آثار حضارة المايا: تعرف عليها

قامت حضارة المايا (Maya Civilization) في أمريكا الوسطى في منطقةٍ جغرافية واحدة شملت المناطق التي تُعرف اليوم بجنوب المكسيك وغواتيمالا وشمال بليز وغرب هندوراس، وتأسست حضارة المايا في منطقة يوكاتان (Yucatán) في المكسيك، ويرجع تاريخ نشأتها إلى حوالي العام 2600 ق.م، وبلغت الحضارة ذروتها في العام 250 م، وانتهت في العام 900 م، وبرع شعب حضارة المايا في الزراعة، ولهم إنجازاتٌ في صناعة الفخار والكتابة الهيروغليفية ووضع التقويم التاريخي والرياضيات، وقد خلّفت حضارتهم آثارًا تعكس تمكّنهم في مجال العمارة والفنون.^[١][٢]

آثار حضارة المايا

من أهم الآثار التي تعود لحضارة المايا ووجدت في العصر الحالي:

المعابد

من أهم المعابد التي تعود لحضارة المايا:^[٣]

• لاماناي (Lamanai): يقع في شمال بليز، ويبلغ ارتفاعهُ 33 مترًا، وهو واحد من المواقع القليلة لحضارة المايا التي احتفظت باسمها الأصلي، ويعني اسمه التمساح المغمور بالمياه.
• أوشمال (Uxmal): يعني اسمهُ "المبني ثلاث مرات"، ويقع في المكسيك ويبلغ ارتفاعهُ 35 مترًا، ويتميز هذا المعبد الهرمي بطبقاتهِ بيضاوية الشكل، على عكس الطبقات المستطيلة والمربعة لأهرامات المايا الأخرى، ويُعتقد أنّ هذا المعبد قد بُني على خمس مراحل، بدءًا من القرن السادس وحتى القرن العاشر.
• الستة معابد الهرمية في تيكال (Tikal): تقع تيكال وسط الغابات المطيرة في شمال غواتيمالا، وقد كانت أكبر مدينة في حضارة المايا، بتعدادٍ سكاني بلغ قرابة 100.000-200.000 نسمة، وتضم تيكال ستة معابد هرمية، أكبرها هو المعبد الرابع الذي يبلغ طولهُ حوالي 72 مترًا.
• إل كاستيو (El Castillo): يقع في مدينة تشيتشن إيتزا (Chichen Itza) الأثرية، وكان يُستخدم للأغراض الفلكية، ويضم كل جانب من جوانب هذا المعبد الهرمي 91 درجة، ويساوي مجموعها مع الدرجة التي في أعلى الهرم 365، الذي يمثّل عدد أيام السنة.

الحلي والمجوهرات

ومن أهم تفاصيلها:^[٤]

• إكسوارات اليشم: استخدم شعب المايا حجر اليشم (Jade) في صنع مجوهراتهم، وكانوا يفضلونه على الذهب، وقد تمّ العثور على أكبر قطعة مصنوعة من هذا الحجر الكريم في العام 1968 ميلاديًا في بليز في معبد أتون ها (Atun Ha)، ويُعتقد أنّه كان يتم ارتداء هذه القطعة خلال قيام المايا بالرقص المقدس للتواصل مع الآلهة، ويبلغ وزنها أربعة كيلوغرامات تقريبًا وهي منحوتة على شكل إله الشمس قديمًا.
• زينة الأحزمة: ارتدى ملوك المايا في المناسبات المهمة زينة احتفالية على الأحزمة تسمى تسوك (Tzuk)، وقد تمّ العثور على إحدى هذه القطع التي يعود تاريخها بين الأعوام 500-700 م، وهي مصنوعة من الجاديت.^[٥]
• أقراط الأذن: تمّ العثور على العديد من أقراط الأذن التي تعود لشعب المايا، وقد ارتدى نبلاء المايا أقراط الأذن في الاحتفالات كوسيلة لتجسيد آلهتهم والتواصل معها؛ حيث اعتبر شعب المايا أنّ الآذان من أهم الأعضاء في جسم الإنسان، وأنها قنوات الطاقة الروحية، وكانت تصنع هذه الأقراط من حجر السج والصدف والخزف وغيرها، وكانت تتميز بحجمها الكبير.^[٦]
• أقنعة اليشم: تُسمى أيضًا بالأقنعة الجنائزية، وكانت توضع على المتوفين ليولد حاكمهم من جديد ويصبح مخلدًا وواحدًا من الآلهة.

