ما هي أعظم حضارة في العالم؟

أعظم حضارة في العالم

نشأ على كوكب الأرض عدة حضارات على مر الأزمة والعصور، ولكن لا يمكن اعتبارها جميها حضارات عظيمة، إذ يمكن تعريف الحضارة العظيمة بمقدار الإرث الذي خلفته ورائها، والذي ساهم في إنشاء عدة حضارات أخرى، فيما يلي بعض من هذه الحضارات:

الحضارة السومرية

تعتبر الحضارة السومرية من أقدم وأعظم الحضارات التي مرت على كوكب الأرض، قامت في عام 4100 قبل الميلاد، على أرض بلاد الرافدين؛ العراق حاليًا، ويجدر بالذكر أن الحضارة السومرية لم تكن دولة أو إمبراطورية، بل كانت مجموعة من المدن لمستقلة، مثل إريدو وأوروك وأور، يحكمها ملوك مختلفون، تشاركوا في عدة مجالات مثل الزراعة، وذلك بسبب موقع مدنهم الواقعة بالقرب من نهري دجلة والفرات، الأمر الذي مكنهم من دعم مدنهم وكافة سكانها بالغذاء عن طريق زراعة المحاصيل.^[١][٢]

اشتهرت الحضارة السومرية بالمعابد والقصور الشاهقة، فعُرفوا بأساليبهم المعمارية الضخمة في البناء، ويُنسب إليهم اختراع أول نظام كتابة معروف في التاريخ، وهو الكتابة المسمارية، حيث استخدموا الألواح الطينية لنقش الكتابات، التي شملت عدة أمور، مثل تتبع حركة الحبوب في المدن، وكتابة القصص والأساطير، وكتابة نصائح حول الزراعة والطبخ وغيرها، كما اشتهروا أيضًا بأساليب وتقنيات مميزة في الري، وتميزوا في الرياضيات، وفي صياغة القوانين، وعلم الفلك وعلم التنجيم، وكان لهم الفضل في صياغة مفاهيم الوقت التي نستخدمها في الوقت الحاضر، وهي تقسيم اليوم إلى ساعات ودقائق وثواني، وفي إنشاء أول مدارس أيضًا.^[١][٢]

الحضارة المصرية القديمة

بدأت الحضارة المصرية القديمة بتوحيد المدن المستقلة الموجودة في ذلك الوقت في جوانب نهر النيل عام 3100 قبل الميلاد، حيث أنشأ المصريون القدماء دولة سياسية يحكمها الفراعنة، لها حدود وقوانين وأنظمة ودين محدد، يعتبرها المؤرخون من أعظم الدول والحضارات على مر العصور، فقد قدمت العديد من الابتكارات والاختراعات في مختلف المجالات، فتميز الفراعنة القدماء بالطب، وُنسب إليهم اختراع الجراحة الطبية بفضل مهاراتهم في خياطة الجروح وتثبيت العظام المكسورة، أيضًا اشتهروا بمعرفتهم الكبيرة آنذاك بالتشريح والأدوية.^[٢][٣]

وتميز المصريون القدماء أيضًا بأساليبهم العظيمة في بناء المباني، مثل المعابد والمقابر، حيث تعتبر أهراماتهم من أعظم المباني في التاريخ، أيضًا قدموا عد اختراعات في مجالات أخرى، مثل اختراعهم الكتابة الهيروغليفية التي تضم الأحرف الأبجدية والمقطعية واللوجوغرافية التي نقشوها على الحجر، أيضًا اخترعوا ورق البردي، وهي مادة صلبة مصنوعة من النباتات.^[٢][٣]

الحضارة اليونانية القديمة

نشأت الحضارة اليونانية القديمة على السواحل الصخرية للبحر الأبيض المتوسط، عام 1200 قبل الميلاد، احتوت على عدة مدن وقبائل مختلفة، ولكنها لم تكن دولة قومية أو سياسية، وتعتبر من أهم وأعظم الحضارات، بسبب إسهاماتها العديدة في تطور الإنسانية في مجالات متعددة، كالفلسفة والدين والعمارة والفن والمسرع والعلوم والرياضيات، إذ خلّفت وراءها إرثًا عظيمًا تم استخدامه في بناء عدة حضارات من بعدها كالحضارة الرومانية والحضارة الإسلامية والحضارة الغربية الحديثة.^[٤][٥]

