بدأ الإسلام بنزول الوحي على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- آخر الأنبياء، وذلك في شبه الجزيرة العربية في القرن السابع للميلاد، وتدعو العقيدة الإسلامية الناس إلى الخضوع لله تعالى؛ فهو الإله الواحد لا شريك له خالق العالم، وقد أنزل الله القرآن الكريم على محمد صلى الله عليه وسلم، وبدأ بنشر الإسلام مع مجموعة صغيرة، وسرعان ما انتشر الدين في الشرق الأوسط، وإفريقيا، وأوروبا، وشبه القارة الهندية، وشبه جزيرة الملايو، والصين، وفي بداية القرن الحادي والعشرين كان تعداد المسلمين في العالم أكثر من 1.5 مليار مسلم.[١]


عوامل انتشار الحضارة الإسلامية

هناك العديد من العوامل التي أدت إلى انتشار الحضارة الإسلامية منها:[٢]

  • الإسلام دين الحق: يتميّز الإسلام بأنه منهج حياة وليس فيه تعقيد، فتعاليمه بسيطة ويخلو من الغموض.
  • الدافع الذاتي للتعرف على الإسلام: أبدى العديد من سكان إفريقيا وأوروبا دافعًا ذاتيًا لاعتناق الإسلام، حتى مع عدم وجود دعاة للإسلام في مناطقهم.
  • حملات تشويه الإسلام تعطي مفعولًا عكسيًا: عملت حملات تشويه الإسلام على زيادة انتشاره؛ إذ يشعر الناس بالفضول لمعرفة هذا الدين فيقرؤون القرآن والأحاديث وما هي إلا فترة قليلة ويسلمون، لذلك انتشر الإسلام في أوروبا وأمريكا بشكل كبير.
  • وجود الحقائق العلمية المذكورة في القرآن: دفع هذا السبب العديد من العلماء والناس إلى دخول الإسلام، إذ يحتوي القرآن على العديد مما يدل على مكونات الكون بالإضافة للإعجاز العلمي.
  • جهود الدعاة والأئمة: قام العديد من الدعاة بحمل رسالة الإسلام على أكتافهم، وجابوا العالم لينشروا هذا الدين.
  • طبيعة الدعوة الإسلامية: تميزت دعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- للإسلام في العهد المكي بالحكمة والموعظة الحسنة، الأمر الذي جعل العديد من أشراف مكة يدخلون في الإسلام، وهذا ما استمرت عليه.[٣]


الأسس التي قامت عليها الحضارة الإسلامية

قامت الحضارة الإسلامية على عدد من المقومات والأسس نذكر منها:[٤]

