا أنّه تمكّن من إخماد تمرد بعض القبائل العربية بعد وفاة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وعزز قوة الخلافة في الحُكم.
  • عهد عمر بن الخطاب: استمر عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- من العام 634 م حتى عام 644 م، وتوسعت الدولة الإسلامية خلال حكمه بشكل كبير، وانتهى عهده بعد قتلِه على يد عبد فارسي.
  • عهد عثمان بن عفان: استمر عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- من العام 644 م حتى عام 656 م، وكان من الرفاق المقربين للرسول -عليه الصلاة والسلام-، وامتلك نسخة رسمية من القرآن الكريم التي تم اعتمادها بصفتها النسخة الأصل، وانتهى عهده بعد قتلِه على يد المتمردين.
  • عهد علي بن أبي طالب: استمر عهد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من العام 656 م حتى عام 661 م، وكان ابن عم الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وزوج ابنته فاطمة، وهو من أوائل الأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام، وانتهى عهده بعد أن تم قتلِه أثناء أداء الصلاة في جامع الكوفة.


إنجازات عصر الخلفاء الراشدين

من أبرز الإنجازات في عصر الخلفاء الراشدين:[٣]

  • توحيد الجيوش الإسلامية الموجودة شبه الجزيرة العربية تحت راية الإسلام.
  • غزو الإمبراطورية البيزنطية، والساسانية، والقيام بمجموعة من الفتوحات الإسلامية.
  • ابتكار نظام إداري تم استخدامه من قبل الحكام الآخرين حتى العام 1924 م.
  • القيام بحروب الردة في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-؛ لإعادة الوحدة للبلدان الإسلامية، وتم توحيد شبه الجزيرة العربية تحت راية الإسلام.
  • إنشاء بعض المؤسسات مثل الديوان، والشرطة، والمحاكم، وغيرها في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وكتابة التقويم الإسلامي.
  • ضم مصر وجزء من أراضي فارس للدول الإسلامية في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.
  • إضافة النقوش والكتابات العربية ذات الطابع الإسلامي على العملات المُستخدمة، وإنشاء بيت المال للمُحافظة على الأموال الزائدة عن حاجة الجنود في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه.[٤]


نهاية عصر الخلفاء الراشدين

انتهى عصر الخلفاء الراشدين مع انتهاء عهد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقد حدث ذلك على النحو الآتي:[٥][٦]

  • حدثت معركة صفين في العام 37 هجرياً (657 م/ 658 م) بين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وجيشه، ومعاوية بن أبي سُفيان (والي الشام) وجيشه؛ بسبب رفض معاوية بن أبي سُفيان على مُبايعة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه.
  • قُتل في معركة صفين مجموعة من الصحابة من الطرفين حتى اتفق الجيشان على تحكيم أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص في المعركة، وتم الصلح.
  • رجع علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- مع جيشه إلى الكوفة، وخلال ذلك خرج مجموعة من الخوارِج إلى النهروان على الرغم من دعوة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- لهم بالرجوع، ومن لم يرجع قاتله جيش علي في معركة النهروان في العام 38 هجرياً (658 م /659 م).
  • لم ينسَ الخوارج قتلاهم في معركة النهروان، ولم يُعجبهم ما آل إليه حال المُسلمين، وقرروا أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ومعاوية بن أبي سُفيان هما السبب في ذلك ويجب قتلهم.
  • تعهّد عبد الرحمن بن مُلجم في قتل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في يوم 17 / رمضان / 40 هجرياً (660 م/ 661 م)، كما أن خطيبته؛ قطام بنت الشجنة اشترطت عليه قتل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- مهرًا لها.
  • قام عبد الرحمن بن مُلجم بقتل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- باستخدام سيف مسموم بعد خروجه من صلاة الفجر.

المراجع

  1. "Rashidun", britannica, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  2. "Early Islamic World: The First Four Caliphs.", ducksters, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  3. Syed Muhammad Khan (10/1/2020), "Rashidun Caliphate", worldhistory, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  4. عبد الحكيم الكعبي، عصر الخلفاء الراشدين، صفحة 166-167. بتصرّف.
  5. أبو خلاد ناصر بن سعيد بن سيف السيف، مختصر سيرة الخلفاء الراشدين ومقتل الحسن والحسين، صفحة 13-15. بتصرّف.
  6. محمود شاكر، التاريخ الإسلامي: الخلفاء الراشدون، صفحة 282. بتصرّف.