بدأ العصر الإسلامي مع بدء هجرة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- إلى المدينة المنورة في العام 622 ميلادياً، وبدأت الحضارة الإسلامية عندها في الانتشار والتوسع مع الدعوة الإسلامية، وقامت الحضارة الإسلامية اعتمادًا على أسس وقوانين الدين الإسلامي في ما يتعلّق في الحياة الاجتماعية والثقافية، وتم انتشارها بين من أسلموا ومن لم يتبعوا دين الإسلام، وامتدت الحضارة الإسلامية من المحيط الأطلسي شرقًا حتى المحيط الهادي، مرورًا بشمال إفريقيا، وآسيا، والمناطق الشمالية من شبه القارة الهندية، وتعتبر الحضارة الإسلامية من الحضارات الأكثر انتشارًا حول العالم.[١]


صفات الحضارة الإسلامية في الجانب الاجتماعي

ينظر الإسلام للمجتمع بصفته وحدة واحدة، وتجمع بينهم رابطة الإسلام والتوحيد، ومن أبرز صفات الحضارة الإسلامية في الجانب الاجتماعي:[٢]

  • ترفض الحضارة الإسلامية جميع أشكال الطائفية، والعنصرية، والأنانية بين أفراد المجتمع.
  • يتبع المجتمع ما ورد في الدين الإسلامي والقوانين التي وضعها الله في جميع ممارسات حياته.
  • تعزيز دور الفرد في التركيبة الاجتماعية، ويحمل مسؤولية فردية تجاه مجتمعه، ومن الواجب عليه تقديم الخير والفعل الصالح للمجتمع.
  • تمكين الأخلاق الحميدة والتكافل بين الأفراد؛ مما يُحسن المجتمع ويرتقي به للأفضل.
  • ترسيخ أسس العدل، والعدالة، والمحبة، والإيثار، والأخوة، والأمن، والسلام وهي من أكثر ما يميز المجتمعات في الحضارة الإسلامية.
  • نفي تفضيل الأفراد على بعضهم بناءً على العرق أو العشيرة أو اللون، ووضع معيار وحيد لتفضيل أفراد المجتمع ألا وهو التقوى.
  • تحقيق العدل من خلال قوانين ثابتة وواضحة توضح حقوق وواجبات الأفراد، مثل: قوانين الزواج، والميراث، والزكاة، وغيرها.


صفات الحضارة الإسلامية في الجانب الثقافي

حدث معظم توسع الحضارة الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين من 632 إلى 661 م، وكان لذلك أثر كبير على ثقافتها، ومن أبرز صفات الحضارة الإسلامية في الجانب الثقافي:[٣][٤]

  • إنشاء العلوم النقلية، وهي العلوم الدينية ذات الطابع النظري غير التجريبي، ومنها ما ينتمي لعلم العلوم الإنسانية في زمننا الحالي؛ مما ساعد على صقل شخصية الفرد والمجتمع.
  • استخدام اللغة العربية في الحضارة الإسلامية؛ لأنها لغة سامية، وأكثر اللغات مرونة، ورقياً، وغنى، وقد طمست اللغات التي كانت منتشرة قبلها، مثل: السريانية والقبطية.
  • انتشار الأدب العربي من شعر ونثر بتأثير إسلامي، وكذلك القصص، والأمثال، والحكم.
  • تم الاعتماد على التفسير، والتشريع، والفقه، والمذاهب في استنباط ثقافة الحضارة الإسلامية كما نعرفها الآن.


صفات الحضارة الإسلامية في الجانب الاقتصادي

كان للاقتصاد في الحضارة الإسلامية صفات متنوعة على ثلاث فترات زمنية مختلفة؛ بدءًا من زمن الرسول -عليه الصلاة والسلام- وحتى عصر الأمويين، ومن أبرز صفات الحضارة الإسلامية في الجانب الاقتصادي:[٥]

  • أخذ الغنيمة والفيء؛ وهي الأموال والغنائم التي تؤخذ من الكفار سواء كان من الحروب والغزوات أو من الصلح مع الكفار، وكانت من أساسيات اقتصاد الحضارة الإسلامية في ذلك الوقت.
  • فرض الجزية؛ وهي ضريبة فرضتها الدول الإسلامية على ساكنيها من غير المسلمين، وكانت لا تؤخذ من أعمى، ولا مُقعَد، ولا مملوك، ولا زَمِن، ولا مترهب، ولا النساء، ولا الأطفال.
  • كما كان للزراعة، والتنظيمات الزراعية، والتجارة، والصناعة، دورًا أساسيًا في ازدهار الاقتصاد في الحضارة الإسلامية.
  • كان يتم أخذ الأموال عند عقد الصُلح مع البلاد الأخرى، وتم فرض ضريبة مالية على الأراضي تُدعى الخراج، وضرائب على التجارة.
  • كان يتم أخذ المؤن والمال من البلاد المفتوحة، ويتم وضعها في بيت المال، كما يتم تنظيم مال الضرائب في بيت المال أيضًا في كل بلد إسلامي على حدة، ومن الجدير بالذكر أن الأموال التي كانت توضع في بيت المال كانت تستخدم في بناء وإصلاح الدول، وتقديم الخدمات لشعبها، وفي الحروب والغزوات.


صفات الحضارة الإسلامية في الجانب السياسي

من أبرز صفات الحضارة الإسلامية في الجانب السياسي:[٦]

  • دعا الإسلام أتباعه لتأسيس حكومة، كان على رأسها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  • كان يتم تنظيم الدولة بحيث تكون أجزاؤها: الشعب، والأرض، والسلطة، والتي غالبًا ما كانت تستنبط من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ومن القرآن الكريم، وكان لكل دولة جيش، وراية، وقوانين، وضرائب.
  • أهم الأسس السياسية في الحضارة الإسلامية كانت أن يتم تنفيذ العدالة، وتنظيم الدفاع، وجباية المال، وبث التعليم، وعقد المعاهدات.
  • كانت الفتوحات الإسلامية من مظاهر الحضارة الإسلامية السياسية، وكانت حروب تحرير ودعوة لدين الإسلام.


