كانت قونية عاصمة للإمبراطورية السلجوقية، وهي إحدى أهم مدن تركيا، حيث كانت تعد أهم مركز ثقافي في تلك الفترة، وتجدر الإشارة إلى أن مدينة قونية هي مدينة صوفية، وهي مركز تاريخي مهم شهد حضارات مختلفة منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا، ضُمّت قونيا إلى حدود الإمبراطورية العثمانية عام 1465م، مما جعل المدينة واحدة من أكثر المدن تطورًا في تركيا الحديثة،[١] وتقع مدينة قونيا وسط الأناضول، حيث يحدها من الشرق نيده، ومن الجنوب مدينتا مارسين وأنطاليا، أما من الغرب فتقع مدينة إسبرطة وأفيون، ومن الشمال تقع مدينتا أنقرة وإسكي شهير.[٢]


قونية عاصمة الدولة السلجوقية

من أهم المعلومات عن عاصمة الدولة السلجوقية:[٣]

  • تتميز قونية بموقعها الجغرافي كنقطة عبور بين الشرق والغرب، إضافة إلى توافر العناصر والمميزات التي جعلتها عاصمة لدولة السلاجقة.
  • لعبت قونية دورًا هامًا في التاريخ، ليس فقط تاريخ سلاجقة الروم، بل أيضًا في تاريخ العثمانيين، وذلك لأنّ قونية كانت مسرح الأحداث لكل من السلاجقة والعثمانيين.
  • تجدر الإشارة إلى أن قونية أصبحت مدينة إسلامية عندما فتحها سليمان بن قتلمش عام 1075م.
  • اهتم السلاجقة بقونية حتى أصبحت أهم وأجمل المدن، فحرصوا على تحصينها وحمايتها، فأقاموا أجمل آثارهم فيها.


آثار مدينة قونية عاصمة الدولة السلجوقية

كانت قونية عاصمة السلاجقة خلال القرنين الثاني والثالث عشر، وكان السلاجقة سلالة تركية ظهرت من الأراضي الواقعة بين بحر آرال وبحر قزوين، حيث أقاموا أولًا في بلاد فارس، ثم توسعوا شرقًا وغربًا، فقد وصلت سيطرتهم إلى كامل الأناضول وشرق شبه الجزيرة العربية، وكان تعد قونية أطول عاصمة للدولة السلجوقية،[٤] ومن أهم المعالم السياحية في قونية:[٥]

  • متحف مولانا: وهو رمز قونية الذي يضم قبر الزعيم الديني والفيلسوف والشاعر في القرن الثالث عشر مولانا جلال الدين الرومي، وهو مؤسس طائفة الدراويش الملتفة من الصوفية، ويقع المتحف داخل حدائق الورود، والتي يمكن الوصول من خلالها إلى بوابة الدراويش، كما يوجد فيه ضريح مولانا، حيث تحيط به مقابر للعائلة المقربة والتابعين له.
  • متحف البلاط: تأسس عام 1251 من قبل الأمير السلجوقي جلال الدين كاراتاي، تم تجديد المبنى مؤخرًا، وهو الآن متحف مدهش يعرض أعمال بلاط المينا السلجوقي، يتميز المتحف بجمال مطلق يجعله أحد أهم الأشياء التي يجب زيارتها في قونية، حيث تتغطى جدرانه الداخلية بالبلاط السلجوقي، كما يوجد به معروضات زخرفية للاكتشافات المحفورة من المواقع الأثرية القريبة، ويوجد قبر جلال الدين كاراتاي في الغرفة اليسرى للمتحف.
  • متحف النحت الخشبي والحجري: كان هذا المتحف عبارة عن مدرسة تأسست عام 1260م للوزير السلجوقي صاحب آتا، ثم أصبح المبنى متحفًا يضم مجموعة كبيرة من المنحوتات الخشبية والحجرية، والتي تعود إلى العصر السلجوقي، حيث تتضمن تلك المنحوتات نقوشًا حيوانية.
  • مسجد السليمية: يقع مسجد السليمية في الساحة أمام متحف مولانا، وهو مسجد ضخم له قبة، وقد بُني بتكليفٍ من السلطان سليم الثاني، حيث تم إنشاؤه بين عامي 1566م و1574م، ويمثل هذا المسجد ذروة عمارة المساجد العثمانية، ويوجد عبر الطريق الرئيسي من الساحة سلسلة من المقاهي والمطاعم المفتوحة، والتي تعتبر مكانًا رائعًا للاستمتاع منظر المآذن والقِباب.
  • مسجد العزيزية: يعتبر مسجد العزيزية مكانًا رائعًا لعشاق الهندسة المعمارية، ويقع داخل حي البازار الصاخب في قونية، حيث أُنشئ لأول مرة عام 1676م من قِبل مستشار البلاط العثماني مصطفى باشا، كما أُعيد بناؤه مرةً أخرى عام 1867م بعد اندلاع الحريق فيه، وبسبب ذلك الترميم الذي حدث الذي يعود إلى القرن التاسع عشر الميلادي، فإن هندسة المسجد مستوحاة بشكلٍ كبير من الباروك، وهو النمط الأكثر عصرية في ذلك الوقت، حيث يحتوي على مآذن على طراز الروكوكو، وتصميم داخلي زاهي اللون، كما يحتوي على مكان صلاة، مما يجعل هذا النمط الزخرفي الأوروبي مثيرًا للاهتمام مع تصميم المساجد التقليدي.


