أبو جعفر المنصور: نشأته
أبو جعفر المنصور، هو المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، وكنيته؛ أبو جعفر، ثاني الخلفاء العباسيون، ولد في الحميمة، الأردن عام 95 هـ، وهو الأخ الأكبر لأول الخلفاء العباسيين؛ أبي العباس، يكبره بـ 10 أعوام، استلم الخلافة العباسية من بعده، وكان يوصف بالحزم والذكاء والدهاء والجبروت، يحب جمع المال، ويكره اللهو واللعب، متدينًا كثير الخير، مهتمًا بالعلم والفقه، ويعتبر الخلفة الباني لمدينة بغداد.[١]
أبو جعفر المنصور: الخلافة
تولى أبو جعفر المنصور الخلافة العباسية في ذي الحجة 136هـ، واستمر حتى ذي الحجة 158هـ، وأول ما عمد إلى فعله التخلص من المخاطر التي تهدد خلافته، وهي ثلاثة مخاطر، أولها عمه عبد الله بن علي الذي رفض خلافة المنصور، واستأثرها لنفسه، فبعث له المنصور جيشًا يحاربه بقياد أبي مسلم الخرساني، حيث هزمه، وفر عبدالله بن علي إلى أخيه بالبصرة، وبعث له المنصور بالأمان، ولكنه بعد قدومه إليه حبسه حتى مات.[٢][٣]
أما الخطر الثاني، فكان اتساع نفوذ أبي مسلم الخراساني، حيث كان أحد أعمدة الدولة العباسية، فخاف المنصور منه ومن مشاركته الخلافة، فبعث له بالأمان، وقتله، أما الخطر الثالث فكان محمد بن عبد الله بن حسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وهو من أبناء عمومته اللذين رفضوا خلافة المنصور، فهرب محمد بن عبد الله، واعتقل المنصور أباه وبني الحسن كلهم وصادر أمواله، ونكل بهم حتى ظهر محمد بن عبد الله وقتله.[٣][٢]
بناء بغداد
اتخذ المنصور بغداد عاصمة العصر العباسي، فبناها وأتم بناءها عام 146هـ، وقال إنه قد أنفق عليها 18 ألف دينار، فأصبحت سيدة البلاد، مهد الحضارة العباسية، حيث جلب المنصور إليها العلماء من كل البلاد، واهتم بعمارتها وعلومها وثقافتها، وفي عام 151هـ أمر أبو جعفر في بناء الرصافة لابنه المهدي، وهي في الجانب الشرقي من بغداد، وبنى فيها سورًا وخندقًا، وجدَّد فيها البيعة لنفسه، ثم لولده المهدي من بعده ثم لعيسى بن موسى من بعدهما.[٢][٣]
الفتوحات
لم يقم أبو جعفر المنصور بكثير من الفتوحات في عصره، بسبب انشغاله بالصراعات الداخلية، ولما انتهت الصراعات الداخلية، استعاد المسلمون سيطرتهم على المناطق المفقودة جهة الروم، إذ هجم الروم على بعض ثغور المسلمين لانشغالهم بالصراعات الداخلية، ودخل ملكهم قسطنطين ملاطية وهدم سورها وتقدم في بلاد المسلمين، أيضًا بعث أبو جعفر ابنه المهدي لغزو طبرستان سنة 141هـ.[٢][٣]
أبو جعفر المنصور: وفاته
توفي أبو جعفر المنصور عام 158 هـ في طريقه إلى الحج، ولكن لم يذع خبر وفاته مباشرة إلى أن أخذ البيعة ابنه محمد المهدي، ثم دفن في مكة، ويقال إن آخر ما نطق به أبو جعفر المنصور أن قال: "اللهم بارك لي في لقائك".[٢]
المراجع
- ↑ "خلفاء العصر العباسي"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 21/8/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج "خلافة أبي جعفر المنصور"، قصة إسلام، اطّلع عليه بتاريخ 21/8/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث، أطلس تاريخ الدولة العباسية، صفحة 44 - 61. بتصرّف.