  • الإيمان بالله والتصور الاعتقادي: يُعتبر الإيمان بالله وتوحيده ركيزة أساسية في بناء الحضارة وازدهارها، فقد بدأت الدعوة لتوحيد الله مع نزول الوحي على سيدنا محمد وتكليفه بها، أما التصور الاعتقادي فهو الرؤية أو التصور الصحيح عن الله، والكون، والإنسان، والحياة؛ إذ لا بد أن يتبع المسلم تفسيرًا شاملًا للوجود كي يتعامل معه.
  • العلم: يُعتبر العلم أبجدية الحضارة؛ إذ كانت أول كلمة نزلت على محمد -صلى الله عليه وسلّم- هي اقرأ، وبذلك بنيت الحضارة على أسس متينة، وحقق العلم أهدافه بتعميق الصلة بالله من جهة، وربط ذلك بالتصور الاعتقادي الصحيح من جهةٍ أخرى.
  • العمل الصالح: يرتبط العمل في الإسلام بالمبادئ الأخلاقية وبذلك يكون العمل اكتسب صفة الصلاح، وترجمة الأوامر القرآنية والنبوية إلى أعمال صالحة تساعد المسلمين على بناء حضارتهم في الدنيا، ناهيك عن الأجر العظيم الذي ينتظرهم في حياتهم الآخرة.
  • العدل: أمر الله تعالى في كتابه بالعدل، ويُعتبر العدل سبباً من أسباب بقاء الحضارة ودوامها واستقرارها، وهو مسيرة الأنبياء ونهج رسالتهم، إذ إن العدل هو الضمانة الوحيدة للبشرية من الاضطرابات والأهواء.
  • الأخلاق: وهي ركيزة أساسية من ركائز الحضارة، ويحتوي القرآن الكريم، والسنة النبوية على العديد من الصفات الأخلاقية، وتستوعب الأخلاق جميع مناحي الحياة، والنشاطات، والسلوكات الإنسانية.
  • الشمولية: تستلهم الشمولية تصوراتها من الله وليس من نقص التصورات البشرية وقصور نظرتهم، لذلك نجد الحضارة الإسلامية قد غطت جميع مناحي الحياة البشرية المادية والمعنوية.
  • الخطاب الإنساني العام: كان الخطاب العام للحضارة الإسلامية للبشرية جمعاء أساسها الإنسان، ولذلك قام ببناء الحضارة العرب والأعاجم، والبـيض والسود، والأغنياء والفقراء، والسادة والعبيد، والرجال والنساء، والشباب والكهـول.
  • الأمن والنظام السياسي المستقر: يُعتبر النظام السياسي ركنًا أساسيًا من أركان الحضارة الإسلامية؛ فهي تعكس إيجابية الحضارة، وتكون سببًا في استقرارها.


أهم مميزات الحضارة الإسلامية

هناك العديد من مميزات الحضارة الإسلامية منها:[٥][٦]

  • التنوّع: تتسع الحضارة الإسلامية باتساع الإنسانية وأفكارها وليس فقط مجرد دين، فهي تحتوي بالإضافة لذلك على العديد من علوم اللغة، والأدب، والفنون، والفلسفة، وغيرها.
  • الوسطيّة: وهي من الميزات المهمّة؛ إذ إن الدين يوازن بين العقل والوحي، والفردية والجماعية، وبين النص والاجتهاد.
  • التكامل: تتكامل كافة الجوانب في الحضارة الإسلامية، حيث تقوم الجوانب الثقافية بخدمة الجوانب الفكرية والعلمية، بينما تخدم الإرشادات الدينية والتربوية جوانب الأخلاق والسلوك.
  • حضارة صالحة لكل مكان وزمان: تستمد الحضارة الإسلامية صلاحيتها في كل زمان ومكان من الأسس العقائدية والتشريعية والأخلاقية، لذلك فهي قابلة للتطبيق في جميع البيئات الإنسانية وفي كل زمان.
  • حضارة متطورة: تستوعب الحضارة الإسلامية جميع المتغيرات في الحياة البشرية الفردية، والاجتماعية ولا تقف بجمود أمامها، لذلك فإن الأسس الثابتة في الحضارة الإسلامية هما الكتاب والسنة، واجتهد العلماء في كثير من المسائل المتغيرة.
  • حضارة الأمانة: تتميز الحضارة الإسلامية عن غيرها من الحضارات بأمانتها؛ إذ قام العلماء المسلمون بترجمة ونقل العلوم من اليونان والهند والفرس، ولم ينسبوا ذلك لهم بل إلى المصدر.

المراجع

  1. Annemarie Schimmel, "Islam", britannica, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  2. خباب بن مروان الحمد، مبشرات في زمن الوهن، صفحة 18-36. بتصرّف.
  3. ياسين مجبل، أحمد شهاب (1/1/2017)، "كشف الزيف لدعوى انتشار الإسلام بالسيف"، بوابة البحث، اطّلع عليه بتاريخ 11/6/2021. بتصرّف.
  4. عمار توفيق بدوي، مقومات الحضارة وعوامل أفولها من منظور القرآن الكريم، صفحة 22-86.
  5. علي بن نايف الشحود، الحضارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل، صفحة 538-539. بتصرّف.
  6. جواد عفراوي، الحضارة الإسلامية، صفحة 8-12. بتصرّف.