العمارة السلجوقية في قونية

تتميز العمارة السلجوقية بأناقتها في التصميم، ورقة الزخرفة فيها، وبدقة إتقانها، حيث لا يزال عدد كبير من المباني السلجوقية قائمًا في تركيا اليوم، إذ يعد من أكثر المعالم الأثرية تميزًا على الإطلاق في الأراضي الإسلامية، حيث تميزت العمارة السلجوقية بالكثر من المميزات المثيرة للدهشة نذكر منها:[٦]

  • الترتيب والجودة العالية.
  • العمارة في الدولة السلجوقية ذات بُنية قويّة.
  • تحتوي على زخرفة حجرية منحوتة، وهي جزء لا يتجزأ من مخطط البناء.
  • تميزت العمارة السلجوقية بالفترة الكلاسيكية بأسلوبٍ متطور بالكامل، حيث استمرت تلك الفترة ما بين 1215 حتى عام 1250 ميلادياً، حيث ضمت تلك الفترة أبرز المباني في تلك الفترة، حيث تمت زيادة مساحة الأسطح المزخرفة في المبنى، كما أصبح نحت الزخرفة مُتقنًا ومُتطورًا للغاية، بالإضافة إلى أنه تم تخصيص مكان كبير للزخارف الأرابيسك، والزهرية، والحيوانية.
  • أكثر ما تميزت به العمارة السلجوقة هو البوابة الأثرية المبنية من الحجر، والمزخرفة بزخارف متنوعة على نطاقٍ واسعٍ من التقنيات، حيث امتدت هذه البوابات مستطيلة الشكل إلى الخارج من الواجهة، وهي منحوتة بزخارف خطية وهندسية، ولها غطاء مدبب مجوّف، إذ كانوا يبنون البوابات من أفضل المواد التي يبنون بها الأجزاء الأخرى من المبنى، وكانوا يُكثرون من زخرفتها أيضًا.


قونية في الوقت الحاضر

تعتبر قونية المركز التجاري للمنطقة الزراعية وتربية المواشي، ومن أهم الصناعات الموجودة فيها: السجاد، والقطن، والإسمنت، الحرير، والمنتجات الجلدية، وكانت قونية تتمتع بأهمية أثناء حكم الرومان، وتستقطب قونية في الوقت الحاضر الكثير من السياح، فهي تحوي بساتين، وحدائق، وآثار، وسهول، كما تمتلك المنطقة المحيطة بقونية والتي تقع عند قاعدة جبال طوروس، الكثير من الواحات وأنظمة الري، وتعد أكبر منطقة لإنتاج الحبوب في تركيا، ومن أهم المحاصيل الرئيسية القمح، والقطن.[٧][٨]

المراجع

  1. "Konya (Turkey) gastronomy culture extending to Seljuk Empire", sciencedirect, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  2. جمال صفوت سيد حسن ، العمائر الدينية في غرب الأناضول إبان عهد الإمارات، صفحة 8. بتصرّف.
  3. نورة عبد الله باذياب، قونية عاصمة سلطنة سلاجقة الروم، صفحة 6. بتصرّف.
  4. "Konya-A capital of Seljuk Civilization", worldheritagesite, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  5. "tourist-attractions", planetware, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  6. "architectureseljuks", turkishhan, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  7. "Konya", britannica, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  8. "konya", encyclopedia, Retrieved 22/8/2021. Edited.