المدافن

ومن أهم تفاصيلها:^[٧]

• عثر علماء الآثار في غواتيمالا على مدفنين يعودان لحضارة المايا، في موقع هولمول (Holmul) الأثري على بعد 483 كم شمال مدينة غواتيمالا، ويعود تاريخهما إلى 650-700 م.
• يتخذ المدفن الأول شكل حجرة مُقببة بُنيت في هرم محيطٍ بمبنى يعود تاريخهُ للقرن الخامس، وقد تمّ العثور في داخلهِ على هيكل عظمي يعود لشخص في منتصف العمر أسنانهُ مطعمة بحجر اليشم، وهو تقليدٌ كان متبعًا مع ملوك المايا.
• أما المدفن الثاني، فقد وُجد في هرم منفصل، ومن الظاهر أنّ حجرتيهِ كانتا غرف قصر تمّ تحويلها لقبر، وعُثر في هذا المدفن على رفات شخص في منتصف العمر، ومقعد حجري كبير، وتقديماتٌ من الخزف والعظام واليشم، إضافةً إلى عقد.

الفنون والعمارة في حضارة المايا

من أبرز ما يذكر عن الفنون والعمارة عند المايا:^[٨]

• اشتهر شعب المايا بمهاراتهم المعمارية، وبنوا المدن والقصور والأهرامات والصروح العامة الأخرى، وكانوا يزينون مبانيهم بالمنحوتات والتماثيل كنوعٍ من التكريم لآلهتهم وتخليدًا لذكرى ملوكهم.
• بنى المايا نوعين من الأهرامات، وكان النوع الأول منها يضمّ معبدًا في الأعلى، وكان مخصصًا لتقديم القرابين للآلهة وإقامة الطقوس، وتميّزت درجات هذا النوع من الأهرامات بأنّها شديدة الانحدار، ولكن ليس للدرجة التي قد يستحيل على الكهنة الصعود منها للأعلى، أمّا النوع الثاني من الأهرامات فقد بُني خصيصًا للآلهة، ولم يكن مسموحًا للناس بتسلقها أو حتى لمسها، وكانت شديدة الانحدار، ويجب بذل جهد كبير لتسلقها، كما كانت تحتوي على أبواب وأنفاق وفخاخ سرية.
• احتوت كل مدينة من مدن حضارة المايا على قصرٍ ضخم للملك والعائلة المالكة، ومن أشهرها القصر في مدينة بالينكي (Palenque) الذي بناهُ الملك باكال (King Pakal)، وكان يضم العديد من المباني والساحات وبرجًا طويلًا يطل على المدينة، وكان مزينًا بالكتابات الهيروغليفية الملونة ومنحوتات الملك وعائلته.
• بنى المايا ملاعب كرة عملاقة، وكان يحيط بها جداران حجريان طويلان، وكانت تُبنى أحيانًا بجوانب مائلة.

أهم المعلومات عن حضارة المايا

من أهم المعلومات عن حضارة المايا:^[٩]

• كان المايا شعبًا شرسًا ومحاربًا، تمامًا مثل جيرانهم الأزتيك في الشمال، وقد اتضح هذا من خلال مشاهد الحروب والمذابح والتضحيات البشرية التي نُحتت على مبانيهم، كما يعتقد أنّ الحروب التي قامت بين مدن المايا نفسها كان لها علاقة بسقوط الحضارة.
• لم يعتقد شعب المايا أنّ العالم سينتهي في العام 2012م.
• ألف شعب المايا العديد من الكتب التي تضم الصور والرسومات الغريبة، واستخدموا لغة معقدة رمزية، ويُعتقد أنّ الكهنة كانوا مسؤولين عن تأليفها واستخدامها، وعند وصول الإسبان، كان هناك آلاف الكتب لدى المايا، ولكن الكهنة أحرقوها آنذاك ولم يتبقى منها سوى أربعة كتب أصلية.
• كان المايا يستعبدون أسرى الحروب أو يقدمونهم كقرابين للآلهة، وكان النبلاء والملوك من الأسرى يجبرون على لعبة الكرة ضد من أسروهم في لعبةٍ تحدد نتيجتها مسبقًا، كنوعٍ من إعادة تمثيل المعركة التي خسروها.