سيطرت الدولة الرومانية على مصر من خلال قوتها العسكرية في الفترة ما بين سنة 31 قبل الميلاد و395 ميلادياً، حيث أقامت ثكنات عسكرية في جميع أنحاء البلاد لحماية شرق الإسكندرية وحامية بابليون وحامية أسوان، وتم تنصيب حاكم لمصر يبعثه الإمبراطور نيابة عنه لإدارة شؤون البلاد المالية والسياسية والاجتماعية، كما تم حرمان المصريين خلال فترة حكم الدولة الرومانية من الاشتراك في إدارة بلدهم بشكل مستقل عن الرومان بالإضافة إلى منعهم من الانضمام إلى الجيش.[١]


ماذا كانت عاصمة مصر أثناء الحكم الروماني؟

كانت عاصمة مصر أثناء حكم الإمبراطورية الرومانية هي الإسكندرية والتي كانت تعتبر "روما ثانية" بالنسبة لأباطرة روما، حيث أصبحت الأراضي المصرية الغنية ملكاً لروما بعد وفاة كليوباترا السابعة عام 30 قبل الميلاد، مما أدى إلى نهاية السلالة البلطمية في مصر، التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد، ويرجع السبب في اختيار الإسكندرية كعاصمة لمصر آنذاك إلى أنها تحتوي على ميناء بحري ومركز صناعي رئيسيين، بالإضافة إلى أن المدينة تقع بالقرب من الطرف الغربي من دلتا نهر النيل على البحر الأبيض المتوسط.[٢][٣]


أهمية مدينة الإسكندرية في العصر الروماني

كانت الإسكندرية واحدة من المدن المهمة في العالم القديم، وذلك باعتبارها أكبر مدينة في مصر لأكثر من ألفي عام ومركزاً تجارياً مهماً بين أوروبا وآسيا يصل بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، كما أنها كانت مركزاً ثقافياً رائداً في العالم وموطناً لأشخاص من ديانات ومعتقدات مختلفة، وكان يتوافد عليها العلماء اليونانيون والأباطرة الرومان وعلماء الرياضيات والفلاسفة والعلماء والشعراء وغيرهم من المفكرين، بالإضافة إلى شهرة مكتبتها الواسعة والتي قيل أنها كانت تحتوي في القرن الثالث قبل الميلاد على 500000 مجلد، واستخدم الإمبراطور أغسطس سياسة حكيمة عندما قام بغزو الإسكندرية حيث أعلن عفواً عاماً عن مواطني المدينة.[٤][٥]


من أسس مدينة الإسكندرية؟

أسس الإسكندر الأكبر مدينة الإسكندرية عام 332 قبل الميلاد بعد بدء حملته الفارسية، حيث كان من المقرر أن تكون عاصمة سيطرته المصرية الجديدة وقاعدة بحرية تسيطر على البحر الأبيض المتوسط، كما تم تحديد واختيار الموقع الذي يضمن بناء مستوطنة راكوتيس القديمة التي يعود تاريخها إلى 1500 قبل الميلاد من خلال وفرة المياه من بحيرة ماريو وتغذيتها من نهر كانوبي ووجود مرسى جيد توفره جزيرة فاروس، حيث لعبت الإسكندرية دوراً هاماً في إنشاء روما الإمبراطورية، وأكمل نائب الملك كليومينيس إنشاء المدينة.[٦]


سقوط مدينة الإسكندرية

في عام 640 بعد الميلاد حاصر الجيش الإسلامي قلعة بابل الرومانية التي لا تزال أطلالها قائمة في القاهرة، وبعد احتلال القلعة سار عمرو بن العاص إلى الإسكندرية عام 641 ميلادياً وأجبر المدينة في النهاية على الاستسلام بعد حصار طويل مما أدى إلى سقوط مدينة الإسكندرية في أيدي الفاتحين المسلمين، ويُعد عمرو بن العاص من أهم الشخصيات التاريخية في مصر لأنه أدخل الإسلام إلى البلاد، كما أسس مدينة جديدة شمال قلعة بابل تسمى الفسطاط، كما يعد مسجد عمرو بن العاص واحداً من معالم المدينة وأقدم المساجد في مصر وقارة أفريقيا.[٧]

المراجع

  1. "تاريخ مصر تحت حكم الرومان"، مقهى الكتب، اطّلع عليه بتاريخ 4/8/2021. بتصرّف.
  2. "Roman Egypt", World History, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  3. "Alexandria", britannica, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  4. era.html "Alexandria at the Roman Era ", alexandria, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  5. Moya K. Mason, "Alexandria and the Hellenistic World", MKM Research, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  6. "History of Alexandria", britannica, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  7. "Amr Ibn Al-Aas", memphis tours, Retrieved 4/8/2021. Edited.