صفات الحضارة الإسلامية في الجانب الفكري والعلمي

من أبرز صفات الحضارة الإسلامية في الجانب الفكري والعلمي:[٧]

  • الاهتمام الكبير في العلم، والتشديد على أهميته؛ لأنه ورد في أول آيات نزلت من القرآن الكريم: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)" {العلق:1-5}.
  • عرض النبي صلى الله عليه وسلم على أسرى غزوة بدر تعليم المسلمين القراءة والكتابة لفداء أنفسهم.
  • تم تمويل العلماء، وبناء المعاهد والمدارس، والمكتبات، والمؤسسات التعليمية كافة من أموال الحكومات الإسلامية.
  • تعزيز التفكير والعلم بين أفراد المجتمع، والذي كان يظهر في كتابة التفسير، ونسخ القرآن، والاجتهاد، وكان يؤخذ العلم من القرآن.
  • أخذوا الكثير من أفكارهم ومعتقداتهم من دراسة التاريخ، والدول السابقة لهم وحكامها.
  • اكتسبوا جزءًا من علومهم من الأمم السابقة؛ مثل الكيمياء، والطب، والفلسفة، والفيزياء، والرياضيات، والحساب، وعلم النبات، وعلم الحيوان.
  • كان للطب النصيب الأكبر من التجربة والعلم في الحضارة الإسلامية، ومن أشهر علماء المسلمين ابن الرازي، وابن النديم، وابن سينا.


صفات الحضارة الإسلامية في جانب الفن والعمارة

تتمتع الحضارة الإسلامية بمجموعة كبيرة من الصفات المميزة لها في جانب الفن والعمارة على النحو الآتي:


صفات الحضارة الإسلامية في جانب الفن

الفن الإسلامي هو جميع الفنون التي تم إنتاجها في البلدان الإسلامية، ومن أبرز صفات الحضارة الإسلامية في جانب الفن:[٨]

  • الخط من أكثر الأمور التي ميزت الحضارة الإسلامية؛ فكان يتم كتابة القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، والشعر، والمعلقات بخط عربي وإسلامي مميز.
  • اهتم الملوك في العصر الإسلامي كثيرًا باللوحات التصويرية، والفسيفساء، والمنحوتات، والتي يمكن رؤيتها في قصر عمرة مثلًا.
  • صنعوا الأعمال اليدوية بطابع إسلامي؛ مثل السجاد، والخزف، والكتب، والأعمال المعدنية.


صفات الحضارة الإسلامية في جانب العمارة

من أكثر تقاليد العمارة شهرة حتى زمننا الحالي هو العمارة الإسلامية، ومن أبرز صفات الحضارة الإسلامية في جانب العمارة:[٩]

  • بناء المآذن بجانب المساجد؛ حتى يؤذن بها المؤذن ويستدعي المسلمين للصلاة.
  • بناء القباب والأسطح المدببة للمساجد والمعالم الدينية المميزة.
  • بناء الأقواس على المداخل، والديكورات الداخلية، وزخرفة المباني بالنقوش، والزخارف، والفسيفساء.


صفات أخرى للحضارة الإسلامية

امتلكت الحضارة الإسلامية صفات أخرى ميزتها، وأبرزها:[١٠]

  • انتشار المعلقات الشعرية على جدران المدن الإسلامية، والتي كان يكتب بها الشعراء فضائل قبائلهم.
  • كان يتم نشر العلم والتطورات في مراكز التعليم الديني؛ مثل المساجد، وكان التعليم مجانياً لجميع الأفراد.
  • كان لمصر، وسوريا، وبغداد، وبلاد فارس فضل كبير في نقل الثقافة اليونانية، والسريانية، والفارسية، والهندية للحضارات الإسلامية.
  • كانت الحضارة الإسلامية العربية أول من استخدم الصفر في الأعداد، وقد كان لها إنجازات كثيرة في الرياضيات والعلوم.

المراجع

  1. Malika Zeghal, "Islamic world", britannica, Retrieved 15/5/2021. Edited.
  2. "Conception of Society and Its Characteristics from an Islamic Perspective", International Journal of Islamic Thought, 6/12/2014, Page 12-24. Edited.
  3. "The rise of Islamic empires and states", khanacademy, Retrieved 15/5/2021. Edited.
  4. سعيد عبد الفتاح عاشور، سعد زغلول عبد الحميد، أحمد مختار العبادي، دراسات في تاريخ الحضارة الإسلامية العربية، صفحة 34 - 62. بتصرّف.
  5. الدكتور محمد ضيف الله البطاينة، الحياة الاقتصادية في صدر الإسلام، صفحة 10-170. بتصرّف.
  6. خالد محمد خالد، الدولة في الإسلام، صفحة 19-25. بتصرّف.
  7. عبدالحسين مهدي الرحيم، تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، صفحة 565 - 622. بتصرّف.
  8. Dr. Elizabeth Macaulay-Lewis, "Arts of the Islamic World", khanacademy, Retrieved 15/5/2021. Edited.
  9. Kelly Richman-Abdou (18/4/2018), "Dazzling Elements of Ancient Islamic Architecture We Still See Today", mymodernmet, Retrieved 15/5/2021. Edited.
  10. M. Cherif Bassiouni (24/1/2012), "Islamic Civilization", mei, Retrieved 15/5/2021. Edited.