وقدم علماء اليونان القدماء مثل أرسطو وأفلاطون إرثًا عظيمًا في الفلسفة، يعتبر أساس ما تقوم عليه الفلسفة الحالية، أما في الرياضيات والعلوم، فتميز علماء مثل فيثاغورس وأرخميدس وإقليدس في مجالات الهندسة والبراهين الرياضية، واشتهروا أيضًا باكتشافاتهم في العلوم خاصة علوم الفلك، كما ذاع صيت اليونانين القدماء في ذلك الوقت باهتمامهم بالفن والمسرح، فكانوا أول من وضع قواعد المسرح الحديثة، وما زالت مسرحياتهم وقصائدهم تُدرس في الجامعات لحد الآن، بالإضافة إلى تميزهم بالنحت والعمارة.^[٤]

الحضارة الرومانية القديمة

تعتبر الحضارة الرومانية القديمة من أعظم الحضارات والإمبراطوريات في التاريخ، تشبه الحضارة المصرية القديمة، بكونها دولة سياسية لها حدود وإمبراطور وقوانين وسياسات واحد في جميع أرجائها، توسعت من قرى صغير على ضفاف نهر التيبر في شبه الجزيرة الإيطالية لتمتد على مساحات شاسعة من مناطق البحر الأبيض المتوسط ​​وما حولها.^[٢]

تأثرت الحضارة الرومانية القديمة بالحضارات التي سبقتها كالحضارة اليونانية القديمة والحضارة المصرية القديمة، في عدة مجالات كان من أبرزها الدين والعمارة والفن، وقدمت بدورها عدة إسهامات ساعدت في تطورها كأعظم الإمبراطوريات الغربية، كنظامهم الاقتصادي المزدهر، ونظام الأبجدية المستخدم اليوم، ومبانيهم العمرانية القوية التي لا يزال بعضها صامدًا للآن كالبانثيون والكولوسيوم وغيرها، أيضًا اشتهرت الإمبراطورية بقنوات المياه وأنظمة الصرف الصحي المتطورة.^[٢]

الحضارة الصينية القديمة

يُعزى قيام وازدهار الإمبراطورية الصينية القديمة إلى ظهور المستوطنات الزراعية القديمة عام 5000 قبل الميلاد، حيث تعتبر هذه المستوطنات حجر الأساس التي قامت عليه الحضارة، وتعاقبت فيها السلالات الحاكمة، وكان أبرز ما يميز نظام حكم هذه الحضارة، هو الدين، حيث آمن الصينيون القدماء بدين وتقاليد تحثهم على ضرورة المحافظة على الإمبراطورية وتقديم الولاء للحاكم وأسرته، وساعدت هذه الفلسفة في نشوء حضارة عظيمة امتدت لوقت طويل.^[٢]

وقدمت الحضارة الصينية القديمة عدة إسهامات واختراعات في عدة مجالات ما زالت تستخدم حتى الوقت الحاضر، مثل الورق بأنواع متعددة، والبوصلة، وعمليات طباعة القوالب، والطائرات الورقية، أيضًا لهم إسهامات طبية عديدة تتمثل في الوخز بالإبر وطب الأعشاب، بالإضافة إلى إرثهم العظيم في مجال البناء والعمارة، الذي كان من أبرزه سور الصين العظيم.^[٢]

حضارة المايا القديمة

نشأت حضارة المايا، وتطورت من قرى زراعية في جنوب شرق المكسيك وغواتيمالا وبليز وأجزاء من هندوراس والسلفادور، حيث كان سكانها مزارعين يزرعون الذرة والفاصوليا، ثم تطورت هذه القرى لتصبح مدنًا منذ حوالي 1000 عام قبل الميلاد، اشتهرت بإرثها العظيم في مجال الرياضيات والفلك، حيث قام شعب المايا ببناء مراصد كبيرة للسماء، وسجلوا حركات الكواكب الدقيقة في نظام كتابة متطور جمع بين الأحرف التصويرية واللفظية، أيضًا تنبأ علماؤهم في مواقع بعض الأجرام السماوية التي لم يروها.^[٢][٦]

واستخدم شعب المايا حركة كوكب الزهرة والمريخ والقمر في إنشاء نظامهم الشهير لضبط الوقت، وهو نظام معقد متشابك استخدم في مزامنة الأنشطة الزراعية والدينية مع بعض الظواهر الفلكية، يعتبر البعض من أعظم التقويمات التي أُنشأت حتى الآن.^[٢][٦]