آثار الحضارة الفينيقية: ألقِ نظرة عليها

نشأت الحضارة الفينيقية (Phoenicia) في بلاد الشام في الألفية الثانية قبل الميلاد، وامتدت على غالبية الجزء الغربي الساحلي من منطقة الهلال الخصيب، وقد أقام الفينيقيون مدنًا ساحلية في جبيل وصيدا وصور، وجاب التجار والمستكشفون من هذه المدن مناطق البحر الأبيض المتوسط لجلب الموارد التي تفتقر إليها منطقتهم مثل النحاس والقصدير، في العام 539 ق.م غزا كورش الكبير فينيقيا، وقسمها الفرس إلى أربع ممالك، مما أدى لتراجع نفوذ الفينيقيين، ويُعتقد أنّ الكثير منهم هاجروا إلى قرطاج ومناطق أخرى بعد الغزو الفارسي.^[١][٢]

آثار الحضارة الفينيقية

نذكر من أهم الآثار المكتشفة التي تعود للفينيقيين:

المعابد

يُذكر عنها:^[٣]

• معبد أشمون (Temple of Eshmun)؛ أحد المعابد الفينيقية، وكان مخصصًا لعبادة أشمون إله الشفاء عند الفينيقيين.
• يقع المعبد اليوم بالقرب من نهر الأولي‎، على بعد 2 كيلومتر شمال شرق صيدا في جنوب غرب لبنان، ويتكون بناء المعبد من فناء مستوٍ واسع يحيط به جدار من الحجر الجيري.
• اكتشف عالم الآثار الفرنسي ماوريس دوناند معبد أشمون في العام 1963 م.

التوابيت الحجرية

يُذكر عنها:^[٤]

• اكتشف تابوت حجري يعود لأحد الملوك الفينيقيين في العام 1923 م في ميناء مدينة جبيل في لبنان، وهو معروض في متحف بيروت الوطني، وتوجد نسخة منه في المتاحف الملكية للفن والتاريخ في بروكسل.
• يتكون التابوت الحجري من قطعتين حجريتين كبيرتين، وتزينه رؤوس أسود توجد على زوايا الجزء السفلي وعلى الغطاء، ويوجد على جوانبهِ صور نساء ينتحبن باكيات، ويمكن أيضًا رؤية مشهدٍ للمتوفى على التابوت، وهذا المتوفى هو ملك مدينة جبيل.

معاصر العنب

يُذكر عنها:^[٥]

• اكتشف علماء الآثار بقايا معصرة عنب فينيقية عمرها 2700 عام في موقع تل البراق، على بعد 9 كيلومترات جنوب مدينة صيدا في لبنان.
• تتكون المعصرة المكتشفة من حوض مستطيل الشكل وجدار حجري، واستخدم الفينيقيون في بنائها الجص المخلوط مع الكلس وقطعاً محطمة من الخزف، وكان الجص المستخدم شديد التحمل ومقاومًا للماء.

الفنون والعمارة في الحضارة الفينيقية

من أهم مميزاتها:^[٦][٧]

• تتميز العمارة الفينيقية بالمعابد الكبيرة ذات الواجهات مزدوجة الأعمدة، إضافة للأدراج القصيرة والزوايا المقدسة المغلقة التي تضم أضرحةً بواجهات مفتوحة.^[٨]
• لم تشهد الثقافة الفينيقية تطورات معمارية ضخمة مثل المصريين القدامى، وكانت مبانيهم في الجزء الساحلي مهيئة للظروف المناخية الصعبة، واعتمدوا تقسيم منازلهم ومبانيهم إلى غرفٍ منفصلة، ولم تكن لديهم شوارع واسعة مثل الإغريق.
• تأثر الفن الفينيقي بثقافات الحضارات الأخرى، بما في ذلك مصر وسوريا واليونان، ويعود السبب في ذلك لكون فينيقيا أحد المراكز التجارية الرئيسية في العالم القديم، وكان من مظاهر هذا التأثير تمثيل الآلهة الفينيقية وهي مرتدية الأزياء المصرية والسورية القديمة، وكانت تُحاط برموزٍ أجنبية اعتمدها الفنانون الفينيقيون للتعبير عن المعتقدات المحلية لحضارتهم.
• اشتهر الفينيقيون في صناعة المعادن والنحت، وتم نسخ أعمالهم على العاج والنقوش المعدنية في العديد من المناطق المجاورة لحضارتهم، خاصة في فلسطين واليونان وإتروريا، واستقر الحرفيون الفينيقيون في مصر واليونان، واستوردوا الأفكار من الصناعات السورية إلى جانب أعمالهم الخاصة، مما أدى لتنوع أساليبهم الفنية.
• لم تكن المنحوتات الفينيقية ضخمة وذات أبعاد كبيرة؛ بل كانت صغيرة ومتنوعة المواضيع، مثل تصويرها للنساء والملوك والآلهة وأبو الهول، وقد ركز فن النحت الفينيقي على التوابيت الحجرية والشواهد الجنائزية، وامتازت نقوشهم بجودتها الممتازة وتأثرها الواضح بالفن اليوناني والمصري.
• على الرغم من أنّ الموقع الرئيسي للاكتشافات الأثرية للحضارة الفينيقية هو مدينة جبيل، غير أنّه تم العثور على الكثير من القطع الفنية والمصنوعات الفينيقية في جميع دول البحر الأبيض المتوسط والمناطق المجاورة لآسيا الصغرى، ويعود السبب في ذلك لحركة التصدير التجارية، وتشمل الأدوات التي عُثر عليها المجوهرات والزجاج والصلصال والمرمر والعاج والمعادن والخزف والخشب.

معلومات عن الحضارة الفينيقية

من أهمها ما يأتي:^[٩][١٠]

• كان الفينيقيون بحارة عظماء، واشتهروا بتزيين سفنهم برؤوس الخيول تكريمًا لإلههم في البحر يام (Yamm)، وكانوا يتاجرون بخشب الأرز، واشتهروا بمهاراتهم في صناعتها وقدرتهم على الإبحار في مياه البحر الأبيض المتوسط الهائجة.
• اخترع الفينيقيون الأبجدية التي تتكون من 22 حرفًا، وقد اعتمدها الإغريق لاحقًا وأضافوا إليها أربعة حروف أخرى لتصبح بالشكل المستخدم اليوم.
• طور الفينيقيون أرقامًا تشبه ما يُعرف اليوم بالأرقام الرومانية، وكانت غايتهم منها تسجيل المعلومات عن تعاملاتهم التجارية.
• توجد أدلة تثبت وصول الفينيقيين إلى أمريكا الحديثة قبل أن يكتشفها كريستوفر كولومبوس.
• أوجد الفينيقيون اللون الأرجواني، وكان إنتاجهُ مكلفًا للغاية ويستغرق الكثير من الوقت، وكان كبار الأثرياء وحدهم الذين يستطيعون تحمل تكاليفهِ؛ وهذا هو السبب في ارتباط اللون الأرجواني بالملوك.