سيطر العباسيون على الدولة الإسلامية بعد قضائهم على الأمويين عام 132 هـ، واستمر حكمهم 5 قرون حتى عام 656 هـ، وأثناء هذه الفترة ازدهرت الدولة، وأصبحت مدنها الكبيرة مثل بغداد والقاهرة ومكة من أهم مراكز الدين والعلوم، فجذبت إليها العلماء من جميع البلاد مثل اليونان وروما والهند، وتُرجمت فيها عدد من الكتب القيمة، وساهم العلماء المسلمون في تلك الفترة في تقديم عدة اختراعات واكتشافات، أيضًا ساهم موقع الدولة الواقع على مفترق طرق التجارة بين أوروبا وآسيا وشمال إفريقيا في ازدهار نشاطات التجارة، الأمر الذي جعل المؤرخين إطلاق لقب العصر الذهبي للإسلام على تلك الفترة.[١]


آخر خلفاء الدولة العباسية: المستعصم بالله

هو أبو أحمد عبد الله بن المستعصم بالله بن الظاهر بأمر الله بن الناصر، ولد عام 609 هـ / 1213 م، في فترة خلافة جده الناصر لدين الله أبي العباس، واستلم الخلافة بعد وفاة أبيه المستنصر بالله، وعمره 30 عامًا، عام 640هـ/ 1242م، وهو الخليفة العباسي الثامن والعشرون، وآخر خلفاء الدولة العباسية في بغداد، عُرف عنه ضعفه، وسوء إدارته وقلة خبرته في شؤون الدولة، أيضًا كان المستعصم بالله محاطًا بوزراء وحاشية ضعيفة، ومتآمرة.[٢][٣]


من أنهى الخلافة العباسية في بغداد؟

انتهت الخلافة العباسية باجتياح المغول أو التتار لبغداد، ففي عام 656 هـ حاصر المغول بغداد بقياة هولاكو حفيد جنكيز خان، وطالبوا بتسليم المدينة، فسلمهم إياها الخلفية ووزراؤه دون مقاومة، بسبب الضعف والخوف الذي كان يسكن نفس الخليفة، أيضًا زادت خيانة وزيره مؤيد الدين بن العلقمي الطين بلة، حين تآمر مع المغول ضده طمعًا بالحكم، فاجتاح المغول بغداد، وأفسدوا بها، حيث قتلوا أكثر من 200,000 من سكانها، ونهبوها وأحرقوها، وقتلوا الخليفة، معلنين بذلك سيطرتهم على بغداد، وانتهاء حقبة حكم العباسيين للدولة الإسلامية بعد خمسة قرون عام 656 هـ.[٤][٣]


كيف ساهم الخليفة المستعصم بالله في سقوط بغداد؟

كان للعباسيين عدة أخطاء في شؤون إدارة الدولة أدت بعد فترة من الزمن إلى ضعفها وتصدعها وسقوطها، أهمها عدم اعتمادهم على العرب في إدارة شؤون الدولة، فاعتمدوا أولًا على الفرس، فاشركوهم في أمور الجيش والحكم، ثم أشركوا العنصر التركي، فالبويهيين، فالسلاجقة، وبذلك لم يبقَ لهم سلطة فعلية على الدولة، بل إن مجموعة من آخر خلفائهم كانوا مجرد صورة للخلافة، وليسوا خلافاء حقيقيين.[٣]


أما الخليفة المستعصم بالله، فلم يكن صاحب شأن وقوة وحزمًا في إدارة الدولة، فعُرف عنه ضعفه وقلة خبرته وحيلته في الإدارة، مما جعل من حوله يطمعون بالحكم مثل وزيره الرئيسي مؤيد الدين بن العلقمي الذي تعاون مع هولاكو قائد جيش المغول، وساعده في اجتياح بغداد على أن يعطيه الخلافة بعد قتل الخليفة المستعصم بالله، ولكن هولاكو أخلف وعده ودمر بغداد وقتل الخليفة وابن العلقمي.[٣]


المراجع

  1. Golden Age.pdf "What led to the Abbasid Golden Age?", frontiercsd, Retrieved 7/11/2022. Edited.
  2. "al-Mustaʿṣim", britannica, Retrieved 7/11/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث خطابي زينب، أ د كمال بن مارس ، الخليفة المستعصم باالله و سقوط بغداد، صفحة 7-15. بتصرّف.
  4. "Baghdad Sacked by the Mongols", historytoday, Retrieved 26/10/2022. Edited.