احتل عبد الملك قرطاج، وهزم البيزنطيون، وهو أول من جعل اللغة العربية اللغة الرسمية للدول الإسلامية، ووحّد الأنظمة المالية والبريدية في جميع أنحاء الدولة الإسلامية، وهو الخليفة الخامس للدولة الأموية عبد الملك بن مروان، الذي ولد في المدينة المنورة في عام 646 م، ونشأ بها، وبدأت مسيرته في الحُكم لأول مرة عندما أصبح خليفة لدمشق في عام 684 م، وقد برز واستطاع النجاح، على الرغم من صعوبة الأوضاع التي كانت تمر بها البلاد، ومن ثم تمكّن من استعادة الحكم الأموي على الدولة الإسلامية من يد الفارسيين والبيزنطيين، ووسّع الدولة الإسلامية، كما بدأ في بناء قبة الصخرة في القدس، ولم يتوقف يومًا عن السعي نحو نجاح الدولة الأموية حتى وفاته في عام 705 م.[١]


وصية عبد الملك بن مروان لأولاده

كانت أولى كلمات عبد الملك بن مروان لأولاده في وصيته هي "الحمد لله الذي لا يسأل أحدًا من خلقه صغيرًا أو كبيرًا"، وتبعها في الآتي:[٢][٣]

  • وصّى ابنه الوليد أن يكون حازمًا وشجاعًا، وأن لا يترك مشاعره أو عواطفه تتغلب عليه، وأن يتقّي الله في حكمه، وأن يحفظ وصية والده.
  • دعا أبناءه للتعاضُد معًا، وأن لا يتفرقوا أبدًا؛ حتى لا يُذلوا ولا يهلكوا.
  • أن لا يسمحوا لأحد في التدخّل ما بينهم، أو محاولة تفرقتهم.
  • تقديم المعروف للآخرين.
  • أن يعطف الكبير على الصغير، وأن يقدّم الصغير الاحترام للكبير.
  • الابتعاد عن رأي ومشورة مسلمة، وتجنّب الأخذ برأيه أو بمشورته.
  • إكرام الحجّاج لما له من فضائل عليهم وعلى بلادهم.
  • خوض الحروب بكل ما أوتوا من قوّة، وعدم تجنّبها أو الفرار منها.
  • السعي في طلب العلم والأدب.[٤]


وصية عبد الملك بن مروان لبني أمية

وصى عبد الملك بن مروان بني أمية فقال: "يا بني أمية: ابذلوا نداكم، وكفّوا أذاكم، واعفوا إذا قدرتم، ولا تبخلوا إذا سُئلتم، فإنّ خير المال ما أفاد حمدًا، أو نفى ذمًّا، ولا يقولّن أحدكم: ابدأ بمن تعول، فإنّما الناس عيال الله، قد تكفّل الله بأرزاقهم، فمن وسّع أخلف الله عليه، ومن ضيّق ضيّق الله عليه"، هذه الوصية التي قالها عبد الملك بن مروان لبني أمية قبل وفاته، حيث:[٤]

  • دعاهم للمُحافظة على القيم، والعادات العربية كالكرم.
  • أن يكفوا أذاهم عن الآخرين، وأن لا يضروا أحدًا.
  • العفو عمن يُخطئ بحقهم، أو يضرّهم إذا ما استطاعوا.
  • التمتّع بالكرم، وأن لا يردوا مُحتاجًا خائبًا، وأن لا يلوموه على حاله أو يؤنبونه.


وصية عبد الملك بن مروان لمعلم أولاده

اهتم عبد الملك بن مروان اهتمامًا كبيرًا في أولاده، وحرص على تربيتهم على تعاليم الدين الإسلامي، وعلى الأخلاق الحسنة والأدب، ويظهر ذلك بشكل جلّي في وصيته لمعلم أولاده، ومن أبرز ما ورد فيها:[٥]

  • تعليمهم القرآن الكريم، وكل ما ورد به، والحرص على أن يحفظوه، وأن يفرقوا ما بين الحلال والحرام.
  • الحرص على تعليمهم وتأديبهم بحزم وجدّية؛ حيث أمنّه عليهم.
  • غرس القيم والأخلاق الحسنة، والآداب، وصلة الرحم، في نفوسهم.
  • تعليمهم فن الشِعر وروايته، مع الحرص على تعلّمهم الأحاديث النبوية الشريفة، والسنة النبوية.
  • أن يُبعدهم عن الاختلاط مع النساء، وعن مرافقة الأفاكين، والمُخادعين، والجاهلين.
  • التروّي بهم، وإتمام تعليمهم في الموضوع الواحد حتى يتقنوه قبل أن ينتقل لآخر.
  • تعليمهم الصدق، والثقافة، وآداب المائدة، والغذاء.[٤]

المراجع

  1. "Abd al-Malik", your dictionary, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  2. علي محمد الصلابي، خلافة عبدالملك بن مروان ودوره في الفتوحات الإسلامية، صفحة 245-247. بتصرّف.
  3. محمد ضياء الدين الريس، عبدالملك بن مروان والدولة الأموية، صفحة 252-253. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت خليل إبراهيم جفال، الخليفة عبدالملك بن مروان الناقد الأديب، صفحة 263-265. بتصرّف.
  5. ضياء الدين الريس، عبد الملك بن مروان: موحد الدولة العربية، صفحة 319. بتصرّف.